تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

أربع أسباب لعدم ثقة الناس بالبيتكوين … تعرف عليها

على الرغم مما يشهده البيتكوين من إهتمام بالإضافة إلى العملات المشفرة الأخرى التي نمت بسرعة، لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين يتوخون الحذر بشأنها.

في حين يجادل المؤمنون بالعملات الرقمية ويرون أن الخوف ناتج عن نقص الوعي بالعملات الرقمية، وقد يكون هناك أيضا أسباب أخرى لانعدام الثقة في البيتكوين سنتطرق إليها بشيء من التفصيل في هذا المقال.

في الحقيقة الناس يميلون إلى توخي الحذر بشأن كل ما هو جديد ويخافون منه، حيث يستغرق الأمر وقتا لأي ابتكار لإثبات موثوقيته وفائدته.

وعملة البيتكوين ليست استثناء.

عندما تم إطلاق البيتكوين في عام 2009، اهتم المهووسون بها فقط ليصبحوا فيما بعد من أصحاب المليارات.

ليلحق بهم عامة الناس لاحقا، فمثلما نرى في الوقت الحالي وبعد تقريبا 11 سنة من وجود البيتكوين، اكتسبت البيتكوين بعض الثقة من الجمهور الواسع، على الرغم من أن بعض المستخدمين لا يزالون مترددين في تبني العملة.

فماهي أسباب عدم ثقة الناس في البيتكوين ؟

هل أنت خائف من البيتكوين؟

إن نقص الوعي والفهم هو بالفعل السبب الأبرز في تجنب البيتكوين، حيث يميل الناس إلى الخوف من كل شيء لايفهمونه.

وذلك نابعة من نفسية الإنسان منذ العصر الحجري، حيث كان الناس يبدون خوفهم من ظواهر لا يمكنهم تفسيرها، ويعبدونها كآلهة.

مع مرور الوقت، تعلمت الإنسانية المبادئ العلمية، وخمد الخوف.

وبالتأكيد، أصبح الناس أكثر ذكاء منذ العصر الحجري، لذا لن نجد شخصا يعبد أي تقنية جديدة

لكن ذلك لم ينفي تمام الغريزة الإنسانية حيث تم استبدال الخوف بالحذر حول كل ما هو جديد وغير معروف.

وينطبق نفس الشيء مع جميع الابتكارات الجديدة.

بمجرد أن يتعلم الناس كيف يعملون ويرون أنه يمكن تحسين حياتهم من خلال هذه الإبتكارات، يتم استبدال الخوف بالتبني.

إذا تحدثنا عن البيتكوين، فإن المشكلة هنا هي أن الشخص الذي ليس لديه تعليم تقني سيجد صعوبة في فهم كيفية عمل البيتكوين.

حيث تعتمد عملة البيتكوين على خوارزميات ثابتة وقوانين رياضيات، ولكن ليس كل الناس على إطلاع كاف بالرياضيات.

وبالنسبة لشخص يستخدم آلة حاسبة لجميع العمليات الرياضية مثل حمع رقمين بسيطين، فإن آلية البيتكوين بالنسبة لهؤلاء هي شيء أشبه بالخيال العلمي.

ومع ذلك، مع مرور الوقت، وتحول العالم الرقمي بشكل متزايد، يصبح تعلم التقنيات الرقمية أمرا ضروريا، لذلك سيكون هناك المزيد والمزيد من الأشخاص القادرين على فهم الفوائد التي تقدمها عملة البيتكوين.

لذلك من المتوقع أن يزداد مستوى الثقة في البيتكوين جنبا إلى جنب مع وعي الناس بما تقدمه هذه العملة.

بالنسبة لأسباب عدم ثقة الناس بالبيتكوين فهي كما يلي:

1- لا يوجد دعم مادي:

من بين أسباب الخوف من البيتكوين هو أنه لا وجود لشيء مادي يدعمه كونه رقمي بالكامل.

يميل الناس إلى الاعتماد على شيء ملموس، شيء يمكنهم رؤيته ولمسه.

في حين أن جميع العملات الأخرى مدعومة بالذهب ويتم تقديمها على شكل عملات ورقية ونقدية، بينما لا يمكن رؤية ولمس البيتكوين، وتستند قيمته فقط على الرياضيات.

لهذا السبب، لا يزال الكثير من الناس يعتقدون أن البيتكوين ليست سوى فقاعة بقيمتها التي يتم ضخها وتضخيمها بشكل مبالغ فيه.

وهو ما يراه العديد من الشخصيات البارزة في القطاع المالي والمصرفي حيث  يقول “وارين بافيت” أن البيتكوين ليس سوى قمار وأنه يشبه سم الفئران.

كما انتقد السيد السيد “بيل هاريس” مؤسس “بايبال”  البيتكوين  ووصفها بأنها عملية احتيال.

ومع ذلك، فهناك شائعات وبعض التسريبات تقول أن “بايبال” عملاق الدفع سيقدم لمستخدميه عمليات شراء وبيع مباشرة للعملات المشفرة، إذا تم إطلاق المبادرة بنجاح، فقد تحول الاتجاه إلى اعتماد البيتكوين.

“بايبال” و “Venmo” يحضران لإضافة خيار شراء وبيع العملات الرقمية

عندما يقبل عمالقة العالم التقليدي البيتكوين مثل شركة بايبال، فقد يعني ذلك أن السوق يدرك قيمته على الرغم من عدم دعمه بأي شيء ملموس.

2- تقلب الأسعار:

أحد الأسباب البارزة في عدم ثقة الناس بالبيتكوين هو تقلبه، واعتماد سعره في الكثير من الأحيان على تأثير الأخبار الإيجابية أو السلبية ما يعني عدم القدرة على التنبؤ بالسوق.

عندما وصل سعر البيتكوين إلى المستوى القياسي المسجل عند 20000 دولار في أواخر عام 2017، لم يتوقع أحد أن ينهار بعد فترة وجيزة.

على الرغم من توقع تصحيح السعر، لم يكن هناك من يفكر في مثل هذا الانخفاض الكبير.

في وقت سابق من هذا العام، شهد البيتكوين انخفاضا كبيرا آخر، عندما انهار سعر البيتكوين إلى 3800 دولار خلال اليوم المسمى “الخميس الأسود”.

في ذلك الوقت، تكهنت الأغلبية بأن الاتجاه الهبوطي سيستمر بسبب فيروس كورونا.

ومع ذلك، فاجأ البيتكوين المتتبعين مرة أخرى عندما انتقل وارتفع إلى أكثر من 6000 دولار في ظرف 24 ساعة.

بشكل عام، يوفر تقلب الأسعار للمتداولين فرصة لكسب بعض الربح،  ولكي لا يتحول التداول إلى مقامرة، يجب على الشخص فهم بعض المبادئ والاتجاهات الرئيسية في السوق.

فعلى الرغم من عنصر عدم القدرة على التنبؤ بما هو قادم على سعر البيتكوين، هناك دائما مجال للتحليل.

لكن وبالرغم من ذلك الناس العاديين يخافون من تقلب البيتكوين.

3- قضايا أمنية:

عند شراء البيتكوين، تحتاج إلى تخزينها في مكان آمن، وأفضل شيء يمكن أن تفعله هو استخدام محفظة للعملات المشفرة.

ومع ذلك، فإن عدم فهم مبدأها يجعل الناس العاديين حذرين منها.

بشكل أساسي، محفظة العملات المشفرة هي مجموعة من الشفرات تستخدم لتخزين الأموال الرقمية وإجراء المعاملات عن طريقها.

بما أن العملة الرقمية المشفرة نفسها هي شفرة ورمز، فمن المنطقي أن يتم استخدام رمز آخر لتخزينها.

هناك العديد من أنواع محافظ العملات المشفرة، يقدم كل منها مجموعة من المزايا.

عندما تشتري محفظة حقيقية لتخزين الأموال الورقية، هناك طرق قليلة لفقدان أموالك إذا كنت حذرا بما فيه الكفاية.

بعبارة أخرى، أنت مسؤول عن أمان محفظتك.

في حالة البيتكوين، يجب عليك الاعتماد على الكفاءة والصدق في الخدمة التي تقدم لك محفظة رقمية.

نظرا لأنه رمز، فهذا يعني أنه قد يكون هناك تدفق وخلل فيها، مما قد يكلفك جميع أموالك.

هذا شيء لا يمكن للمستخدم التحكم فيه.

إلى جانب ذلك، يجب أن نذكر أيضا القراصنة الذين قد يهاجمون خدمة ويسرقون جميع الأموال التي يتم الاحتفاظ بها عليها.

كان هناك العديد من الاختراقات بقيمة آلاف أو حتى ملايين الدولارات.

على سبيل المثال اختراق منصة “كريبتوبيا” التي تابعنا حيثياتها ومازالنا نغطي جميع جديدها فيما يخص إعادة أموال المستخدمين، حيث فقدت المنصة ما يقرب من 18 مليون دولار من الايثيريوم.

بالتأكيد، يمكن مهاجمة الحسابات المصرفية العادية.

حتى إذا احتفظت بمدخراتك في المنزل، فلن يضمن أي شخص عدم سرقتها، وكذلك الحال مع العملات الرقمية لكن هناك العديد من المحافظ التي يمكن أن توفر أمان أعلى وهي المحافظ الباردة التي تحتفظ بالبيتكوين بعيدا عن الأنترنت.

4- الخلفية الجنائية:

على الرغم من حقيقة أن استخدام البيتكوين سلاح ذو حدين يمكن أن يستخدم في أمور قانونية وأخرى غير قانونية، إلا أن الناس عادة ما يخافون منه، لأنه يجعلهم يعتقدون أن العملة الرقمية شيء غير قانوني.

في الواقع، هناك بعض الحكومات المتساهلة معه وأخرى تمنعه تماما.

وسبب المنع في بعض الدول هو أن البيتكوين يوفر إمكانية استخدامه في أغراض غير قانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتجارة المخدرات وما إلى ذلك بسبب عدم الكشف عن الهوية.

على الرغم من أن جميع المعاملات المسجلة على البلوكشين يمكن تتبعها، إلا أنه من المستحيل تحديد أطراف المعاملة، ما لم تتوافق الخدمة التي يستخدمونها مع سياسة كشف عن العميل ومكافحة غسيل الأموال AML و KYC.

إلى جانب ذلك ، هناك كمية كبيرة من المخططات الاحتيالية باستخدام البيتكوين بالإضافة إلى العملات المشفرة الأخرى.

على سبيل المثال، سبق وتطرقنا في بيتكوين العرب حول حيلة تعد بتقديم هبة من العملات المشفرة مقدمة من “إيلون ماسك” لتتمكن هذه الحيلة من حصد حوالي 2 مليون دولار.

محتال يقلد “إيلون ماسك” تمكن من جمع 2 مليون دولار خلال شهرين فقط

هذه الخلفية تساهم نوعا في بث المشاعر السلبية حول البيتكوين، والتي عند دمجها مع عوامل أخرى تصبح قادرة على التأثير بشكل كبير على مستوى الثقة بها من عامة الناس.

في الختام:

في الوقت الحاضر، يلتزم العالم بشدة بالمال المادي ذي القيمة المادية.

إن النظام الذي تم إنشاؤه لمئات السنين لا يمكن أن ينهار خلال عقد من الزمان.

ومع ذلك، شهد النصف الأول من عام 2020 زيادة كبيرة في مستوى الاهتمام بالتقنيات الرقمية.

مع تحول العديد من مجالات الحياة البشرية إلى الإنترنت، حيث أصبح الناس أكثر دراية بالابتكارات مثل العملة المشفرة.

إذا زاد الاتجاه العام للرقمنة بشكل أكبر، فمن المتوقع أن يزداد مستوى الثقة في البيتكوين وقد يضعف تأثير العوامل المذكورة أعلاه.

 اقرأ أيضا:

كيف تغيرت عقلية مستثمري البيتكوين منذ عام 2016 ؟

مميزات عملة التيثر (USDT) التي تعتبر جسر بين العملات الرقمية والعملات النقدية

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق