ماذا تعني إدارة “جو بايدن” الجديدة لعملة البيتكوين وسوق الكريبتو عموما؟
تسلم الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” مفاتيح البيت الأبيض والرئاسة بعد عملية انتخاب ونتائج مليئة بالإثارة والجدل.
نسلط في هذا المقال الضوء على الرئيس الأمريكي الجديد والإدارة الجديدة وما تعنيه لعملة البيتكوين، بحكم الأثر الكبير للولايات المتحدة الأمريكية في صناعة الكريبتو، لذا يراقب مجتمع الكريبتو الأسماء والتعيينات الجديدة للهيئات وما تعنيه لسوق الكريبتو.
بالنظر لحساب “جو بايدن” على تويتر نجد أنه تعرض للاختراق في حادثة الاختراق التي طالت تويتر في 15 يونيو من السنة الماضية وتم استغلال حساب “بايدن” في نشر رسالة تطالب متابعيه بمضاعفة أي مبلغ بيتكوين يتم إرساله إلى الحساب المحدد في غضون 30 دقيقة كوسيلة لرد الجميل للمجتمع.
عملية الإختراق جعلت “بايدن” يدلي ببيان علني وحيد حول البيتكوين.
في اليوم التالي لاختراق تويتر، غرد حساب حملة “بايدن” بما مفاده:
ليس لدي بيتكوين، ولن أطلب منك أبدا إرسال أي منها.
ولكن إذا كنت ترغب في المشاركة للمساعدة في جعل “دونالد ترامب” رئيسا لفترة ولاية واحدة، فيمكنك القيام بذلك هنا.
I don’t have Bitcoin, and I’ll never ask you to send me any.
But if you want to chip in to help make Donald Trump a one-term President, you can do that here: https://t.co/8XtBjuU5fX
— Joe Biden (@JoeBiden) July 16, 2020
في الحقيقة، الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية ليس لديه أي موقف معروف تجاه البيتكوين أو العملات الرقمية المشفرة.
حيث لم يقم “بايدن” أبدا بالتغريد حول هذا الموضوع قبل الاختراق في يوليو 2020.
قبلت لجنة العمل السياسي الموالية لـ “بايدن” تبرعات بالبيتكوين في 2016 على الرغم من أن بايدن لم يترشح في النهاية لمنصب الرئيس.
غرد الرئيس المنتهية ولايته ”دونالد ترامب” في وقت سابق بالقول:
لست معجبا بالبيتكوين والعملات المشفرة الأخرى.
حاليا يمكن القول أن “بايدن” لديه الكثير من القضايا الأخرى التي تتراكم على مكتبه وعلى رأسها التعامل مع جائحة فيروس كورونا وحالة الاقتصاد وسجل “ترامب” في السياسة المحلية والدولية.
لكن وبالرغم من ذلك يمكن القول أن تولي “بايدن” الرئاسة من شأنها إحداث تأثير كبير على سوق الكريبتو أيضا.
حيث تستمر الصناعة في النمو والنضج في الولايات المتحدة والعالم بأسره.
فيما يلي سنعرج ونتعرف على التأثير المحتمل لإدارة “جو بايدن” الجديدة على عملة البيتكوين وسوق الكريبتو عموما.
الرئيس الأمريكي “بايدن” وسوق الكريبتو:
لم تشارك نائبة الرئيس المنتخب لـ “بايدن”، “كامالا هاريس” وهي سناتور حاليا ومدعي العام السابقة لولاية كاليفورنيا، علنا عن رأيها في البيتكوين والعملات المشفرة، لكن بعض من فريقها له سوابق مع العملات الرقمية المشفرة.
هذا ونالت “هاريس” على استحسان “تيم درابر” الذي يعد أبرز المستثمرين في العملات الرقمية المشفرة حيث يرى أن لديها فهم جيد ما تقوم به ولها إمكانية في فهم ورؤية إمكانيات الكريبتو، حيث كان تصريحه في وقت سابق كما يلي:
أعتقد أن لديها رأسا جيدا على كتفيها، حتى تتمكن من تعلم العملات الرقمية المشفرة.
يجب أن تحصل على محفظة بيتكوين إذا لم يكن لديها واحدة بالفعل.
“يلين” في مواجهة البيتكوين:
واحدة من أولى المناصب الاقتصادية الرئيسية التي سرع “بايدن” لتعيين من يرأسها منصب وزير الخزانة الأمريكية، حيث اختار الرئيس المنتخب رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة “جانيت يلين” كمرشحة له.
تشتهر “يلين” بموقفها العدائي تجاه البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة.
في أكتوبر 2018، قالت عن البيتكوين:
سأقول صراحة أنني لست معجبة به.
قبل عام، رفضت البيتكوين باعتباره أصلا شديد المضاربة، كما أشارت إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لعب دورا ضئيلا في العملات المشفرة.
كما صرحت مؤخرا حول العملات الرقمية المشفرة وأوصت بضرورة البحث أكثر حولها:
وزيرة الخزانة الأمريكية تقترح على مجلس الشيوخ نظرة أكثر دقة حول العملات الرقمية المشفرة
بصفتها وزيرة الخزانة، ستكون “يلين” مسؤولة عن صياغة السياسة المالية للإدارة، وسيكون لها تأثير أكبر على العملات المشفرة.
في جلسة التأكيد التي عقدتها “يلين” في يناير 2021، وصفت العملة المشفرة بأنها مصدر قلق لدورها في تسهيل النشاط الإجرامي.
وتابعت:
أعتقد أن الكثير منها يستخدم، على الأقل من حيث المعاملات، بشكل أساسي للتمويل غير المشروع.
وأعتقد أننا نحتاج حقا إلى دراسة الطرق التي يمكننا من خلالها الحد من استخدامها، والتأكد من أن مكافحة غسيل الأموال تعمل بشكل جيد تجاهها.
وقع اختيار “بايدن” على السيد “جاري جينسلر” لرئاسة لجنة الأوراق المالية والبورصات، شغل “جاري” الرئيس السابق للجنة تداول العقود الآجلة للسلع في عهد “أوباما”.
يجلب “جاري” ثروة من الخبرة مع البلوكشين و الكريبتو لإدارة “بايدن” بعد أن قام بتدريس دورة في “MIT” حول استخدام البيتكوين و البلوكشين في التمويل.
كتب “جاري” في ديسمبر الماضي، واصفا البيتكوين بأنه حافز للتغيير، بينما أشار إلى أن منصات تداول العملات الرقمية المشفرة لم يتم وضعها بشكل مناسب ضمن أطر السياسة العامة، وسلط الضوء على أن أسواق الكريبتو كانت منتشرة من خلال عمليات الاحتيال والاختراق والتلاعب.
تكثيف تنظيم العملة الرقمية المشفرة:
مما لاشك فيه أن التعيينات الجديدة في الهيئات التنظيمية الأمريكية، كما أوضح “درو هينكس” المحامي الذي يركز على البلوكشين في “كارلتون فيلدز” سيكون لها تأثير بارز على سوق الكريبتو حيث صرح بالقول:
قد تملأ إدارة جديدة بعضا من العديد من المناصب المفتوحة في مختلف الهيئات التنظيمية التي ظلت شاغرة طيلة فترة الإدارة الحالية.
قد يكون هذا سيفا ذا حدين:
فمن ناحية، قد يسهل عمليات التنفيذ.
كما قد يسهل إنشاء السياسة التنظيمية مع المزيد من الموارد.
ومن ناحية أخرى يمكن أن نرى المزيد من اتخاذ الاجراءات.
يلاحظ ”تشاندان لودها” المؤسس المشارك لـ “CoinTracker” أن خطة “بايدن” الضريبية المقترحة ستؤثر على أصحاب العملات المشفرة الذين يكسبون 400 ألف دولار أو أكثر سنويا، وخاصة أولئك الذين يجنون مليون دولار أو أكثر.
تدعو خطة “بايدن” الضريبية إلى زيادة الضرائب على أولئك الذين يجنون 400 ألف دولار أو أكثر سنويا.
سيكون التأثير على أولئك الموجودين في هذه الفئة ذوي الدخل المرتفع، والذين يمكنهم أن يشهدوا زيادة معدل ضريبة الدخل العادي من 37٪ إلى 39.6٪.
أخبر “خوان أجا أجويناكو” الشريك المؤسس لشركة “Shyft Network” بأن قدرة ”بايدن” على التأثير في العملة المشفرة كرئيس ستعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك تكوين المحكمة العليا.
ومع ذلك، فهو يعتقد أن إدارة ”بايدن” يمكن أن تكون إيجابية تجاه سوق الكريبتو، وإن كانت أكثر تدريبا مما كان عليه في عهد “ترامب”، وأشار إلى أن بعض الديمقراطيين البارزين يؤيدون تنظيم سوق الكريتبو.
صرح “أجويناكو” بالقول:
ربما يخفف من الموقف المتشدد الذي اتخذته إدارة ترامب تجاه الكريبتو
قد يذهب إلى نهج أكثر استكشافية، وتمكين تطوير الحلول القائمة على البلوكشين.
اللوبي الحذر وسوق الكريبتو:
العديد من الأسماء في صفوف الحزب الديمقراطي ضد العملات الرقمية المشفرة.
في نوفمبر 2020، انتقدت مجموعة من ستة نواب ديمقراطيين من بينهم “طليب” و”لينش” و”غارسيا” سوق الكريبتو وانتقدو التركيز المفرط على العملات الرقمية المشفرة والخدمات المالية المتعلقة بالكريبتو.
في الختام يمكن القول أن إدارة “بايدن” أمامها عمل كبير تجاه سوق الكريتبو والبلوكشين وبعض من الأسماء المعينة على هيئات تنظيمية عليا لها باع طويل في التعامل مع العملات الرقمية المشفرة والبلوكشين مثل “جاري جينسلر” ما يعني احتمال نضج التعامل مع سوق الكريبتو والبلوكشين.
اقرأ أيضا:
الرئيس “بايدن” يعين مستشار الريبل السابق كرئيس مكتب المراقب المالي للعملة “OCC”
تحديث جديد حول قضية “التيثر” مع مكتب المدعي العام في نيويورك … التفاصيل هنا