كوريا الشمالية متهمة بعمليات احتيالية في مجال العملات الرقمية
يستخدم النظام السياسي في “كوريا الشمالية” عمليات الاحتيال في العملات الرقمية المشفرة وعروض العملة الرقمية المزورة لجمع الأموال لصالح الحكومة، وذلك حسب ما كشفته استقصاءات جديدة حول استخدام الإنترنت في كوريا الشمالية.
ومن الأمثلة على ذلك شركة تدعى “Marine Chain” أطلقت في عام 2018 تحت الإدعاء بأنها تمنح ملكية جزئية للسفن البحرية في مقابل العملات الرقمية. ومن غير الواضح بالضبط حجم الإيرادات التي حققتها الشركة، وبعد ستة أشهر تم اخفاء على موقعها على الإنترنت.
لكن الباحثين في مجال الأمن الحاسوبي (السيبراني) من “Recorded Future” الذي أصدر يوم الخميس عنوان تقرير بعنوان “تغيير الأنماط في استخدام الإنترنت تكشف عن النخبة الحاكمة الكورية الشمالية المتكيفة والمبدعة، اكتشف أن الرئيس التنفيذي للشركة وهو رجل اسمه “الكابتن جوناثان فونج كاه كيون” كان مواطنا سنغافوريا يُزعم أنه يعمل على مساعدة كوريا الشمالية على تجنب العقوبات الدولية لسنوات.
وقد نجح “فونغ” في إعطاء الشركة غطاء شرعي من خلال الظهور في مؤتمرات الاستثمار والترويج لنفسه على أنه الوجه الإنساني للعملة، كما يقول المحللون. في شهر مارس، على سبيل المثال، ظهر في مؤتمر في “شنغهاي” حول “تقنية البلوكشين” و “تحويل سلسلة التوريد الرقمية”
تم إدراج “فونغ” كمدير تنفيذي لشركة “مارين شاين” واستخدم على الأرجح جولته للتحدث عن الاستثمار في العملات الرقمية لجذب المستثمرين إلى الشركة. كما تحدث في منتدى حول سلسلة الإمداد والابتكار اللوجستي في “هونغ كونغ” هذا الشهر.
وصرحت “بريسيلا موريوشي” مديرة تطوير التهديد الاستراتيجي في “Recorded Future” لـ “نيوزويك”: “إنها توضح التداخل بين شبكات الدعم المادية وشبكات الدعم الافتراضية”. “الكابتن فونغ هو جزء من شبكة مؤيدي كوريا الشمالية في سنغافورة. الإجماع الواسع هو أن الدعم مدفوع مالياً. إنهم رجال أعمال عديمو الضمير يرغبون في إشراك مجموعة واسعة من الشركاء غير الشرعيين”.
لا يتضمن الحساب الحالي لفونج على LinkedIn أي إشارة إلى مشروع “مارين شاين” لكنه يزعم أنه يمتلك خبرة تزيد عن عقدين من الزمن كقائد سفينة وأكثر من 10 سنوات من الخبرة في العمل في مؤسسة SingClass International التي تقدم خدمات التصنيف إلى “مختلف إدارات مالك السفينة”. تذكر المقالات الإخبارية من عام 2003 “فونج” كنائب مدير سجل الشحن المنغولي. ولم يرد “فونغ” على الفور على طلبات التعليق المُرسلة من مجلة “نيوزويك”
خلال السنوات العديدة الماضية، كانت “كوريا الشمالية” تستخدم مجموعة متنوعة من الحيل والهجمات الإلكترونية لجمع الأموال لنظام “كيم”.
في عام 2016، على سبيل المثال، تم اتهام قراصنة كوريا الشمالية بسرقة ما لا يقل عن 81 مليون دولار لأحد البنوك في بنغلاديش. وألقي باللوم على “جماعة لازار” جروب الكورية الشمالية في هذا الهجوم، وهاجم “هجوم فدية” يُدعى WannaCry التي تسلل المؤسسات في جميع أنحاء أوروبا. كما قام النظام أيضاً بتعدين العملة المشفرة على بعض الحواسيب المسروقة. لكن الخبراء يقولون إن الجريمة الإلكترونية منخفضة المستوى، بما في ذلك كتابة نصوص لألعاب البوكر عبر الإنترنت، وهي الأكثر انتشارًا.
وقد تم ربط – شركات فونج – بعمليات التلاعب بسجلات العلم الوطني لثلاثة بلدان، والتي كانت تستخدم عادةً كأعلام ملائمة للسفن الكورية الشمالية” ، وفقًا لتقرير “Recorded Future”. قال مؤلفو التقرير إن منصة “مارين شاين” كانت عبارة عن “عملية احتيال جماعية تم إجراؤها بالنيابة عن كوريا الشمالية”.
من ناحية أخرى، تصف منصة “Crunchbase” لنشاط المعلومات التجارية لـ(مارين شاين) بأنها “سوق استثماري بحري عالمي من الجيل التالي؛ ويزعم أن الشركة لديها ما بين 11 إلى 50 موظفًا ومرت بجولة تمويل واحدة. اليوم، ومع ذلك، يتم عرض تواجد موظف واحد فقط وهو مواطن كوري، على صفحة (لينكد إن) التي تمتلكها الشركة.
كما ربط الباحثون بين “مارين تشاين” ورجل يدعى “توني ووكر” الذي ادعى أنه “متخصص في مجال صناعة النقل البحري” ورجل يدعى “هيو ميونغ تشوي” الذي ادعى أنه مستثمر في كوريا. لدى كلا الرجلين حضور محدود على الإنترنت، وقد أعرب المتحمسين لـ(عملة الميمورين) عن شكوكهم حول ما إذا كان الرجال موجودين خارج نطاق عملية احتيال “مارين شاين”.
“لست متأكدا ما إذا كان أي شخص آخر ينظر في موضوع “مارين شاين”. يبدو أنه قد تم تأسيسه من قبل شخص يدعى توني ووكر من سنغافورة ولكني لا أستطيع العثور عليه كثيرًا عبر الإنترنت. “هل هناك اي شخص يعلم شئ حول مشاريعه السابقة؟” طبقًا لتساؤل أحد المستخدمين لمنصة Reddit على الإنترنت.
“لم يأت ذكر توني ووكر ولم يكن لدى ملفه الشخصي على LinkedIn أي صورة. سمعت أن معظم فريق “مارين شاين” قد استقال في يناير بسبب المشاكل القانونية. انها ليست علامة جيدة أبدًا هل تعرف ذلك؟ ”طبقًا لأجابة مستخدم آخر على التساؤل السابق.
يلاحظ الخبراء أنه نادراً ما تتم مقاضاة الإحتيالات لأنه من الصعب التمييز بين شركة تحويل عملة مشفرة فاشلة من شركة خادعة.
“بين 50 إلى 60% من مشاريع الطرح الاولية للعملة الرقمية تفشل. لذا، فإن المستثمرين يعرفون المخاطر وهم يستثمرون”، كما قال “موريوشي” لمجلة نيوزويك. “إنهم بحاجة إلى تنظيم تجارة العملات المشفرة على نطاق أوسع. هناك حاجة إلى التنظيم في وقت ما لأنه خطير للأشخاص العاديين. ولكن من الصعب الآن تحمل هذه الأنواع من العوامل المساعدة.”
بشكل عام، اكتشف الباحثون أن نظام “كوريا الشمالية” وداعميه يتحولون من استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي الغربية مثل Facebook و Instagram إلى المنصات الصينية، باستثناء منصة “LinkedIn” التي لا تزال شائعة هناك.
لا تزال صفحة “لينكد إن” الخاصة بـ(Chain Marine) موجودة وتدعي أن عنوان الشركة في “وان تشاي” بهونغ كونغ.