الإدراك أهم من التحليل: 6 عوامل تصنع عقلية المضارب
التحيز المعرفي في التحليل الفني و صناعة عقلية المضارب
قد يبدو النجاح في التداول قصة خيالية أبطالها أساطير نقرأ عنهم ولا نراهم.
في الحقيقة هناك فارق بسيط (لكنه ليس سهلا) بينك وبين أولئك الأساطير, أتعلم ماهو؟
هو عملية إدراك ماتراه من تحركات سعرية لاتخلو من المشاعر.
لكن أليست تلك المشاعر تعتبر خطيئة في أوساط التحليل الفني كما يتداول؟
لا, الأمر ليس كذلك. من المحال أن تجتث مشاعرك من جذورها لكي تتفرد بعقلك الفذ وتنجح في عدة صفقات الواحدة تلو الأخرى, فينتهي بك الأمر في إحدى قصور (بيفرلي هيلز).
ملاحظة: هذه الجزئية فقط في قصة خيالية أساطيرها محتالين يجتذبون المستجدين في أفخاخهم.
إذن, كيف نتجنب الوقوع في أخطاء منبعها مشاعرنا؟ وماهي تلك العملية؟
في حقيقة الأمر لا أحد يستطيع فك شفرة بشرية تجعلك خارقا في التحليل والتداول،لكن يمكننا أن نتعامل مع مشاعرنا بسرد عدة نقاط تساور كل متداول وتحول دون نجاحه.
في البداية لابد أن نفهم ماهو التحيز المعرفي, هو انحراف في اتخاذ الاحكام وقصور في الإدراك الحسي تجاه مايحدث حولك من تحركات سعرية ويتفرع إلى عدة نقاط لكن لن نأخذ إلا مايحاكي المتداول وهي ستة نقاط:
أولا: التحيز التأكيدي
قد تشاهد (شارت) عملة الريبل (XRP) على سبيل المثال فتجدها متضاعفة بما يفوق 300 في المائة ولاتظهر نقطة شراء سليمة بل ولا تتوافق مع الاستراتيجية الخاصة بك في التداول
لكنك قرأت تصريحا من مدير الشركة, بأنها وقعت عقد شراكة مع كبرى شركات القطاع المالي ثم أخذت تقرأ مقالا ينصح بشرائها وتجد توصية في أحد حسابات “المشاهير” في منصات التواصل الاجتماعي يوصي بشرائها فتدخل صفقة شراء, لكن تتفاجأ بهبوط السعر.
ذلك النمط من التفكير هو مايسمى بالتحيز التأكيدي, أن تتخذ حكما مغلوطا فتحاول البحث عما يؤكد ذلك الحكم, وتغض النظر عما ينافي ذلك الحكم.
إذن كيف تتجنب الوقوع في التحيز التأكيدي؟ بكل بساطة…. لايمكنك أن تتجنبه. بل ماتستطيع فعله هو أن تقيم الجانب الآخر من الصفقة بكل جدية وتدرس كافة الإيجابيات والسلبيات في الصفقة.
ثانيا: تحيز المصلحة الذاتية
لنعد إلى المثال السابق, حينما يسير السعر بعكس اتجاهك ويكمل الهبوط مرة تلو الأخرى، قد تخبر نفسك بأن المبتدئين والحمقى هم من يبيعون العملة بتلك الأسعار أو قد تفكر بأن الهوامير يتلاعبون بالسعر كي يعاودون الشراء بأسعار بخسة وتنتظر حتى يشعر السوق بأهمية العملة كي تصعد.
في هذه الحالة لايمكن إلا أن ترى المعلومات التي تفيد تصورك تجاه السعر وليست المعلومات التي تدور حول العملة ذاتها.
هذا هو تحيز المصلحة الذاتية, هو أن تستقبل المعلومات التي تعزز من حكمك المسبق بغض النظر عن صحة الحكم ذاته!
وتسمى بنظرية العزو في بعض الكتب المتعلقة في التحليل الفني, وهي ببساطة, إن أصبت فمن نفسي وإن أخطأت فمن الآخرين. أشعرت بذلك؟
أعني بعد عدة صفقات رابحة وأرباح تفوق مرتب موظف فبعدها ستشعر بأنك عبقري وأي خسارة ستشعر بانها من الهوامير أو من السوق ذاته.
إذن كيف تتحكم بتلك المشاعر؟ لابد بعد كل خسارة أن تستنج سبب فشل تحليلك وأنصح بالاحتفاظ بمذكرة تكتب فيها كل مايتعلق بتحليلك سواء أسباب دخول أو غيره.
ثالثا: تحيز الإدراك المتأخر
هو الحكم على قرار أو على موضوع غير مبني على تجربتك أو ملاحظاتك تجاهه, بل على النتيجة النهائية.
قد تشتري عملة ما بناءا على أخبار إيجابية وتنجح تلك الصفقة, ذلك لايعني في كل مرة ستنجح صفقاتك بناءا على أخبار إيجابية.
هنا لم تحكم بناءا على ملاحظتك تجاه تلك الاخبار وتحليلك الفني, بل حكمت على نجاح القرار من نجاح الصفقة.
رابعا: تحيز الحداثة
لنقل أنك دخلت صفقة بناءا على تحليل مسبق ولكن هذه الصفقة فشلت! والآن تجد ذات النموذج الفني لكنك ترددت في الدخول وقد تضيع على نفسك الكثير من الفرص.
هذا مايسمى بتحيز الحداثة, هو أن تبني قرارتك على أحدث تجاربك بغض النظر عن التاريخ المسبق لفاعلية النموذج.
الحل هو تدوين استراتيجيتك بنقاطها, وتتحقق من استيفاء كل الشروط حينما تهم بالدخول في الصفقة.
خامسا: تحيز السلطة المطلقة
هو شعورك بمهارتك في التحليل الفني وقد تشوش قدرتك على الحكم في تحليلك،إحدى تجاربي الشخصية هي حينما نجحت بما يفوق ال20 صفقة ناجحة بشكل متتالي, كأي متداول بالطبع ستشعر بسلطتك تجاه السوق.
وهذا ما أوقعني في فخ التحيز المعرفي, هو زيادة رأس المال واتخاذ صفقات لاتستوفي الشروط في الدخول.
أول خطواتك في النجاح هي حينما تتواضع للسوق مبكرا كي لا تتواضع محفظتك قبلك.
سادسا: تحيز سلوك القطيع
قد صادف أغلبكم هذا المصطلح, لكن لمن لايعرف، هو شعور يستميلك باتباع مايتبعه الآخرون، أي حينما يتحدث الجميع عن عملة صاعدة، قد تخاف أن تفوتك الفرصة بل وتشعر بالحمق حينما لاتدخل هذه الصفقة، في النهاية قد تخسر هذه الصفقة، سلوك القطيع نهج مكشوف قد يستغله بعض صناع السوق.
في النهاية لايمكنك أن تمتنع عن الشعور, لكن قد تتحكم بتلك المشاعر حينما تعرف كيف تتصرف بها.
مقالة من كتابة وإعداد : المبدع عبد الله الدوسري (@Nomadic93).
اقرأ أيضا:
للمتداول والمضارب: تعرف على أهمية الإجازة والابتعاد عن التداول اليومي
كيف تتعامل مع المخاوف و القلق عند التداول في عالم الكريبتو كرنسي؟