تشهد عملة البيتكوين هذه الأيام زخما صعوديا لافتا إذ ارتفع سعر العملة لمستوى 11 ألف دولار بعدما كانت العملة شبه مستقرة ما بين 9000 – 9300 دولار.
فيما يؤمن العديد من المتحمسين بالبيتكوين ويرونه مستقبل المال، يرى السيد “يانيس فاروفاكيس” وزير المالية اليوناني السابق بأن البيتكوين لن يكون قادر على استبدال المال.
تجدر الإشارة إلى أن الوزير السابق “يانيس” كان يشغل منصب وزير المالية اليوناني عندما كانت البلاد تمر بفترة صعبة للغاية، حيث لم تكن قادرة على دفع 1.6 مليار يورو لصندوق النقد الدولي.
الآن يستخدم “يانيس” خبرته لمناقشة ما إذا كان يمكن أن تنجح البيتكوين كبديل للمال الورقي.
في رسالة مفتوحة نشرت يوم أمس الاثنين، جادل “يانيس” بأن البيتكوين لا يجب أن يحل محل العملات الورقية لأن هذا سيجعل الرأسمالية أقبح وأكثر شرا وأكثر خطورة على البشرية.
من ناحية أخرى، أشار “يانيس” إلى إن هناك بعض الإمكانات في تكنولوجيا البلوكشين نفسها.
Why Bitcoin is not a socialist’s ally https://t.co/0wH7qdVrZM Reply to Ben Arc https://t.co/djEA2LvUyI
— Yanis Varoufakis (@yanisvaroufakis) July 27, 2020
البيتكوين يفتقر للقدرة على إمتصاص الصدمات:
جادل “يانيس” في رسالته بأن البيتكوين غير قادر على الرد على المشاكل الاقتصادية المختلفة مثل فيروس كورونا الحالي لأن سياسته النقدية مشفرة ولا يمكن تغييرها بسهولة، وأخبر في هذه النقطة بما يلي:
خذ بعين الاعتبار تحطم عام 2008 أو الأزمة الأخيرة التي سببها فيروس كورونا لعام 2020.
افترض أن البنوك المركزية لم يكن لديها القدرة على الفور على إنشاء تريليونات من الدولارات واليورو والجنيه والين، وبدلا من ذلك كان عليها الاعتماد على أغلبية عفوية من مستخدمي البيتكوين للموافقة على زيادة هائلة في المعروض من الأموال.
النتيجة ستكون انهيارا مثل انهيار البنوك والشركات في عام 1929.
يقتصر عرض البيتكوين على 21 مليون وحدة فقط، وهو عدد من غير المحتمل أن يتغير.
يتم إنشاء عرض البيتكوين بمعدل ثابت حيث ينخفض البيتكوين المعدن إلى النصف كل أربع سنوات.
شبكة البيتكوين غير قادرة على زيادة العرض حسب الرغبة، ويرى مؤيدو العملة بأن هذا شيء جيد.
أشار “يانيس” أيضا إلى أن ملكية البيتكوين موزعة بشكل غير متساو، وأن الأشخاص الذين يمتلكون الكثير منها لن يشعروا بسعادة عند عرض فكرة زيادة المعروض، لأنها ستخفض قيمة ممتلكاتهم.
وبالتالي، إذا كان البيتكوين سيحل محل العملات الورقية، فسيؤدي فقط إلى تفاقم مشكلة عدم المساواة في الثروة خلال الأزمات وتحفيز الأغنياء على الاحتفاظ بعملاتهم الخاصة على حساب المصلحة العامة.
وأشار “يانيس” إلى ذلك بالقول:
هيمنة البيتكوين لن تؤدي إلى دمقرطة الحياة الاقتصادية.
وجادل “يانيس” أنه حتى لو كانت عملة البيتكوين ستحل محل الأموال التقليدية، فلن يغير ذلك شيئا بالنسبة لغالبية الناس في الأنظمة الرأسمالية.
وكتب في هذا الصدد:
حقوق الملكية على الأرض والموارد والآلات لا تزال كما هي بينما تواصل شركات الأسهم الخاصة وصناديق التقاعد امتلاك الجزء الأكبر من تداول الأسهم في وول ستريت والمدينة وما إلى ذلك.
كل ما سيتغير هو إختفاء البنوك المركزية وسيحدد مجتمع مستخدمي البيتكوين المعروض النقدي العالمي.
وتابع “يانيس”:
سيبقى “جيف بيزوس” يسيطر ويحتكر وستواصل فيسبوك وغيرها من الشركات الكبيرة في العالم بالسيطرة على أسواقهم واستغلال الاقتصادات الضعيفة.
طوال الوقت، ستجد البنوك الخاصة فقط طرقا جديدة لإنشاء أصول مختلفة، ولكنها مرتبطة بعملة البيتكوين هذه المرة.
استبدال الأموال الورقية بعملة البيتكوين سيعيدنا إلى نسخة ما بعد الحداثة من أمريكا القرن التاسع عشر.
كل هذه العوامل مجتمعة ستؤدي حتما إلى انخفاضات جديدة، تزداد سوءا بسبب عدم قدرة البيتكوين أو عدم رغبة الأغنياء لزيادة المعروض أو التكيف مع الأزمات بطريقة أو بأخرى.
بإختصار، لن تفشل دمقرطة الأموال عبر بيتكوين في دمقرطة الرأسمالية فحسب، بل ستعطي أيضا دفعة قوية لقوى الانحدار.
البلوكشين وليس البيتكوين:
شبه “يانيس” النظام النقدي بذيل الكلب.
وأخبر بأنه من الصعب السيطرة عليه وهزه، وأضاف بما معناه:
دمقرطة المال عن طريق المشاعات النقدية لن تؤدي إلى دمقرطة الحياة الاقتصادية، بل تجعل الرأسمالية أقبح وأكثر شرا وأكثر خطورة على البشرية.
وأكد وزير المالية اليوناني السابق أنه في حين أن البيتكوين قد لا يكون الحل للعديد من الأزمات في إقتصاد الرأسمالية، فقد تصبح تقنية البلوكشين مفيدة جدا في إنشاء نوع جديد من الهيكل المالي.
بعد قولي كل هذا، فإن المشاعات النقدية التي قد تعتمد بشكل كبير على شيء مثل البلوكشين التي تدعم البيتكوين ستكون بلا شك جانبا أساسيا من الاقتصاد الديمقراطي.
اقرأ أيضا:
لصوص البيتكوين يحركون ما قيمته 42 مليون دولار من البيتكوين في ساعة واحدة
