تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مستجدات البلوكشين

كيف يتم استخدام البلوكشين لتغيير حياة الناس في المجتمعات المهمشة ؟

تهدف التكنولوجيا بشكل عام لتسهيل حياة البشر وجعلها أسهل وأسرع، بالإضافة إلى تقديم الحلول والمساعدة المرجوة.

تقنية البلوكشين بالرغم من أنها موجودة منذ ما يزيد قليلا عن عقد من الزمان، وعلى هذا النحو يمكن القول أنها تقنية ناشئة، بمعنى أنها لا تزال في مهدها إلى حد كبير، إلا أنه يتم تطبيقها بالفعل بطرق مبتكرة للمساعدة في حل بعض التحديات التي تواجهها المجتمعات الأكثر تهميشا في العالم.

فيما يلي سنتطرق لما يمكن أن تفعله تقنية البلوكشين في المجتمعات المهمشة:

مؤخرا قدم “ديانينج يودونو” كبير مهندسي البرمجيات في شركة “BCG Digital Ventures”، ذراع الحضانة والاستثمار في شركة الاستشارات الإدارية “The Boston Consulting Group” محاضرات عبر الأنترنت تدور حول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (UN) والذي تجري محاولة تجسيده في مشروع ” Building Blocks ” وخطة تقديم عملات من شأنها زيادة إدماج المجتمعات في الاقتصاد الشعبي.

يتمثل الهدف الرئيسي لمشروع “Building Blocks” في تزويد الأشخاص في مخيمات اللاجئين بوسائل شراء المواد الغذائية والضروريات بسرعة وأمان باستخدام التحويلات النقدية المباشرة المبنية على البلوكشين.

الهدف الآخر هو التأكد من أنه لم يعد هناك داع للقلق بشأن فقدان أو سرقة قسائم الطعام أو بشأن المنظمات الخارجية، مثل البنوك، التي لديها إمكانية الوصول إلى البيانات الشخصية.

حيث غالبا ما تكون التحويلات النقدية المباشرة، وفقا لبحوث برنامج الأغذية العالمي، والتي تعد الطريقة الأكثر فعالية وكفاءة لتوزيع المساعدات الإنسانية وكذلك دعم الاقتصادات المحلية.

لكن القدرة على توزيعها تعتمد على دعم المؤسسات المالية المحلية، ولكن ومثلما هو معلوم فإن اللاجئين يواجهون قيودا في فتح الحسابات المصرفية.

لمحاولة معالجة هذا الوضع، قدم برنامج الأغذية العالمي في أوائل عام 2017 نظام تجريبي قائم على البلوكشين لتسجيل المعاملات والمصادقة عليها في مقاطعة “السند” بباكستان، والتي لم تتطلب من البنك أن يعمل كوسيط لربط الطرفين.

يتم استخدام النظام الآن لدعم 106,000 لاجئ سوري في مخيمي “الأزرق” و”الزعتري” في الأردن و 500,000 من الروهينجا في مخيم “كوكس بازار” في بنغلاديش.

فيما يتعلق بكيفية عمل النظام فهو كمايلي:

يتم التسجيل لدى المفوضية التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بعدها يتلقى الأشخاص محفظة افتراضية تحتوي على 30 دولار، يتم تخزينها في حساب المستفيد على بلوكشين الإيثيريوم، حتى يتمكنوا من شراء البضائع من تجار التجزئة المختارين.

عند الخروج، يمكّنهم فحص قزحية العين من إنفاق الأموال عن طريق التحقق من هويتهم، بينما يتم تسجيل المعاملة باستخدام البلوكشين.

يتم بعد ذلك تعويض تجار التجزئة عن المعاملة من قبل برنامج الأغذية العالمي، والذي في حالة اللاجئين السوريين، يشاركون أيضا البيانات مع موفري البرامج الآخرين، مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

تسمح مبادرة النقود مقابل العمل التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للنساء المشاركات في البرنامج إما بسحب النقود من أحد متاجر السوبر ماركت في مخيمات اللاجئين أو شراء السلع مباشرة.

تسهيل التجارة في المجتمعات المهمشة بإستخدام البلوكشين:

في الوقت نفسه، فإن الهدف من مشروع “Grassroots Economics” هو توفير عملة رقمية في أيدي الناس تمنحهم إمكانية لتبادل السلع والخدمات وإنشاء أعمال تجارية جديدة.

أوضح “يودونو” حول هذا المشروع بالقول:

تعتمد المجتمعات المهمشة، مثل تلك التي تعيش في مستوطنات غير قانونية في كينيا، على الأعمال الشاقة لكسب الشلنات وإعادتهم إلى القرية.

لكن الكثير يعتمد على الموسمية وإنتاجية المحاصيل، لذا فُقدت الكثير من الوظائف بسبب فيروس كورونا.

وهناك العديد من الخدمات المتاحة، مثل تصفيف الشعر، ولكن لا يتم تداول أموال كافية لدعم الاقتصاد المحلي.

لمعالجة الموقف، يتم إنشاء أموال احتياطية بعملة CIC، وبمجرد موافقة مجتمع معين على دعمها، يتم استخدامها للقيام بجميع الأعمال التجارية في القرية، على الرغم من أن العملة غير صالحة في الخارج.

منذ طرح هذه العملة لأول مرة في عام 2013، تم توزيع أكثر من 147,000 دولار بهذه الطريقة، حيث اعتمد 39,000 شخص هذه العملة وأجروا 276,000 معاملة ضخمة تعتمد على البلوكشين.

على مدى السنوات السبع الماضية، أنتج هذا النشاط 1.5 مليون دولار في التجارة المحلية، وأنشأ 17٪ وظائف أكثر في جميع أنحاء البلاد في هذه العملية، وزيادة الالتحاق بالمدارس بنسبة 23٪، وتعزيز الأمن الغذائي بنسبة 78٪ ، وتقليص الجريمة والفساد بنسبة 25٪.

أضاف “يودونو”:

قيمة البلوكشين هنا هي توفير القابلية للتبادل.

العملة المحلية الواحدة تساوي شلن واحد ويمكن استبدالها، ولكن يمكن رؤية جميع المعاملات بشفافية عبر لوحة التحكم.

في حين أن القرى لا تحتوي عادة على بنك أو ماكينة صراف آلي، مما يعني أنه يتعين على الناس الذهاب إلى أقرب مدينة للعثور على واحد، بينما هذا النظام متاح للجميع طالما لديهم هاتف وليس إجباري أن يكون هاتف ذكي.

دعم الشفافية في المبادلات التجارية في دولة هايتي:

يتم الإعتماد على مبادرة البلوكشين الثالثة من قبل وزارة التجارة والصناعة في هايتي وبتمويل من البنك الدولي في إطار مشروع تطوير الأعمال والاستثمار.

كان الهدف من المخطط التجريبي الأولي، والذي انطلق في الربع الأول من عام 2019، هو استخدام البلوكشين التجاري الذي يتميز بالشفافية من أجل تسوية أعمال نحو 600 مزارع صغير يحاولون بيع المانجو والأفوكادو والأناناس في الأسواق المتقدمة، مثل الولايات المتحدة.

كانت الفكرة هي أن النظام القائم على بلوكشين “R3 Corda” والذي بدأ العمل به في مايو، سيضمن للمنتجين دفع السعر الفوري لثمارهم بناء على العرض والطلب بدلا من تكتيكات التفاوض بالإضافة إلى منعهم من التلاعب من قبل الوسطاء.

وذلك من خلال إنشاء منصة مصممة خصيصا لهذا الغرض، حيث تتيح هذه المنصة للمستهلكين مسح رمز الاستجابة السريعة للفاكهة التي يرغبون في شرائها لتحديد المزارع الذي أنتجه، وكيفية تعبئته ونقله، وما هي التكاليف المتضمنة.

يمكن للمزارعين المعتمدين (والمدققين) أيضا عرض البيانات اللوجستية والمعاملات عبر هواتفهم الذكية أو أي جهاز آخر يدعم الويب.

وفقا لـ “جينيفياف ليفياي” الرئيس التنفيذي لشركة “Agriledger” فقد جمع المنتجون 38,000 كيلوغرام من المانجو خلال الفترة التجريبية للمشروع.

حقق هذا المحصول مبيعات بلغت 40 ألف دولار، حيث حصل المزارعون منها على 68٪، بزيادة قدرها 750٪ في عائدات الكيلوغرام الواحد في السنوات الماضية.

هذا ومن المتوقع أن يتم إضافة منتجو القهوة والكاكاو لهذه المنصة.

ومن المثير للاهتمام ، أن “ليفياي” يقود حاليا أيضا مشروع “Covid Rapid Response” في المملكة المتحدة لتمكين التسليم الفعال والآمن لمجموعات الاختبار، وفي النهاية حتى جرعات اللقاح عندما تصبح متاحة.

في الختام يمكن القول أن هناك تقدم مدهش في استخدام تقنية البلوكشين في المجتمعات المهمشة والتي تساعد في توفير الوقت والمال وتساعد في تحسين حياة الملايين من الأفراد.

اقرأ أيضا:

القيمة الإجمالية للأصول التي تديرها شركة الاستثمار في الكريبتو Grayscale فاقت 6.5 مليار دولار

قراصنة يتبرعون بما قيمته 20 ألف دولار من البيتكوين المسروق لمنظمات خيرية

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق