تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
أخبار العملات الرقميةمستجدات البلوكشين

افريقيا لا تحتاج إلى تطبيق محفظة جديد…افريقيا تحتاج إلى شراكة حقيقية ومكانة مرموقة في مستقبل الكريبتو

المقالة مقتبسة من الدكتور: Dr. Philip Blazdell

في الوقت الذي يتسارع فيه تبني العملات المشفرة حول العالم، تواصل موجة من المشاريع المدعومة برؤوس أموال ضخمة وعدها بتحقيق الشمول المالي في أفريقيا.

لكن على أرض الواقع، لم تُترجم هذه الوعود إلى نتائج ملموسة.

فالكثير من هذه المشاريع لا تتجاوز مرحلة البيانات الصحفية والمجموعات المهجورة على منصات التواصل.

لسنوات، وعدت مشاريع العملات المشفرة بخدمة الأفراد غير المتعاملين مع البنوك في القارة، إلا أن المستخدمين الذين صُممت هذه الأدوات خصيصا لهم غالبا ما يُتركون دون دعم حقيقي.

في كثير من الأحيان، تتعامل هذه المشاريع مع أفريقيا ككتلة واحدة، دون فهم للسياقات المحلية أو للفوارق العميقة في البنية التحتية والأسواق المالية.

الحقيقة هي أن أفريقيا ليست بحاجة إلى تطبيق محفظة آخر أو بروتوكول تحويل صُمم لتحقيق عوائد سريعة للمستثمرين.

بل تحتاج إلى استراتيجيات طويلة الأمد تستثمر في القدرات المحلية وتُراعي التحديات الفعلية التي تواجهها القارة.

وهم الشمول المالي في مشاريع العملات المشفرة:

غالبا ما تصل الشركات الأجنبية إلى أفريقيا مع منتجات جاهزة ومقاييس نجاح مُعدّة سلفا، دون أدنى محاولة لفهم الواقع المعقد للبنية التحتية المالية.

ومع ذلك، فإن مشاكل مثل انتشار الهواتف الذكية المحدود، وارتفاع أسعار البيانات، وانقطاع الكهرباء المتكرر، والاقتصادات غير الرسمية، تتطلب حلول دقيقة مصممة محليا.

الأمر لا يتعلق بنقص رأس المال، بل بنقص التواضع والاستماع والالتزام الحقيقي.

أفريقيا غنية بالمطورين والمبتكرين الذين يفهمون أنظمتها المالية والاجتماعية أكثر من أي وافد خارجي.

ومع ذلك، تتكرر نفس الأنماط القديمة:

استيراد التكنولوجيا بدلا من تمكين الموهبة المحلية.

الانتقال من الحلول النظرية إلى حلول عملية

في العديد من الدول الأفريقية التي تعاني من ضعف في البنية التحتية المالية، ظهرت حلول مبتكرة حقيقية:

معاملات بدون اتصال بالإنترنت، تطبيقات خفيفة تناسب سرعات الإنترنت المنخفضة، وشبكات وكلاء محلية.

هذه الابتكارات لا تتطلب أصولا مضاربة، بل أنظمة مدروسة تلبي احتياجات التحويلات اليومية والمعاملات الصغيرة بتكلفة منخفضة.

الأمثلة الناجحة تثبت أن الحلول التي يقودها محليا المطورون والشركات الناشئة هي الأكثر استدامة وفعالية، خاصة عندما يكون الدعم الخارجي داعم وليس مهيمن.

في قارة تواجه تحديات حقيقية في الوصول إلى الطاقة، لا يمكن تبنّي أنظمة بلوكشين كثيفة الاستهلاك للكهرباء.

يجب أن تكون الكفاءة الطاقية جزء أساسي من التصميم، لا مجرد فكرة لاحقة.

لا مستقبل لأنظمة البلوكشين في أفريقيا إن لم تدمج مبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية في جوهرها.

لنجاح العملات الرقمية في أفريقيا، لا بد من تغيير النموذج الذهني السائد.

أفريقيا لا تحتاج إلى إنقاذ من الخارج ولا إلى تطبيقات جديدة تفتقر للسياق.

ما تحتاجه هو رأس مال صبور، أدوات متجذّرة ثقافيا، وتعاون حقيقي مع المواهب المحلية منذ البداية.

يتطلب الأمر تمكين المطورين، تكييف الوثائق التقنية للغات المحلية، وتصميم حلول تناسب بيئات منخفضة الاتصال بالإنترنت.

الأهم من ذلك، يجب إدراك أن العملات المشفرة ليست شيئ يُقدّم إلى أفريقيا، بل هي موجودة بالفعل، ويتم تطوير حلول مبتكرة على يد أبنائها.

إذا كان الهدف حقا هو اللامركزية، فلا بد من إشراك أفريقيا على قدم المساواة، لا كمجرد سوق جديدة أو مستهلك نهائي، بل كشريك أساسي في بناء اقتصاد رقمي أكثر عدالة واستدامة.

اقرأ أيضا:

هل تستعد العملات الرقمية البديلة لتحقيق مكاسب مزدوجة؟

البيتكوين ترتفع وسط تقلبات السوق والتوترات السياسية: هل تمهد السياسة الأمريكية لصعود جديد؟

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق