تحول مثير في مسار عملة البييتكوين من الإستخدام في الدفع الرقمي إلى المضاربة والاستثمار
تعتبر عملة البيتكوين أكبر عملة رقمية مشفرة من حيث القيمة السوقية الإجمالية.
عندما تم الكشف لأول مرة عن عملة البيتكوين كان الهدف من ورائها تقديم نقد رقمي يعوض النقد التقليدي المتمثل في الدولار، اليورو، الجنيه الاسنرليني …
حيث وصف مؤسس البيتكوين “ساتوشي ناكاموتو” البيتكوين في ورقته البيضاء بأنه “نظام نقدي إلكتروني من الند إلى الند”.
ولكن بعد أكثر من عقد من إطلاق البيتكوين، تحول مسار وهدف عملة البيتكوين من المعاملات اليومية في المتاجر إلى استثمار وإدخار ومضاربة.
في تقرير حديث بعنوان “جغرافية العملات الرقمية 2020″، وجدت شركة “Chainalysis” المختصة في تحليلات البلوكشين أن 1٪ من قيمة البيتكوين المرسلة إلى إفريقيا جاءت من التجار بين شهري يونيو 2019 ويوليو 2020.
في الصين، كان هذا الرقم يمثل النسبة 0.7٪، في أوروبا الشرقية 0.84٪، في أمريكا اللاتينية 0.96٪، في الشرق الأوسط 0.65٪، في أمريكا الشمالية 1.04٪ وفي أوروبا 1.08٪.
في مايو 2019، أظهرت بيانات من “Chainalysis” أن 1.3٪ فقط من معاملات البيتكوين جاءت على شكل معاملات تجارية بين يناير وأبريل 2019.
We're excited to announce that our Geography of Cryptocurrency report is now available! Download for 100+ pages of data-driven research into regional differences in cryptocurrency adoption and usage, plus interviews from experts! https://t.co/tznlS3QY90 pic.twitter.com/zTC3w0fKI3
— Chainalysis (@chainalysis) September 16, 2020
بالنظر على وجه التحديد إلى عملة البيتكوين، تُظهر منصة “Market Intel” التابعة لـ “Chainalysis” أنه في أسبوع واحد في سبتمبر 2020، تم تحويل 62.5 مليون دولار من البيتكوين من قطاع الخدمات إلى منصات التداول و 53.9 مليون دولار من المحافظ الرقمية إلى قطاع الخدمات.
بينما تم نقل 1.3 مليار دولار بين المحافظ الرقمية المختلفة.
صرح “ريان ريفيرت” محامي للأعمال من “تكساس” ويمثل الشركات الناشئة والمستثمرين:
بمجرد النظر إلى البلوكشين، من المستحيل تحديد الفرق بين معاملات الشراء ومعاملات الاستثمار.
وحتى عند النظر إلى الشركات التي تعلن قبول البيتكوين، فإن المستخدمون يتجاهلون خيار الدفع بالبيتكوين الذي أمامهم.
لماذا لا يستخدم الناس البيتكوين في المعاملات التجارية اليومية؟
مثلما أشرنا لا يتعلق الأمر بالتجار الذين لا يقبلون عملة البيتكوين بل بالمستخدمين.
وجدت دراسة استقصائية شملت 500 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم في الولايات المتحدة أجراها موقع “Zogby Analytics” نيابة عن “HSB” أن 36٪ يقبلون العملات الرقمية المشفرة.
وتقبل المؤسسات الكبيرة، مثل ويكيبيديا و مايكروسوفت و AT&T عملة البيتكوين.
صرح متحدث بإسم “CoinZoom” ومقرها ولاية “يوتا” أن العملاء أنفقوا حوالي 200,000 دولار من البيتكوين كل شهر على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.
أخبرت “BitPay” المختصة في توفير وسائل الدفع بالعملات الرقمية ومقرها “أتلانتا” أن الشركة تعالج 1 مليار دولار من مدفوعات البيتكوين كل عام.
لكن البيتكوين بعيدة كل البعد عن الاستخدام السائد للعملات النقدية التقليدية.
فلو قارناها مع المعاملات التي تتم بالعملات الورقية نجد على سبيل المثال أن شركة “فيزا” عالجت 2.3 تريليون دولار.
إذن ما السبب في عدم استعمال البيتكوين في المعاملات اليومية ؟
هناك سبب رئيسي هو أن عملة البيتكوين مازالت التعاملات بها مربكة.
حيث استقصى المصدر وأجرى حوارات مع مجموعة من المدراء التنفيذيين لشركات ومتاجر رقمية مختلفة وكانت إجاباتهم كما يلي:
أخبر “أكرم طارق خان” -الشريك المؤسس لـ “YourLibaas” والذي هو عبارة عن متجر أزياء باكستاني على الإنترنت- أنه أضاف البيتكوين كوسيلة للدفع أثناء انتشار فيروس كورونا، ولكن من بين حوالي 12200 طلب في الشهر الذي تلى إضافة الدفع بالبيتكوين، تم دفع 16 طلب فقط باستخدام البيتكوين، بإجمالي 2100 دولار فقط، بينما حاول 127 آخرين، لكنهم لم يتمو عملية الشراء.
وأضاف:
لم نجد استخدام عملي للبيتكوين ما أدى بنا إلى التوقف عن استخدامه.
بينما أخبر “بيري تون” مؤسس “Thexyz” والتي هي شركة استضافة وتقديم خدمات البريد الالكتروني تتخذ من كندا مقرا لها:
البيتكوين ليست مريحة للغاية للمشترين، على الرغم من أن استخدامها قد نما قليلا بين عدد قليل من الأشخاص الذين يستخدمونها.
وممكن هناك سبب آخر محتمل في عدم اعتماد البيتكوين في المعاملات التجارية اليومية والمتعلق بسمعة البيتكوين السيئة، حيث أخبر “إيثان توب” الرئيس التنفيذي لشركة “Loanry” للقروض ومقرها كاليفورنيا:
لا تزال هناك وصمة عار مفادها أن البيتكوين تستخدم في الأسواق السوداء عبر الإنترنت، لذلك غالبا ما يُنظر إلى الشركات التي تقبل هذا النوع من العملات على أنها مراوغة وغير جديرة بالثقة.
في الواقع، كانت إحدى أولى حالات الاستخدام الحقيقي لعملة البيتكوين هي شراء سلع وخدمات غير مشروعة في أسواق “الدراك ويب”، مثل متجر “طريق الحرير” الذي انتهى الآن.
مستقبل استخدام البيتكوين في المعاملات اليومية:
لا يزال هناك أمل في البيتكوين.
سبق وأن استطلعت “Bitpay” أربعة تجار يقبلون البيتكوين ووجدوا أن الأشخاص الذين ينفقون العملات الرقمية ينفقون ضعف ما ينفقونه عند الدفع ببطاقات الائتمان.
وتهدف مشاريع مثل الشبكات الخفيفة “Lightning Network” إلى حل نقاط الضعف مثل سرعة وتكلفة المعاملات على الرغم من أن الغالبية العظمى من شركات الكريبتو في هذه المرحلة لا تقبل معاملات “Lightning”.
لكن في الوقت الحالي، ستظل البيتكوين استثمارا وعملة يضارب عليها المتداولون.
اقرأ أيضا:
رومانيا تطلق مزادا لبيع عملات البيتكوين والإيثريوم … التفاصيل هنا
ماهي التطبيقات اللامركزية Dapps وكيف تعمل ؟ وماهي التحديات التي تواجهها ؟