العملة الرقمية “Dogecoin” وتأثير المشاهير…هل فعلا تستحق “Dogecoin” الاستثمار فيها؟
العملة الرقمية “Dogecoin” أو عملة الكلب، لسنا هنا ننقص من قيمتها لأنها بالفعل عملة بشعار وإسم كلب 🙂
أصبحت العملة الرقمية “Dogecoin” حديث الكثيرين، حيث تضخ بين الحين والآخر وترتفع قيمتها للضعف في كل مرة يغرد “إيلون ماسك” حولها.
يوم الاثنين الماضي ارتفعت قيمة العملة لمستوى 0.087 دولار، مدفوعة بالتغريدات الداعمة لها من “إيلون ماسك” و “سنوب دوغ” وغيرهم الكثير.
كشف سبر للآراء في قسم “r / dogecoin” في منتدى “رديت” عن أشخاص كانوا يحولون أموالهم من بطاقات الائتمان، ويستثمرون مدخرات الحياة مثلما يصفون، ويتفاخرون بامتلاك “أيدي ماسية”، وهو تعبير يشير للاحتفاظ بمراكزهم إلى أجل غير مسمى في عملة “Dogecoin”.
في حين أعرب عدد قليل من المستثمرين عما يمكن وصفه بأنه آراء متفائلة بشكل متحفظ، حيث ركز معظمهم على نوع سيارة الفيراري التي سيشتريها عندما يصل سعر عملة “Dogecoin” إلى 1000 دولار.
هذا ومن غير المتوقع أن ينتهي هذا الهوس تجاه العملة الرقمية “Dogecoin” في أي وقت قريب.
الإهتمام المتزايد بالعملة الرقمية “Dogecoin” يثبت أن العملات الرقمية المشفرة لاتحظى بالعدل والمساواة فيما يتعلق بالاهتمام وقيمة العملة.
ففي حين هناك مشاريع قوية إلا أن عملاتها الرقمية لا تحظى بشعبية وبالتالي نقص التبني وبالتالي ضعف القيمة والعكس صحيح.
والسؤال هنا:
هل فعلا تستحق “Dogecoin” الاستثمار فيها؟
يمكن القول أن الحكومات في العالم تحتكر شيئين: العنف والعملة.
كان احتكار العنف، في كثير من النواحي، أحد أعظم الابتكارات في تاريخ البشرية.
ببساطة، يشير هذا إلى أن المفهوم القائل بأن المؤسسات التي تقرها الحكومة فقط، مثل الشرطة أو الجيش هي التي يحق لها استخدام العنف في منطقة معينة عند الاقتضاء، وتختلف درجة هذا العنف بحسب الحالة وبحسب المنطقة الممارس فيها.
والشيء الثاني المحتكر هو العملة، ظهور البيتكوين والتمويل اللامركزي أصبح يهدد وجوديا العملات الحكومية المركزية وقدرة البنوك على التحكم في المعروض من الأموال.
تاريخيا، كلما ظهر منافس نقدي، سرعان ما تم القضاء عليه من قبل القوى الموجودة.
لكن البيتكوين قصة مختلفة.
ربما بسبب مسألة التوقيت، أو ربما بسبب طبيعة عمل العملة المعتمدة على نظام لامركزي بشكل أساسي، لهذا زادت عملة البيتكوين في الانتشار وتوسيع تبنيها لتصل لغاية استقطاب المؤسسات الاستثمارية الكبيرة.
في حين أن العديد من العملات الرقمية المشفرة البديلة الأخرى اتبعت المسار الذي بدأته البيتكوين، لكن ولا عملة مشفرة استطاعت أن تضاهي عملة البيتكوين من حيث القيمة أو من حيث الاقيال المؤسساتي.
عملة “Dogecoin” من العملات القديمة في السوق إلا أنها أُسست لأسباب مختلفة لا لتطبيق مشروع أو خدمة هدف ما بل كانت بغرض المزاح والتنكيت على البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.
دورات الضخ والتفريغ التي تمر وتتعرض لها العملة في كثير من الأحيان ما تكون دراماتيكية.
حاليا عملة “Dogecoin” مدفوعة بالضحة، لكن الضجة لا تصنع عملة.
تبني المشاهير لها أمر رائع، لكن الأموال المؤسساتية هي التي تهم حقا وتصنع الفرق.
إذا أحب “إيلون ماسك” و”سنوب دوغ” العملة وحتى بتأثيرهم الكبير على المتابعين إلا أن ذلك لايعني الكثير، حيث أن صعود عملة “Dogecoin” عبارة عن نتيجة تقاطع فريد بين الضجيج ونقص المعرفة.
حيث أن المؤسسات الاستثمارية وبأموالها هي ما يصنع الفرق.
تحركت عملة البيتكوين بشكل كبير مؤخرا بعد إعلان شركة “تسلا” عن تبني البيتكوين والاستثمار فيه، ما جعل أداء العملة يتغلب ويتحدث بصوت أعلى من أي تغريدة.
تملك عملة البيتكوين ما يقرب من 831 مليار دولار كقيمة سوقية إجمالية، يأتي حوالي 1 ٪ فقط من هذه الأموال من مصادر مؤسساتية.
لكن يبدو أن هذا على وشك التغيير.
تستعد المؤسسات الكبرى، مثل “غولدمان ساكس”، للانضمام إلى أمثال “Skybridge Capital” ومجموعة “Tsangs” وغيرهم من المؤسسات المالية المالكة لعملة البيتكوين.
يشير هذا إلى أن البيتكوين كانت، وستظل على الأرجح، الفائز في معركة العملات المشفرة تحت شعار “البقاء للأصلح” التي نشهدها.
الكريبتو هو المستقبل، لكن كن حذرا.
صحيح أن الكريتبو يتيح معاملات بلا حدود وبدون الإعتماد على الأطراف الثالثة وبسرعة وبرسوم أقل ومن المرجح أن يفتح التمويل اللامركزي مجالات وأفق جديدة.
لكن ليست جميع العملات الرقمية متساوية مثلما أخبرنا فبعضها قد يتم نفخه وتضخيمه إعلاميا، وقد ينتهي نهاية مأساوية.
ما نود قوله هو الاهتمام بالعملات الرقمية العملية والتي تملك مشروع وهدف واضح وتُقبل عليها المؤسسات الاستثمارية وتمثل تطور في مسار الكريبتو، بمعنى التمسك بالعملات القائمة التي أثبتت نفسها وتتوسع وتتطور بشكل طبيعي وليس نتيجة ضخ جهات معينة لها.
هذه ليست نصيحة استثمارية لكنها تحذير وتوعية بضرورة البحث والتنقيب أكثر قبل الاستثمار في أي عملة رقمية.
اقرأ أيضا:
حجم العقود الآجلة للإيثريوم في بورصة شيكاغو “CME” تصل لأكثر من 30 مليون دولار في اليوم الأول
ثلاث أسباب رئيسية وراء ارتفاع سعر العملة الرقمية كاردانو “ADA”…تعرف عليها