تقدم تقنية البلوكشين جملة من الخصائص الفريدة لعل من أبرزها قدرتها على ترميز الأصول ومرونتها في الاستخدامات المختلفة.
قطاع وسوق العقارات يمكن أن يستفيد بشكل كبير من تقنية البلوكشين وذلك من خلال عدة استخدامات منها التالي:
الملكية الجزئية:
تعتبر العقارات من بين أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة، ولكن لا يزال معظم المستثمرين الصغار ممنوعين من دخول هذا السوق المربح.
حيث ينطوي بناء أو شراء العقارات على تكاليف أولية كبيرة، والعقار غير سائل بدرجة عالية.
لذا وببساطة لا يمكن لأصحاب العقارات تصفية أصولهم بسرعة، على الأقل ليس دون تكبد خسائر كبيرة.
تشمل هذه الخسائر الاضطرار إلى العثور على مشتر ووسطاء ضروريين في نقل الأصول والتكاليف القانونية الأخرى.
هناك إمكانية للتخفيف من هذه المشكلة تتمثل في تقسيم الأصول إلى أسهم أصغر مملوكة بشكل جماعي للمساهمين.
بالطريقة التقليدية، يُطلق على هذه الفرص الاستثمارية إسم صناديق الاستثمار العقاري (REITs)، ولكن في كثير من الأحيان، لا يتم إدراج صناديق الاستثمار العقاري في البورصة، مما لا يساعد كثيرا من حيث السيولة.
لكن ولمواجهة هذا المشكلة هناك بعض المشاريع التي انتبهت لهذه النقطة وتحاول إيجاد حلول لها مثل مشروع “Meridio” الذي يتيح إمكانية ترميز الأصول العقارية وإصدار عملات رقمية خاصة للمستثمرين.
بالنسبة للمستثمرين، يقتبس “Meridio” الحد الأدنى للاستثمار، وانخفاض تكاليف المعاملات وتحسين السيولة كمزايا، في حين يمكن لمالكي العقارات والمطورين فتح رأس مال إضافي من خلال الانتقال إلى سوق غير مستغل إلى حد كبير.
من أجل الامتثال لجميع اللوائح، تستخدم “Meridio” حلا في القائمة البيضاء للأصول المرمزة، مع التأكد من أن هؤلاء المستثمرين فقط، القادرين قانونيا على القيام بذلك.
وبالمثل، تسهل منصة “Slice” تداول الأصول الجزئية، وبالتالي، الاستثمارات في العقارات من قبل المستثمرين الدوليين، دون فترة امتلاك نموذجية مدتها خمس سنوات، والتي تفرضها صناديق الاستثمار العقارية التقليدية.
نقل الملكية والإيجارات:
من الاستخدامات العملية ايضا لتقنية البلوكشين في مجال العقار تسريع الاجراءات وتسريع تفريغ العقار لإستقبال مالك آخر.
بفضل العقود الذكية، يمكن تسهيل النقل القانوني لأصول الملكية إلى حد كبير، حتى بالنسبة لحقوق الملكية الكاملة.
من بين المشاريع الناشطة في هذه الزاوية، مشروع “Propy” والذي يقوم بشكل كامل على إدراج العقارات للبيع على الفور على المستوى الدولي ما يتيح لعقودهم الذكية نقل الأصول وبالطبع تحويل مبلغ الشراء دون الحاجة إلى أي طرف ثالث.
على نفس المنوال، من الممكن أيضا استخدام العقود الذكية لاتفاقيات الإيجار، على سبيل المثال، يستخدم مشروع “ManageGo” حلا مدعوما من البلوكشين لحل شامل لجميع الأشياء المتعلقة بالإيجارات.
تتعقب “ManageGo” العقود وخدمات مكتب الاستقبال ومدفوعات الإيجار وتذاكر الصيانة، مما يسهل تأجير الممتلكات الخاصة للآخرين.
ترميز العقارات ومنصات الإصدار:
بدلا من إنشاء حل محدد للعقارات على البلوكشين، تركز منصات إصدار الرموز على البنية التحتية اللازمة لترميز الأصول وتداولها بشكل مرن.
في الآونة الأخيرة، أعلن مشروع “HashCash Consultants” عن تطوير بورصة كريبتو مخصصة للعقارات.
حيث تسمح بتبادل رموز وعملات العقارات وإمكانية تحويل العملات للعقارات الأصلية المرتبطة بها.
مشروع آخر يقع في هذه الفئة والاستخدام هو مشروع “Realio” والذي هو عبارة عن منصة إصدار رمزية متخصصة في العملات الرقمية الأمنية.
على الرغم من أن المشروع محايد لأنواع الأصول التي يمكن ترميزها، إلا أنهم يذكرون صراحة العقارات كأفضل حالة استخدام.
لهذا الغرض، يعمل مشروع “Realio” جنبا إلى جنب مع العديد من شبكات البلوكشين التي تستفيد من ميزات البلوكشين المدمجة أو تبني ضوابط المعاملات الخاصة بها للامتثال للوائح الأوراق المالية الدولية.
وهناك أيضا “RealioX” الذي هو مشروع لمنصة تداول عملات العقار بشكل لامركزي، حيث يجب أن يتم إدراج أي مستثمر يرغب في شراء أصول على RealioX في القائمة البيضاء، وبالتالي، يمكن تداول الأصول الرمزية بشكل لامركزي، مع الاستمرار في الامتثال الكامل، وذلك بفضل ضوابط المعاملات الخاصة بهم.
كانت هذه أبرز ثلاث استخدامات تطبيقية عملية لتقنية البلوكشين في سوق العقارات.
اقرأ أيضا:
كيف يتم استخدام البلوكشين لتغيير حياة الناس في المجتمعات المهمشة ؟
أحد شركات صناعة الساعات السويسرية تعتمد على بلوكشين الايثيريوم لإصدار شهادات الأصالة
