البنك المركزي الإسباني يولي إهتمامه لإصدار عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC)
بتزايد انتشار البيتكوين والعملات الرقمية البديلة بشكل متسارع.
لتدارك الوضع تتقدم العديد من البنوك المركزية بخطى حثيثة لدراسة إصدار عملة رقمية للبنك المركزي أو ما يعرف بـ CDBC.
نشر البنك المركزي الإسباني خطته الإستراتيجية لفترة 2020-2024، واصفا الأهداف والاستراتيجيات التي سيتبعها لتعزيز الاقتصاد وتكييف الموارد المالية للبلاد مع متطلبات العصر الحديث.
واعتبر البنك المركزي الإسباني العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) إحدى أولوياته.
العالم الرقمي يلفت انتباه الإسبان:
في تقرير البنك المركزي الاسباني والذي يحمل عنوان “الأولويات التحليلية والبحثية لبنك إسبانيا: 2020-2024”، أشار البنك المركزي الإسباني بأنه سيعطي الأولوية لدراسة الإطار القانوني والتقني والمالي المحيط بإصدار عملة رقمية للبنك المركزي محتملة لتحسين كفاءة العمليات المصرفية.
عملة اسبانية مبنية على Cadena de Bloques ؟
Cadena de Bloques تعني البلوكشين باللغة الاسبانية.
في أحد فصول التقرير خصصه البنك المركزي بشكل كامل لـ “التقنيات الجديدة”، حيث يصف البنك المركزي الإسباني هذه الابتكارات على أنها تحد للبنوك (وهذا هو السبب وراء نمو شركات التكنولوجيا المالية كثيرا في السنوات الأخيرة) لكنه يؤكد على الحاجة إلى تنفيذ حلول جديدة حسب متطلبات المجتمع بتوفير عمليات أكثر كفاءة بمرور الوقت.
يندرج تطوير العملة الرقمية ضمن فصل “التقنيات الجديدة”، ويظهر التقرير نظرة متفائلة بشأن إمكاناتها، وكمقتبس منه مايلي:
يمكن أن يؤدي استخدام هذه التقنيات إلى تحسين الخدمات التي يوفرها البنك المركزي، مثل تلك المتعلقة بوسائل الدفع، مما يسمح بإمكانيات مثل إدخال العملة الرقمية، التي يجب تحليل آثارها وتصميمها بعمق.
هناك حركة قوية حول استخدام تقنية البلوكشين تتجاوز المضاربة الرمزية في إسبانيا.
على سبيل المثال، قامت شركة الاتصالات “Telefonica” بنشر أكبر بلوكشين خاص في البلاد، وقد طورت جمعية “Alastria” العديد من تطبيقات البلوكشين للهوية الرقمية وتتبع سلسلة التوريد وحلول موجهة للمؤسسات، وبدأت العديد من الجامعات الإقليمية في تطبيق هذه التقنيات لمكافحة الاحتيال الأكاديمي.
بالنظر إلى ذلك، ليس من المستغرب أن يعتبر البنك المركزي الإسباني أن العملة الرقمية للبنك المركزي هي أولوية.
لم يقدم البنك الكثير من التفاصيل حول العملة الرقمية الجديدة (CBDC) لكنه أكد أنه سينظر في الخيارات التقنية المختلفة لبناء هذا الحل، في هذا الصدد أشار البنك بالقول:
سيتم تحليل الآثار المترتبة على النظام المالي والاقتصاد ككل من إدخال عملة رقمية للبنك المركزي، مع الأخذ في الاعتبار مقترحات التصميم المختلفة بما في ذلك الجوانب المتعلقة بتحديد الهوية الرقمية.
إسبانيا ليست الدولة الوحيدة التي تنافس على أول (CBDC) في العالم:
هذا التحول في الاهتمام هو أيضا رد فعل على المشهد الجيوسياسي العالمي.
أبدت “كريستين لاغارد” رئيسة البنك المركزي الأوروبي والرئيسة السابقة لصندوق النقد الدولي، اهتمامها باليورو الرقمي دون استبعاد تقنية البلوكشين لتطويره.
هناك أيضا سباق صامت لرقمنة الاقتصاد والمضي قدما في هذا الطريق.
أبدت إيطاليا وهولندا وإستونيا وفرنسا واليابان وحتى الولايات المتحدة اهتماما بتطوير عملة رقمية للبنك المركزي أو على الأقل استخدام تقنية البلوكشين في بنيتها التحتية المصرفية، لكنها تعمل بشكل أبطأ من العملاق الآسيوي.
كما هو الحال مع أي خطة إستراتيجية، تحتاج الأقسام المختلفة والوكالات المستقلة الآن إلى تحديد الإجراءات والأهداف المتعددة التي تهدف إلى تحقيق رؤية البنك المركزي الإسباني ضمن خططها التشغيلية السنوية.
بالرغم من أن العملة الرقمية للبنك المركزي الاسباني مازال أمامها الكثير لتتحقق وتصبح واقعا إلا أن هذه الأسس التي وضعها البنك الاسباني تتيح صورة أوضح للمستقبل.
اقرأ أيضا:
ما تأثير عملة البيتكوين على البنوك المركزية ؟ ولماذا تريد هذه البنوك إنشاء عملاتها الرقمية الخاصة ؟
“ماستركارد” تطلق منصة لمساعدة الدول و البنوك المركزية في اختبار عملاتها الرقمية الخاصة