التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين يربك الأسواق: الذهب يرتفع والبيتكوين يواصل السير العرضي

تتواصل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ هدّدت إدارة البيت الأبيض بفرض موجة جديدة من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، ما قد يرفع النسبة الإجمالية إلى 245%، مما يعكس تصاعد لافت في سياسة الضغط الاقتصادي المتبادل بين أكبر اقتصادين عالميين.
هذا التصعيد الجديد جاء في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي السابق، “دونالد ترامب”، بإطلاق تحقيق رسمي حول مخاطر الاعتماد الأمريكي على المعادن المستوردة والمعالجة، لا سيما تلك المستخدمة في الصناعات الحيوية مثل البطاريات، الهواتف الذكية، والمعدات العسكرية.
وتشمل هذه المعادن الليثيوم والنيكل والكوبالت والمعادن الأرضية النادرة.
ورغم إعلان الصين عن بيانات نمو اقتصادي إيجابية للربع الأول، إلا أن بكين عبّرت عن قلقها من تأثير هذه الحرب التجارية على الاقتصاد المحلي والعالمي على حد سواء.
أكد “شنغ لايون”، نائب مفوض مكتب الإحصاء الصيني، أن السياسات الأمريكية تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وتُلحق ضرر بالغ بالنظام الاقتصادي الدولي، واصفا الممارسات الأمريكية بأنها شكل من التنمر التجاري.
وقد انعكست هذه التطورات سريعا على الأسواق المالية.
الذهب، كملاذ آمن تقليدي، واصل صعوده ليسجل أعلى مستوياته التاريخية متجاوزا 3300 دولار للأونصة، محققا ارتفاع بنحو 25% منذ بداية العام، في أداء يُعد الأقوى خلال السنوات الأخيرة.
في المقابل، سجّلت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجع ملحوظ، حيث انخفض مؤشر “داو جونز” بنسبة 1%، و”ستاندرد آند بورز 500″ بنسبة 1.4%، فيما تراجع مؤشر “ناسداك” المركب، الذي يضم أسهم شركات التكنولوجيا، بنسبة 2.2%.
أما بالنسبة لسوق العملات الرقمية، فقد أظهرت عملة البيتكوين مرونة نسبية في مواجهة هذه التطورات.
فعلى الرغم من تراجعها قبيل صدور الإعلان من 86,500 دولار إلى 83,000 دولار، فقد عادت للعملة الرقمية الكبرى لتستقر قرب مستوى 84,000 دولار، ما يشير إلى استيعابها المحتمل لصدمات الأسواق العالمية مسبقا، أو على الأقل إلى بعض من ثقة المستثمرين بقدرتها على الاحتفاظ بقيمتها في أوقات الأزمات.
اقرأ أيضا:
هيمنة البيتكوين تتجاوز 60%: هل مازال هناك أمل لموسم العملات الرقمية البديلة؟