لماذا تحظر البنوك معاملات العملات الرقمية المشفرة ؟
البنوك لديها تاريخ طويل وتعتبر من المؤسسات المالية العريقة، بعض من هذه البنوك يرى في البيتكوين تهديد له ولكيانه وأن مع الوقت من الممكن للبيتكوين والعملات الرقمية البديلة أن تقضي عليه وعلى جميع الأطراف الثالثة.
بينما البعض الآخر منها يتعامل بذكاء أكثر ويتم تكييف استخدام العملات الرقمية وفق أهداف وغايات البنك.
في هذا المقال سنحاول الإجابة عن سؤال:
لماذا تحظر البنوك معاملات العملات الرقمية المشفرة ؟
تختلف الأسباب بين الولايات القضائية والبنوك وبحسب المناطق الجغرافية.
لكن المحامين وخبراء البنوك أوضحوا للمصدر أن هناك أسبابا قوية تجعل بعض البنوك تحظر معاملات العملات المشفرة، سنتطرق إليها فيما يلي:
بالنسبة لبعض البنوك من غير القانوني معالجة معاملات الكريبتو:
العملات الرقمية المشفرة ببساطة ليست قانونية في العديد من الأماكن في العالم، وبالتالي فإنه من غير القانوني للبنوك معالجة المعاملات المتعلقة بها.
على سبيل المثال، لن تقوم البنوك في الصين أو بوليفيا بمعالجة معاملات البيتكوين، حيث أنه أمر مخالف للقانون.
أخبر السيد “ألكسندر أنيشكين” الشريك في مكتب المحاماة “كليفورد تشانس” في موسكو بالقول:
في بعض المناطق الجغرافية، تضطر البنوك إلى التنقل إلى المناطق الرمادية التي تعمل فيها شركات الكريبتو غالبا.
لكن في كثير من الأحيان، هذا لا يستحق الجهد المبذول.
بينما صرح “برادن بيري” من شركة المحاماة الأمريكية “كينيهرتز بيري” حول نفس القضية قائلا:
وجدت بعض البنوك الكبرى بصراحة أنه من الأسهل لها قول” لا “من محاولة إجراء البحث الأساسي الضروري لفهم هذه المعاملات وكيفية عملها.
يضيف “أنيشكين”:
ليس من السهل شراء عملة مشفرة بطريقة مشروعة وموثوقة
يتعين على البنوك التعامل مع جميع أنواع وسطاء الطرف الثالث غير المنظمين، بما في ذلك معاملات بيتكوين من نظير إلى نظير، دون أي ضمان بأنك ستحصل على العملة المشفرة التي تدفع مقابلها.
وبغض النظر عن منصات التداول المرخصة، فإن البنوك لن تتلاعب بالهيئات القانونية.
القواعد والقوانين تتغير:
في حين نفذت الحكومة الروسية للتو مشروع قانون عام 2021 يحظر على الناس دفع ثمن السلع أو الخدمات باستخدام العملات المشفرة، فإنه يسمح لمواطنيها بشراء العملات المشفرة لأغراض المضاربة والتداول.
علق “أنيشكين” حول ذلك بالقول:
هذا يعني أنه ستكون هناك طريقة مشروعة لك لشراء العملات المشفرة من البنوك الروسية، طالما أنك تبلغ عن هذه المعاملات إلى سلطات الضرائب.
البنوك لا تريد التعامل مع العملاء الغاضبين:
حتى في الولايات القضائية التي تكون فيها العملات المشفرة قانونية، لا ترغب بعض البنوك في التعامل مع العملاء الغاضبين الذين يطلبون استرداد المبالغ المدفوعة في بعض مخططات “بونزي” المرتبطة بالعملات المشفرة.
أخبر “بيري” حول ذلك بما مفاده:
قد لا يفهم بعض المستهلكين المخاطر الكاملة للعملات المشفرة.
ولا ترغب البنوك في دفع فاتورة العملاء غير المطلعين على العملات الرقمية بشكل كاف.
وأضاف “بيري”:
هناك تقلب في عملية شراء البيتكوين نظرا لتذبذبه.
العملاء قد يعتقدون أنه تم تحفيزهم بطريقة ما قد يدفعهم ذلك إلى الطعن في هذه المعاملة مع شركة بطاقات الائتمان، بناء على معايير معينة تتحكم شركات بطاقات الائتمان بها عندما يتعلق الأمر بهذه الأنواع من النزاعات.
كما لا تريد البنوك متاعب التعامل مع الجرائم المتعلقة بالعملات الرقمية المشفرة، سواء كان عملاؤها هم الجناة أو الضحايا.
علق “بيري” حول ذلك قائلا:
إن الافتقار إلى التنظيم داخل سوق الكريبتو أمر جذاب للبعض، حيث يكذب ويخدع ويسرق لكسب المال.
إلى أن يتم وضع نوع من التنظيم … وهذه البنوك واثقة من أن لديها آليات الإنفاذ اللازمة لجعل النظام آمنا.
بنوك ترى بأن العملات الرقمية المشفرة لا تستحق الجهد المبذول في التعامل معها:
تتبنى بعض البنوك بكل إخلاص العملات المشفرة، مثل “Medici Bank” وهو بنك منافس أسسه سليل العائلة المصرفية الإيطالية، الأمير “لورنزو دي ميديشي”.
صرح “إد بويل” الرئيس التنفيذي للبنك بالقول:
من المنطقي بالنسبة لي أن يكون هناك طلب على العملات الرقمية.
من المنطقي أيضا أن يُسمح للمؤسسات التي ظلت على مدى قرون تحمي الأشياء الثمينة للناس بحماية عملاتها المشفرة.
ومع ذلك ، بالنسبة للعديد من البنوك، فإن تكلفة تخصيص الوقت والمال لإدارة المراوغات المتعلقة بالعملات المشفرة لعملائها، ووضع أنظمة لمنع جرائم العملات المشفرة أو عمليات الاحتيال، لا تستحق الجهد المبذول لخدمتها.
حيث مازال القطاع ناشئا.
صحيح فبعد كل شيء، تبلغ القيمة السوقية للعملات المشفرة بأكملها حوالي 372 مليار دولار في وقت كتابة هذا المقال، ما يعني أن سوق الكريبتو قطرة في محيط الأسواق المالية مقارنة بالصناعات الأخرى.
لكي تأخذ العملات الرقمية على محمل الجد، يجب أن تصبح العملات المشفرة أكثر انتشارا، حسب رأي “بيري”
أخبر “نيتانال كابالا” المؤسس المشارك لـ “Simplex” أن هناك أسبابا أخرى لقلق البنوك، حيث أوضح هذا الأمر بالقول:
البعض يهتم بالسمعة، بينما يشعر الآخرون بالقلق من أن المستخدم لن يكون قادرا على الدفع و سوف يتخلف عن السداد، في حالة بطاقات الائتمان.
يمكن تلخيص الأمر في أن العملات الرقمية المشفرة شيء لم تأخذ معظم البنوك وقتا لتعلمه أو تفهمه، وتخشى من المجهول.
اقرأ أيضا: