كيف تؤثر تقنية البلوكشين على الإستثمار العقاري ؟
من بين أهم الإستثمارات التي ينادي بها العديد من كبار المستثمرين والمحليين الماليين الإستثمار العقاري.
فالعقارات سلعة محدودة ذات قيمة جوهرية وعاطفية حيث يحتاجها الناس كمأوى أو مركز أعمال أو للترفيه.
لكن الاستثمار العقاري كما نعلم على وشك أن يمر ببعض التغييرات الهامة والكبيرة، حيث ستدخل عليه التقنيات الحديثة بما فيها تقنية البلوكشين.
ماهي أهم النقائص التي يعاني منها الاستثمار العقاري التقليدي ؟
شهد الاستثمار العقاري فقزة كبيرة في بداية القرن 21 حيث ظهرت الإنترنت وأدخلت الرقمنة على العديد من الوظائف اليدوية والورقية.
وعلى الرغم من ظهور العديد من التقنيات خلال الـ 15 أو 20 عام الماضي، إلا أن الاستثمار العقاري لم يتغير كثيرا عما كان عليه من قبل، حيث مازال يعاني من العديد من النقائص لعل من أبرزها:
- الاستثمار العقاري يقتصر على فئة الأثرياء فقط، حيث أن الفئة المتوسطة لديها العديد من حواجز الدخول والتي تكون باهظة الثمن ومرتفعة بالنسبة للكثيرين الذين ليس لديهم المال أو الاتصالات اللازمة.
- الحاجز الثاني يتمثل في الرسوم العالية والتي تتنوع بين رسوم المحامين والضرائب ورسوم التحويل ورسوم الصرف، إلى جانب تكاليف الإغلاق الأخرى ونفقات المعاملات، غالبا ما يجد المستثمرون أنهم يدفعون أكثر بكثير مقابل عقار استثماري مما توقعوا في الأصل.
- مشكلة السيولة أيضا أحد أهم المشاكل التي تواجه الاستثمار العقاري حيث يمكن شراء وبيع الأسهم في غضون ثوان، كما يمكن صرف السندات وصناديق الاستثمار والذهب والفضة وغيرها من الأصول المادية بسرعة نسبية، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للعقار، حيث أنه استثمار غير سائل للغاية، ليس فقط يجب أن تجد مشتر والذي قد يستغرق أيام أو أسابيع أو أشهر ولكن بعد ذلك ينضم أطراف ثالثة، وينتج عن ذلك أسابيع أو شهور من العناية الواجبة، وحتى ذلك الحين، من الممكن أن ينهار العرض.
- يتحرك الاستثمار العقاري بخطى بطيئة، حيث أنه عملية بطيئة ومدروسة وممتدة مع الكثير من الطبقات والتعقيدات والمفاوضات المتتالية، حيث يمكن أن يستغرق الحصول على صفقة لنهايتها 6 أشهر، ويمكن أن يتغير الوقت من صفقة لأخرى.
كيف تغير تقنية البلوكشين الاستثمار العقاري ؟
يمكن لتقنية البلوكشين ترميز ملكية الأصول سواء كانت عقارات أم غير ذلك، مما يؤدي في النهاية إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الملكية ويساعدها على الوصول إلى أي شخص لديه مبلغ من المال وتمكنه من الدخول لعالم الإستثمار العقاري.
يقوم الترميز بشكل أساسي بتقسيم الأصول العقارية إلى رموز مميزة يتم تخزينها بعد ذلك على البلوكشين، يستطيع مالك الأصل بيع الرموز المميزة الفردية في السوق المفتوح من خلال طرق تداول ثانوية.
وهكذا يصبح من الممكن للأفراد شراء “حصص” في استثمارات عقارية أكبر، في وقت سابق كانوا لا يستطيعوا الحصول عليها بمفردهم.
بمعنى يمكن جعل الاستثمار العقاري يتميز بسيولة أكثر، بدلا من الانتظار لأشهر وسنوات لتسويق عقار وإتمام معاملة ما، كما يمكن للمستثمرين استبدال بعض أو كل العقار مقابل النقد الفوري، وهذا يوفر المال لشراء عقارات أخرى.
الميزة الأخرى التي تقدمها تقنية البلوكشين في قطاع الاستثمار العقاري تتمثل في القضاء على الأطراف الثالثة والوسيطة وبذلك أتمتة الأنظمة تدريجيا، وبذلك القضاء على الجهات البشرية دون المساس بأمن أو تكامل العرض.
وفقا لبعض التقارير والأرقام الإحصائية فإن ما نسبته 25٪ من جميع تقارير الاستثمار العقاري تحتوي على بعض الأخطاء.
وهذه الأخطاء تنتج في العادة من عملية إدارة تسجيل الأراضي في حدود القدرة على الاتصال بالإنترنت من قِبل الإدارات التي تعاني من نقص العمل والعاملين.
لكن وعن طريق استخدام تقنية البلوكشين يمكن نقل جميع الوثائق لدفتر آمن وموثوق وشفاف.
ما سيقلل وبشكل كبير من الحاجة إلى إجراء عمليات بحث معقدة عن العناوين وبالتأكيد سوف يقضي على الاحتيال تماما.
والنتيجة هي ملكية أراض خالية من الأخطاء والتي يمكن أن تكون أقل تكلفة وأكثر موثوقية.
تأثير أخر لتقنية البلوكشين على قطاع الإستثمار العقاري يتمثل في بناء علاقات أكثر سلاسة بين المستثمرين والمستأجرين.
فيما يتعلق باستئجار العقارات، فإن أحد أكبر مزايا العقود الذكية التي تعتمد على البلوكشين هو أنه من المستحيل فعليا على المستأجر تجنب دفع الإيجار.
وعندما يفعل ذلك، فيعني شيئ واحد فقط، أنه ليس لديهم الأموال، وهو ما يقلل من القلق والإحباط بين المستثمرين و المستأجرين.
عندما يتم قطع الوسطاء بشكل كامل وتبسيط العمليات، فإن هذا يؤدي إلى خفض الأسعار لكل من مشتري وبائعي العقارات الاستثمارية.
حيث يتم القضاء على بعض أو كل الرسوم المتعلقة بالقرض، وتكاليف الفحص، ورسوم التسجيل، ورسوم التحويل، والضرائب، والعمولات، وتكاليف الاكتتاب.
تُمكن تقنية البلوكشين أيضا من المساعدة على ظهور فئات جديدة تماما من الاستثمارات العقارية من أصحاب المنازل الذين يستأجرون مساحات للمرآب إلى مستثمرين في متنزّهات المنازل المتنقلة الذين يساعدون المستأجرين على أن يصبحوا أصحاب منازل، وهناك احتمال حدوث قفزة مثيرة في هذه المساحة النائمة.
في الختام:
يمكن القول أن البلوكشين يغير الاستثمار العقاري ويعمل على تبسيط العمليات وإيجاد المزيد من الفرص، وهناك المزيد من النقاط الإيجابية الممكن العثور عليها مع الوقت.
السنوات الأخيرة سنوات مثيرة بالنسبة لتقنية البلوكشين، ومن المتوقع للتقنية أن تغير العديد من المفاهيم والآليات سواء في الاستثمار العقاري أو غيره من المجالات الواسعة.
اقرأ أيضا: