في اواخر عام 2017 استولت عملة البيتكوين (BTC) على معظم نشرات الأخبار الاقتصادية حيث تجاوز سعر البيتكوين الواحد إلى 20,000 دولار للمرة الأولى في تاريخها.
على الرغم من أنه غالبًا ما يشار إليها على أنها عملة مغمورة و جديدة في الوسائل الإعلامية إلا أن عملة البيتكوين (BTC) ظهرت لأول مرة في عام 2009 وتتمتع التقنية التي بنيت عليها بجذور أكبر وأعمق.
في الواقع إذا كنت قد استثمرت 1,000 دولار فقط في عملة البيتكوين (BTC) في العام الذي ظهرت فيه لأول مرة فستكون ضمن القائمة المليونيرية اليوم على الرغم من الهبوط الذي شهده سوق العملات الرقمية منذ عام 2018.
أولئك الذين لا يتعلمون من التاريخ محكوم عليهم بتكرار أخطائهم – لذلك هذا تاريخ موجز لـ عملة البيتكوين (BTC) والعملات الرقمية.
1998 – 2009 فترة ما قبل البيتكوين
على الرغم من أن عملة البيتكوين (BTC) تعرف بأنها أول عملة رقمية مشفرة إلا انه كانت هناك محاولات سابقة لإنشاء عملات عبر الإنترنت مع سجلات دفاتر يتم تأمينها عن طريق التشفير. مثالان على ذلك هما “B-Money” و “Bit Gold” اللذان تمت صياغتهما ولكن لم يتم تطويرهما بالكامل.
2008 – السيد ناكاموتو الغامض
تم نشر ورقة عمل “مستند تقني” لـ عملة تعرف بأسم البيتكوين – وتعد العملة نظام نقد الكتروني يعتمد على مبدأ الند للند (P2P). تم نشره من قبل شخص يدعى بأسم “ساتوشي ناكاموتو” الذي تظل هويته الحقيقية لغزا حتى يومنا هذا.
2009 – انطلاقة البيتكوين
تم توفير عملة البيتكوين (BTC) للجمهور لأول مرة وانطلاق مرحلة التعدين – وهي العملية التي يتم من خلالها إنشاء وحدات بيتكوين جديدة وتسجيل المعاملات والتحقق منها على البلوكشين.
2010 – أول قيمة فعلية للبيتكوين
وبما أنه لم يتم تداولها من قبل، فإنه كان من المستحيل تحديد سعر البيتكوين آنذاك. في عام 2010، قرر شخص ما بيعها للمرة الأولى – وقام بشراء وجبة بيتزا مقابل 10,000 من عملة البيتكوين (BTC). إذا كان المشتري قد احتفظ بتلك العملات فأن قيمتها قد تكون عشرات أو مئات الملايين من الدولارات.
2011 – ظهور عملات رقمية متنافسة
مع زيادة شعبية عملة البيتكوين (BTC) وفكرة العملات اللامركزية والمشفرة، ظهرت أول عملة رقمية بديلة للبيتكوين. تُعرف هذه أحيانًا باسم “العملات الرقمية البديلة”.
وتحاول بشكل عام تحسين تصميم البيتكوين الأصلي من خلال توفير سرعة أكبر أو إخفاء الهوية أو مميزات أخرى. من بين العملات الأولى التي ظهرت “نيم كوين” و “لايت كوين”. أما حاليًا فهناك أكثر من 6,000 عملة رقمية مشفرة في اسواق التداول مع ظهور عملات جديدة بأستمرار.
2013 – انهيار سعر البيتكوين
بعد فترة وجيزة من أن يكون سعر الوحدة الواحدة من عملة البيتكوين ما يقارب 1,000 دولار لأول مرة، بدأ السعر في الانخفاض بسرعة. الكثيرون الذين استثمروا أموالاً في هذه المرحلة قد تكبدوا خسائر حيث انخفض السعر إلى حوالي 300 دولار – وظل في هذه المستويات لأكثر من عامين قبل أن يصل إلى 1,000 دولار مرة أخرى.
2014 – الاحتيال والسرقة في عالم البيتكوين
ربما هذا الأمر ليس من مستغرب بالنسبة لعملة مصممة بهدف عدم الكشف عن هوية مالكها وعدم الخضوع لسيطرة مركزية، وقد ثبت البيتكوين ليكون هدفا جذابًا ومربحًا للمجرمين.
في يناير 2014، واجهت أكبر منصة لتداول البيتكوين في العالم آنذاك “Mt.Gox” عملية اختراق وتم سرقة 850 ألف وحدة بيتكوين.
ولا تزال التحقيقات تحاول الوصول إلى ما حدث بالضبط ولكن مهما كانت القصة، فإن شخصاً ما حصل عليهم بطريقة غير نزيهة وبلغت قيمته في ذلك الوقت 450 مليون دولار. وبأسعار اليوم، ستبلغ تلك العملات المفقودة 5.4 مليار دولار.
2016 – الايثيريوم و الطرح الأولى للعملات الرقمية ICOs
شهد دخول أحد العملات الرقمية إلى المشهد وسرقة الأضواء من عملة البيتكوين (BTC) ، حيث نما الحماس حول منصة الايثيريوم. يستخدم هذا النظام الأساسي عملة رقمية تُعرف بأسم “الايثيريوم ETH” لتسهيل استخدام العقود الذكية و التطبيقات اللامركزية القائمة على البلوكشين.
اشتهرت شبكة الايثيريوم بظهور عروض عملة أولية (ICOs). وهي عبارة عن عملية لجمع المساهمات. في الولايات المتحدة، حذرت هيئة الأوراق المالية والبورصات المستثمرين منها حيث أنه بسبب الافتقار إلى الرقابة يمكن أن تكون مشاريع الطرح الأولي للعملات ICO عبارة عن عمليات احتيال أو خطط بونزي متنكرة في صورة استثمارات مشروعة. ذهبت الحكومة الصينية إلى أبعد من ذلك عبر حظرها على الفور.
2017 – البيتكوين يصل إلى 20,000 دولار
ساهمت الزيادة التدريجية في الاهتمام في البيتكوين واستمرار شعبيتها، تدريجيا مع ظهور المزيد والمزيد من الاستخدامات، أصبح من الواضح أن المزيد من الأموال تتدفق في بيتكوين والعملة الرقمية للنظام الإيكولوجي. خلال هذه الفترة ارتفعت القيمة السوقية لكل العملات الرقمية وحققت ارقام جديدة.
وقالت بنوك من بينها Barclays و Citi Bank و Deutsche Bankand BNP Paribas انهم يحققون في سبل تمكنهم من العمل مع البيتكوين. وفي الوقت نفسه، أثارت التكنولوجيا وراء البيتكوين – التي تعرف بـ(البلوكشين) ثورة في صناعة تكنولوجيا المال (وما بعدها) التي بدأت للتو.
أيا كان رأيك في البيتكوين و العملة الرقمية – فإن الكثير من الباحثين والمتابعين لها إما قد وصفوها بأنها سوف تمثل مستقبل المال وآخرين رأوها مجرد عمليات احتيالية مباشرة – إلا أنها مازالت تكتسب مساحة يومًا بعد يوم وتسعى لتبقى يومًا بعد آخر.
والسؤال الأهم هو؛ هل ستنجح في تحقيق ما يعتقده مبشري العملات الرقمية والمتفائلين بها والذين يرون انها سوف تحل محل الأموال التي تسيطر عليها الحكومة والسياسة المالية المركزية ببديل موزع و لامركزي لا يسيطر عليه شيء سوى قوى السوق؟
في الأعوام القادمة قد تظهر بعد الأدلة ولكن من غير المرجح أن نعرف إجابة هذا السؤال لبعض الوقت.
اقرأ ايضاً:
ما هي شبكة الايثيريوم ؟ ولماذا تعتبر أحد أهم العملات الرقمية ؟
