تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

فيروس كورونا وتأثيره على البيتكوين والاقتصاد … ماذا يمكن أن نتوقع؟

جميع المؤشرات والدلائل الحالية تقول أن الأزمة الإقتصادية العالمية على الأبواب.

يوم الأربعاء الماضي، استجاب بنك إنجلترا للصدمة الاقتصادية جراء انتشار فيروس كورونا “Covid-19” مع قطع سعر الفائدة الطارئ لطمأنة الأسواق القلقة.

توقعت مديرة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاغارد” حدوث انهيار مساو في شدته للذي حدث في عام 2008 في أوروبا إذا لم تتحرك منطقة اليورو في وقت أقرب.

وقال بنك أمريكا في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي، إنه حتى قبل جنون البيع لـ “الاثنين الأسود”، تم محو حوالي 9 تريليون دولار من الأسهم العالمية في تسعة أيام.

هذا و لم تكن لا البيتكوين ولا العملات المشفرة في منأى من المذبحة التي حدثت.

صرح “ماتي جريزمان” مؤسس موقع التحليلات على الإنترنت “Quantum Economics“:

يجب أن ننظر إلى الأسهم الآن لمعرفة كيفية تداول العملات الرقمية.

على الأقل حتى نرى انفصالا كبيرا بين الاثنين.

قد يأتي هذا في وقت لاحق، بمجرد أن نفهم المزيد عن التأثير الاقتصادي والوقت الذي قد يستغرقه الأمر لرؤية نوع من التعافي … هناك الكثير من عدم اليقين في الوقت الحالي لتقديم أي نوع من البيانات التطلعية.

إذن ماذا من الممكن أن يحدث بعد ذلك؟

تحدث المصدر إلى المتخصصين في التمويل والاقتصاد للحصول على وجهة نظرهم حول الكيفية التي قد تبدو بها الأشهر الـ 12 التالية وماذا سيكون عليه حال الاقتصاد العالمي واقتصاد الكريبتو.

ما مدى اتساع تداعيات أزمة الفيروسات التاجية؟

يعتقد بعض الخبراء أن العاصفة التي ستتسبب في حرب أسعار النفط مع الفيروس التاجي يمكن أن تسوء أكثر قبل أن تتحسن.

يمكن أن يستمر التأثير الاقتصادي لأزمة الفيروس التاجي لمدة عام، ويخشى الكثير من حدوث ركود عالمي وهو أمر لا مفر منه.

في العديد من الاقتصادات الغربية، تقترب أسعار الفائدة طويلة الأجل بالفعل من الصفر، مما يحد من المجال لمزيد من المناورة.

على الرغم من تخفيضات أسعار الفائدة، وضخ 1.5 تريليون دولار في النظام المصرفي، أثبتت الأسواق المتضخمة صعوبة إنعاشها.

تحولت إيطاليا، ثامن أكبر اقتصاد في العالم، إلى تدابير مثل عطلات الرهن العقاري لطمأنة المستثمرين.

هذا وأصبحت معدلات الإصابة بالفيروس التاجي في ايطاليا الآن في خمسة أرقام، وأصبح اختبارا لكيفية تحملها لإغلاق شبه كامل.

لكن الخبراء يختلفون في وجهات نظرهم حول مدى عواقب التداعيات الاقتصادية العالمية.

قال “إدوارد كارترايت”، أستاذ الاقتصاد بجامعة “دي مونتفورت” في مدينة ليستر بالمملكة المتحدة:

إن أزمة الفيروس التاجي هذه تختلف عن الأزمات الاقتصادية العادية التي اعتدنا عليها.

بدلا من انخفاض الطلب، فإن قدرتنا على إنتاج واستهلاك السلع مقيدة.

والواقع أن الوضع الحالي أقرب إلى الكارثة الطبيعية التي خرجت فيها القدرة الإنتاجية للاقتصاد عن العمل لفترة من الزمن.

من المحتمل أن هذا يعني أن الاقتصاد يمكن أن يتعافى بسرعة من الأزمة الحالية لأنه لم يتغير شيء جذريا.

وأضاف:

لكن هناك أسبابا تدعو للقلق، أولا ستتطلب الأزمة الحالية مشاركة نشطة من الحكومات لدعم الأمور أثناء انتظارنا للأشياء فالشركات الصغيرة وذوي الدخل المنخفض معرضة بشكل خاص.

ثانيا، هناك احتمال أن تؤدي صدمة جانب العرض هذه إلى تراجع مستمر في الطلب.

كان الاقتصاد العالمي تحت التهديد بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ عام.

وعليه قد لا يكون من السهل عودة الأمور لطبيعتها.

في ذات السياق وافق السيد “زاك أبراهام” هو الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة الخدمات المالية بـ “ولوارك كابيتال مانجمنت”، على أن الوضع الاقتصادي الحالي فريد بشكل لا يصدق ويصعب التنبؤ به.

وقال:

إن هذا الوضع مختلف عن عام 2008 ولكن من بعض النواحي لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير لأن المشاكل الناجمة عن الإفراط موجودة في كل سوق.

المتغيرات لا حصر لها ومعظمها لا تبدو واضحة للغاية في الوقت الراهن.

بالنسبة لفيروس كوفيد 19 وصدمة أسعار النفط فلن تؤدي إلى انهيار الأمور.

ولكن من المؤكد أن الآثار السلبية يمكن أن تحدث، مثل أن تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط وإلى حالات تخلف كبيرة في سوق ديون الشركات.

بينما بدى “ستيفن موس” مؤسس منصة الاستثمار “Sourced Capital” أكثر تفاؤلا، وصرح قائلا:

نحن نستعد للأسوأ مع أننا لا نحتاج إلى إعادة البناء من الألف إلى الياء، وهو وضع أفضل بكثير.

عندما يمر الفيروس، يجب أن نرى قتالا فوريا.

أكبر تهديد للأسواق حاليا هي حالة عدم اليقين بشأن ما يمكن أن يحدث، وليس حقيقة ما سيحدث.

الناس قلقون بالفعل بشأن الأمن الوظيفي.

وفقا لمسح نشرته شبكة مهنية مجهول الهوية.

كان أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع قلقين من فقدان وظائفهم، وخاصة أولئك الذين يعملون لصالح عمالقة التكنولوجيا مثل قوقل و آبل.

الخطة الأمريكية للقرن الحادي والعشرين:

في الآونة الأخيرة، قامت البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة إلى أدنى مستوى لها، لذلك ليس هناك مجال كبير لمزيد من الحركة لتحفيز الاقتصاد.

قال الاقتصادي “باولو تاسكا” المدير التنفيذي لمركز كلية لندن الجامعية لتقنيات البلوكشين:

أتوقع من الدول الغربية أن تخرج ببعض الخطط غير العادية – شيء مثل ما كان يمكن أن نراه في أزمة عام 1929.

لكن ليس كل الاقتصادات ستحصل على هذا الترف.

وأضاف:

ستكون الولايات المتحدة قادرة على تصميم نوع جديد من خطة مارشال للتعامل مع الأزمة.

هذا ممكن لأن لديهم صوت واحد.

بينما وفي في أوروبا – بدون سياسة مالية مشتركة، ولا ميزانية عمومية مشتركة، ولا جيش مشترك، ولاجئون يضغطون ضد حواجز اليونان الهشة لدخول الاتحاد الأوروبي هذا مستحيل.

على الرغم من المحاولة الفاشلة لاحتواء الفيروس وإخفاقات نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، لا يعتقد “تاسكا” أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتضرر بقدر ضرر أوروبا.

بينما ينصح “ستيفن موس” بعدم الانزعاج الشديد،  وقال:

أعتقد أنه من الحماقة الاعتقاد بأننا نواجه هرمجدون (يوم القيامة) سوق الاستثمار.

وأوضح ممثلا الأصول التقليدية بالعملات الرقمية وقال بأنها متقلبة أيضا بطبيعتها.

حيث أشار إلى النزوح الأولي للمستثمرين الذين شوهدوا في الأسابيع الأخيرة بسبب وباء COVID-19.

المستثمرون ينتظرون القاع لجني المكافآت:

مضى الاقتصادي “باولو تاسكا” بالقول:

حتى في هذه الفترة من الأزمة، سيحقق أصحاب السيولة الكثير من الأرباح بعد ذلك، لأنهم سيشترون بخصم.

سينتظرون حتى يصل السوق إلى القاع وهذا سيوسع التناقض بين الأغنياء والفقراء.

وحول البيتكوين علّق “تاسكا” قائلا:

بشكل عام، أعتقد أن البيتكوين لا تزال ملاذا آمنا.

لا أعتقد أن هناك أي سبب للاعتقاد بالعكس.

لا توجد إشارة إلى أن دخول السوق الهابطة أو أن السوق ستنهار في عام 2020.

هذا وكان تحليل “إدوارد كارتويرايت” كما يلي:

إن استجابة أسعار الأصول ستعتمد إلى حد كبير على معنويات السوق بشأن تداعيات الأزمة على المدى الطويل، ويطرحون أسئلة كما يلي:

هل ستفلس بعض الشركات؟ هل ستكون الشركات قادرة على تشغيل سلاسل التوريد وتشغيلها بسلاسة؟

هل سيتعين على الحكومات زيادة الاقتراض بشكل ملحوظ؟

في الوقت الحالي هناك الكثير من الأشياء المجهولة والتي من الطبيعي أن تجذب المستثمرين إلى الأصول الآمنة.

لكن هذا لا يعني بالضرورة أن المستثمرين سيتجنبون الكريبتو.

إذا تم النظر إلى العملات المشفرة كأصل يمكن أن يبقى في معزل من صدمة فيروس كورونا،

والتباطؤ شبه المحتوم في الاقتصاد العالمي، من الممكن أن سعرها سيرتفع.

بينما تزداد الشكوك حول إمكانية جذب المستثمرين، تتخذ شركات الكريبتو إجراءات وقائية حيث تقوم بعض منصات التداول على سبيل المثال بخفض رسوم المعاملات لاستقطاب المستثمرين.

ختاما صعب جدا التكهن بما ستكون عليه الأمور الاقتصادية مستقبلا، لكنها في الأول والأخير ستكشف لنا عن جديد ممكن غير متوقع.

اقرأ أيضا:

تقنية البلوكشين تحمل العديد من الاستخدامات لمكافحة فيروس كورونا

رئيس البنك المركزي الصيني السابق: تفشي فيروس كورونا يمكن أن يسرع في إصدار العملة الرقمية في الصين

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق