من هو جاستن صن ؟ وما هي قصة تأسيسة لـ شبكة الترون (TRX)
يزخر مجال العملات الرقمية المشفرة بالعديد من الشخصيات والأسماء اللامعة التي استطاعت أن تصنع لها إسما في المجال من خلال جملة ما تقدمه من مشاريع وتطبيق لأفكار كانت في وقت ما شبه خيالية.
هذا المقال سنخصصه بشكل كامل حول “جاستن صن” وقصة تأسيسه لشبكة الترون.
جاستن صن، رجل أعمال يبلغ من العمر 30 سنة وهو الذي يقف وراء تأسيس مشروع ترون، يعتبر “صن” شخصية مثيرة للجدل في صناعة الكريبتو، وغالبا ما يثير ردود فعل متباينة على أعماله الدعائية وصراحته على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، يعتبر قوة دافعة مهمة في هذا القطاع، حيث جعلته مساعيه الماضية والمستقبلية من بين أكثر رجال الأعمال إنتاجا في مجال الكريبتو والتكنولوجيا اليوم.
الحياة المبكرة لـ “جاستن صن” والبداية في مجال غير تقني:
ولد جوستين صن في عام 1990 باسم “Sun Yuchen” وقد أظهر دائما ميلا قويا للشهرة وجذب الاهتمام.
كان “صن” طالبا جيدا، وكان مغرما بالأفكار الليبرالية ولم يبتعد عنها أبدا ووقف في وجه السلطة، ففي ملف مبكر لـ “صن” منشور في الصين، تذكر أيام دراسته، قائلا إنه غالبا ما كان “زعيم الرأي في الحرم الجامعي” الذي غالبا ما يعارض التيار السائد.
كان “صن” ناقدا صريحا لسياسات المدرسة، وكان أيضا كاتبا غزير الإنتاج يقدم مقالات مليئة بالنقد الشديد للحكومة الصينية.
اشتهر “صن” للمرة الأولى بعد أن أعلنت المدرسة المتوسطة التي التحق بها في مدينة “هويتشو” عن خطط لتصميم التوجيه الأكاديمي للطلاب وفقا لفئات مختلفة.
وهذا يعني أن الطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض والذين يُعتقد أن لديهم “آراء متطرفة” سيحصلون على إرشادات بديلة من المعلمين من أولئك الذين يتوجهون إلى الكلية.
انتقد “صن” بشدة القرار في منشور على الإنترنت على نطاق واسع، وقام بجولات عبر الصين لدحض هذا القرار، ووصف القرار بأنه “شيء قاس” يهدف إلى إضفاء الطابع المؤسساتي والسيطرة الصارمة على الطلاب وقارن النظام المدرسي بألمانيا النازية.
من خلال هذه المنشورات اكتسب “صن” شهرة على مستوى الأمة على الإنترنت وفي وسائل الإعلام المطبوعة، وقد ظهر على غلاف مجلة “Yazhou Zhoukan” التي تتخذ من هونج كونج مقرا لها، والتي وصفته بأنه “زعيم رأي الشباب”.
ذهب “صن” الصريح والحيوي إلى جامعة بكين وحصل على درجة البكالوريوس في التاريخ في عام 2011، وبعد ذلك بعامين، حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد السياسي من جامعة بنسلفانيا.
وفقا للمصدر، فإن “صن” تعرف على العملات الرقمية المشفرة في سن مبكرة ما جعله يصبح مليونير بعد استثماره في البيتكوين.
في حين أن حجم استثماراته في البيتكوين لا يزال غير معروف، عند عودته إلى بكين في عام 2013، كان بالفعل أحد أصحاب الملايين الشباب بفضل الكريبتو.
التوغل في التكنولوجيا وإنشاء ترون:
كانت عودة صن إلى الصين بمثابة بداية عام حافل لرائد الأعمال الطموح، وسرعان ما انضم إلى “Ripple Labs” وهي شركة كانت صغيرة في ذلك الوقت تعمل على إنشاء نظام تسوية الدفع عبر الحدود والتي أنتجت فيما بعد عملة XRP، ثالث أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية.
بصفته أول موظف في شركة الريبل في البلاد، عمل كممثل رئيسي للشركة لمنطقة الصين الكبرى وأصبح لاحقا مستشارا لها.
في ذلك الوقت، كان وقت “صن” مقسم بين الريبل و “Peiwo” هذا الأخير هو تطبيق وسائط اجتماعية أنشأه يربط المستخدمين ذوي التفكير المماثل من خلال الدردشات الصوتية الحية استنادا إلى عينات صوتية مسجلة مسبقا مدتها عشر ثوان.
سرعان ما أصبحت المنصة شائعة بين المراهقين في الصين، حيث أفاد تقرير 2018 أن مستخدمي التطبيق تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاما.
مع وجود أكثر من عشرة مليون مستخدم مسجل وأكثر من مليون مستخدم نشط شهريا للتطبيق، الأمر الذي جعل “صن” يدرك خريطة طريقه.
أثنت الحكومة الصينية على رجل الأعمال الشاب الذي قال بدوره:
إن الصين لديها أفضل بيئة لرواد الأعمال في العالم.
حتى “جاك ما”، المؤسس الأسطوري والمدير التنفيذي لعملاق الإنترنت علي بابا، لاحظ “صن” ودعاه شخصيا ليصبح واحدا من ثلاثين طالبا في الفصل الافتتاحي لجامعته في عام 2015.
التحق “صن” بالجامعة لمدة ثلاث سنوات وتخرج في عام 2018 بأطروحة بعنوان “ولادة الانترنت اللامركزية”.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما هي المواد التي تناولها “صن” أثناء دراسته في الجامعة والتي تخرج منها يحمل لقب الرئيس التنفيذي 101، لكن “جاستن صن” أخبر بأن الوقت الذي قضاه في “Hupan” علمه القيم الأخلاقية والعملية، والتي كان حريصا على تنفيذها في جميع مشاريعه التجارية.
أخبر “صن” لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” العام الماضي:
كنت قادرا على أخذ الخبرات والمعرفة التي تبادلها أساتذتي وزملائي ووضعها موضع التنفيذ على الفور.
كانت الروابط التي قام بها في “Hupan” هي التي دفعته إلى الشهرة في الصين والعالم.
بعد فترة وجيزة من التسجيل في الجامعة، تمت دعوة “صن” من قبل “Yu Jianjun” وهو خريج من جامعة “Hupan” والمؤسس المشارك لشركة بث الصوت الصينية “Ximalaya FM” لمشاركة “صن” قصته كرجل أعمال شاب ناجح عبر الإنترنت.
أدى الارتفاع السريع للشهرة المدفوعة بحضوره على الإنترنت واتصالاته وعلاقاته القوية إلى قيام “صن” بتأسيس مؤسسة “ترون” في عام 2017.
لتمويل المشروع الطموح، أجرت مؤسسة “ترون” عرضا أوليا (ICO) على بينانس من 31 أغسطس 2017 إلى 2 سبتمبر 2017، وجمع في ظرف 3 أيام مبلغ 70 مليون دولار.
بغض النظر عن جمع مبلغ كبير من المال، تم تعرض العديد من مشاريع الكريبتو للتضييق في الصين وذلك بعد أن قررت الحكومة الصينية إجبار معظم الجهات المصدرة للرموز المميزة للهجرة إلى أماكن أكثر ملائمة وتقبلا لـ ICO مثل هونغ كونغ واليابان.
الأمر الذي وضع “ترون” كرائد في تقنية البلوكشين في الصين، خاصة مع عدم وجود عواقب واضحة بعد جمع “ترون” مبلغ 70 مليون دولار، أقامت الشركة بسرعة شراكات عديدة مع سلسلة من الشركات الكبرى، بما في ذلك مزود أجهزة وبرمجيات الفيديو الصيني “Baofeng” (يطلق عليها “نتفليكس الصين”) ، و “oBike” أكبر شركة مشاركة للدراجات في سنغافورة.
كم يملك جاستن صن؟
الشيء المؤكد هو أن “جاستن صن” واحد من أغنى رجال الأعمال في صناعة العملات الرقمية.
تأتي ثروته في المقام الأول من حيازته لعملات TRX.
حجم محفظته غير معروف، وقد رفض الكشف عن ممتلكاته بالضبط، لكن سيكون من العدل تقدير أنه يمتلك ما يقرب من 10-20 ٪ من إجمالي العرض، وهو ما يمكن تقديره بقيمة تتراوح بين 100 و 200 مليون دولار.
كما قام باستثمارات كبيرة مثل عمليات الاستحواذ على “بولونياكس” – وهي منصة تداول العملات الرقمية المشفرة تم تقييمها بمبلغ 400 مليون دولار، ومنصة Steemit ، و BitTorrent، هذه الأخيرة التي حصل عليها مقابل 140 مليون دولار.
لدى BitTorrent أيضا رموزها المميزة، والتي تسمى رموز BTT مع سقف سوقي يبلغ 60 مليون دولار.
بناء على جميع البيانات المذكورة أعلاه، من المتوقع أن تتراوح قيمة الثروة الصافية لـ”جاستن صن” ما بين 200 إلى 400 مليون دولار.
تطوير ترون والتعامل مع الخلافات:
في حين أن شخصية “صن” الصريحة ربما دفعت “ترون” إلى دائرة الضوء، إلا أنها أيضا سلطت الأضواء على “ترون” عندما واجهت بعض فضائحها وخلافاتها العديدة.
تشاجر “صن” سابقا وبشكل علني مع “فيتاليك بوترين” مؤسس الايثيريوم على توينر، وذلك بعد أن صرح “صن” بأن قدرات “ترون” تجاوزت إلى حد كبير قدرات الايثيريوم.
المقارنة وضعت “ترون” ومؤسسها “صن” تحت الأضوء وتعرضا على إثر ذلك للكثير من النقد من جهة ومن التأييد من جهة أخرى.
اتهم “بوترين” مؤسس ترون وأخبر بأنه سرق الورقة البيضاء الخاصة بالايثيريوم.
لفتت شركة “ترون” العالم بعد أن استحوذت على منصة BitTorrent التي تعتبر أكبر منصة لمشاركة الملفات في العالم مقابل 126 مليون دولار.
كان الهدف من عملية الاستحواذ هو تحويل عملاء BitTorrent النشطين شهريا والبالغ عددهم 100 مليون إلى مستخدمي TRX، وهي الفكرة التي دفعت سعر TRX إلى الارتفاع مباشرة بعد الإعلان عن الاستحواذ.
صرح “ريان سيلكيس” الرئيس التنفيذي لشركة البحث “ميساري” إن استجابة السوق لعملية الشراء كانت شديدة الأثر.
لم يكن هذا الجدل الأول ولا الأخير، الذي أحاط بشخصية “صن” أو ترون.
حيث أن الغداء الأسطوري مع الملياردير “وارن بافيت” أسال الكثير من الحبر هو الآخر حيث قدرت قيمة الغداء التي دفعها “صن” بـ 4.5 مليون دولار.
قام صن بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة الصناعة الآخرين للانضمام إليه لتناول طعام الغداء، لكنه تأجل قبل يومين وبعدها تم الغداء بالفعل.
وقبل أن تهدأ أمور الغداء الشهير ظهر جدل جديد وهذه المرة يتعلق باستحواذ ترون على منصة مشاركة المحتوى Steemit والتي تطرقنا إلى حيثياتها في موقع بيتكوين العرب.
حيث وبعد استحواذ ترون على Steemit في فبراير، تم اتهام “صن” باستخدام الشركة لتعزيز السلطة على البلوكشين اللامركزي بالكامل لـ Steemit.
في الختام:
بالرغم من الجدل الحاصل الذي يثيره “صن” والذي يبدو أنه يسير في عروقه وظهر هذا الأمر منذ شبابه، إلا أنه لا يمكن إنكار ما يقوم به في ساحة الكريبتو من تشجيع الصناعة وتقديم مشاريع جديدة لها.
اقرأ أيضا:
مالفرق بين مشروع HIVE الذي تضاعفت عملته هذا الأسبوع ومشروع Steem الذي استحوذت عليه شركة ترون مؤخرا