ارتفع سعر البيتكوين إلى مستويات الـ 4000 دولار أمريكي للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهر، مما جعل البعض يتسائل ما إذا كان للهبوط بقية أم تم الوصول إلى القاع.
كما يعلم معظم قرائنا بالفعل، كان عام 2017 أحد أكثر السنوات المجدية في صناعة التشفير ككل – حيث حققت كل من أفضل 10 العملات الرقمية (من حيث القيمة السوقية الإجمالية) أكثر من 1000٪ من حيث القيمة. لكي تكون أكثر تحديداً، في ذروة جنون البيتكوين المذكور أعلاه، قدرت القيمة الإجمالية لسوق العملات الرقمية بأكثر من 800 مليار دولار.
ومع ذلك، فقد استمر كل هذا الفرح طوال العام باستثناء فترة واحدة، حيث شهد عام 2018 تراجع السوق وتحطمه إلى مستويات قياسية – مع خسارة كل من البيتكوين والإيثيريوم أكثر من 80٪ من قيمتهما خلال فترة تتراوح بين 6 و 10 أشهر فقط.
لذلك، دعونا نلقي نظرة على بعض الدروس الرئيسية التي يمكننا أن نستفيد منها من انهيار السوق في العام الماضي.
(1) الفقاعات المالية موجودة دائمًا
تجدر الإشارة إلى أنه في أي وقت تقلع فيه تقنية معينة بطريقة كبيرة، لا بد أن تكون هناك فقاعة اقتصادية تتشكل حولها. على سبيل المثال، في التسعينيات وأوائل عام 2000 عندما كان الإنترنت يظهر للوجود، انشغلت عدد من شركات التكنولوجيا بـ “فقاعة دوت كوم” في ذلك الوقت – الأمر الذي أدى إلى المبالغة في تقدير قيمتها ورفعها فوق قيمتها.
(2) أهمية إدارة المخاطر
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في الاستثمارات والأسواق المتقلبة، فمن الأهمية بمكان أن يتم تعليم المشترين حول أدوات إدارة المخاطر المختلفة التي يمكن أن تساعدهم على المحافظة على رؤوس أموالهم في فترات التقلب والهبوط.
في هذا الصدد، هناك عدد من الأدوات الفريدة التي يمكن استخدامها من قبل المستثمرين مثل:
- تنويع الاستثمارات
- الاستفادة من أدوات وقف الخسارة
- عدم استخدام رأس المال بالكامل للتداول
(3) تأكيد نظرية “داو”
يبدو أن ارتفاع وتراجع سوق العملات البديلة على مدار العامين الماضيين كان يتماشى مع نظرية “داو” التي تهدف إلى توضيح كيف تتشكل “الاتجاهات في الأسواق المالية وكذلك كيف تبدأ الانعكاسات”.
لكي نكون أكثر تحديداً، يمكننا أن نرى أن النظرية تحدد بوضوح ثلاث مراحل فريدة تشكل اتجاهات رئيسية في السوق الحالية. وتشمل هذه:
- مرحلة التراكم الأولية (التجميع) حيث يقوم المتحمسون بشراء الأصول.
- يتبع ذلك مرحلة مشاركة عامة حيث يتم إنشاء الكثير من المواد الإعلامية حول أصل معين.
- أخيرًا، هناك مرحلة زائدة حيث يبدأ السوق في الانهيار ببطء وفقدان بعض قيمته.
(4) أسواق التشفير العالمية تتم مزامنتها مع بعضها البعض
قد يتذكر العديد من قرائنا أنه خلال عام 2017 عندما كان سعر البيتكوين يرتفع، شهدت العديد من أصول التشفير الأخرى ارتفاعًا كبيرًا في قيمها الذاتية. كان هذا بسبب عدد من الأسباب مثل ضغط السوق، وزيادة الضجيج، وحالة فومو (FOMO) إلخ.
بالإضافة إلى كل هذا، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الكثير من الأشخاص لم يعرفوا حتى ما كانوا يحصلون عليه عندما قرروا شراء كميات كبيرة من البيتكوين. نتيجة لذلك ، عندما وصل السوق أخيرًا إلى نقطة التشبع وبدأ في الانخفاض، شهد اتجاه هبوطي موحد لجميع العملات المشفرة تقريبًا في جميع المجالات.
(5) السوق مليء بمخططات هرمية (بونزي) وعمليات الاحتيال
لا يمكن إنكار أن سوق الكريبتو مليء بعدد من العروض الرقمية المذهلة التي لديها القدرة على تغيير الطريقة التي يعمل بها المحرك الاقتصادي العالمي. ومع ذلك ، في الوقت نفسه ، تجدر الإشارة إلى أنه خلال طفرة السوق في عام 2017 ، غمر هذا القطاع بعدد من الرموز والعروض الرقمية الأخرى (ICOs الوهمية) التي كان لها حالات استخدام العالم الحقيقي ضئيلة إلى معدومة.
(6) أهمية البحث
واحدة من أهم الدروس المستفادة من انهيار السوق 2018 هو أنه قبل الاستثمار في أي عرض مالي جديد، من الأهمية بمكان أن يقوم المستثمرون بأداء واجباتهم البحثية والتعرف على ما يستثمرون به. على سبيل المثال، عندما كان سعر البيتكوين BTC في حالة ارتفاع بشكل سريع، كان العديد من المحللين يقولون إن البيتكوين في طريقه إلى الوصول إلى 250 ألف دولار قريبًا، وهو إعلان أدى بالكثير من الناس إلى الاستثمار بشكل أعمى في البيتكوين (BTC) دون القيام بدورهم في التحقيق و البحث.
(7) ليس من السهل تداول العملات الرقمية عبر المنصات
لا تزال منصات تداول العملات الرقمية توفر عدد محدود من الأدوات والخيارات للمستثمرين مقارنة بالأسواق المالية الأخرى. ولكن لا يزال مجتمع العملات الرقمية يتفائل بالمنتجات الجديدة مثل منصة باكت وغيرها من المنتجات القادمة والتي تستهدف توفير خيارات جديدة للمستثمرين.
