ما حقيقة ارتباط البيتكوين بباقي الأسواق المالية الأخرى ؟
يبحث المستثمرون والمضاربون بعملة البيتكوين عن أهم الأدوات والمؤشرات التي تساعدهم في قراءة حركة البيتكوين، والعديد يتسائل حول مدى ارتباط البيتكوين بباقي الأسواق منها أسواق الأسهم وكيف يتاثر بها ؟
يُنظر إلى عملة البيتكوين بعدة طرق مختلفة بالنسبة للبعض، يعتبر البيتكوين سفينة للمضاربة والاستثمار، بالنسبة للآخرين هو وسيلة تبادل مقاومة للرقابة وخالية من رسوم التحويل وبعيدة عن الإجراءات المعقدة عند إرسال الأموال عبر الحدود.
عملة البيتكوين في جوهرها، يمكن وصفها بشكل أفضل على أنها نظام نقدي بديل يوفر الاستقلال النقدي للناس.
وهذه النظرة تساهم في تعزيز السرد القائل بأن العملة المشفرة تعمل كأصل تحوطي أو ما يعرف بـ “الذهب الرقمي” المصمم لتحمل اضطرابات الأزمات الاقتصادية العالمية.
هذه الرواية، تمت صياغتها لأول مرة خلال الأزمة المالية لعام 2008 التي ولدت منها البيتكوين، وهاهي الأن تخضع للاختبار.
لكن، وبعد انهيار السوق في 12 مارس نتيجة لوباء فيروس كورونا، لم يكن سعر البيتكوين بعيدا عن التأثيرات حيث سار مسيرة الأسهم الهابطة وهبط هو أيضا إلى نصف سعره.
ارتباطات البيتكوين:
في الواقع، وصل ارتباط البيتكوين بأصول رئيسية أخرى إلى مستويات قياسية جديدة، وعلى وجه الخصوص، أشار محللو السوق إلى مؤشر S&P 500 وهو مؤشر يضم 500 شركة أمريكية والذي غالبا ما يتم التعامل معه على أنه مرادف يمنحنا إيقاع سوق الأسهم الأمريكية، في وقت سابق لم يكن هناك أي ارتباط بين البيتكوين ومؤشر S&P 500 وفقا للبيانات الصادرة عن شركة CoinMetrics.
حاليا وعلى مقياس من 1.0 إلى -1.0 (1.0 يعني أن مادتي العرض مترابطتين تماما و -1.0 تعني أنهما غير مرتبطين على الإطلاق) فإن نسبة ارتباط البيتكوين و S&P 500 تقع عند 0.16.
بالنسبة لمعظم حياة البيتكوين الصغيرة كان الارتباط بين العملة المشفرة الكبرى و S&P 500 سلبيا إلى حد كبير حتى عام 2017.
بالنسبة للصورة العامة، فعادة ما يكون للذهب والبيتكوين علاقة سلبية مع الأسهم، على سبيل المثال، في أعقاب عام 2008، كان ارتباط الذهب بمؤشر S&P 500 بقيمة -0.89.
حتى خلال الخميس الأسود (12 مارس)، رأينا أن سعر الذهب تأثر مع كل الأصول الرئيسية الأخرى، مع ذلك وبالنسبة لمحللي السوق، لم يكن هذا مفاجئا، نظرا لأن عمليات البيع القياسية يوم الخميس الأسود تعني أن المستثمرين كانوا يقومون بتصفية كل شيء للحصول على المال بما فيها الملاذ الآمن.
وشمل ذلك الذهب، وخاصة عملة البيتكوين، التي لديها قيود تداول أقل ويمكن أن تكون أسهل في التصفية من سابقتها.
أما بالنسبة لعلاقة البيتكوين بالذهب، فقد كانت هذه النسبة في ارتفاع مطرد منذ يوليو 2017، عندما انخفض الارتباط من أعلى مستوى على الإطلاق 0.23 إلى أدنى مستوى -0.11، وفقا لـ Coin Metrics.
وقد انتعشت منذ ذلك الحين، على الرغم من أن الارتباط ليس قويا مثل ارتباط البيتكوين و S&P 500، إلا أنه لا يزال موجبا عند 0.04.
في مجال الارتباط السلبي، يتجه ارتباط بيتكوين بمؤشر يقيس تقلبات سوق الأسهم نحو مستويات منخفضة جديدة.
تبلغ نسبة البيتكوين إلى مؤشر التقلب VIX بقيمة -0.12، إذا هبطت أقل، فسوف تتعدى على المستويات المنخفضة التي وصلت إليها في بداية 2018 و 2019.
بالنسبة إلى حاملي البيتكوين، ربما لا تكون هذه هو الأرقام التي يأملون في الحصول عليها من أصل متقلب للغاية من المفترض أن يكون تحوطا ضد سوق أخرى متقلبة.
فيما هناك بعض الأخبار الجيدة التي قد يسعد بها مؤيدو البيتكوين، حيث ترتبط البيتكوين سلبا بمؤشر DXY، وهو مؤشر الدولار الذي يتتبع سعر الدولار مقابل سلة من العملات الأخرى.
والأخبار السيئة هي أن القوة الشرائية للدولار تلقت دفعة مع تدفق المجتمع الدولي على العملة الأمريكية خوفا من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
يعتبر النقد (الكاش) هو الملك اليوم، ولكن من السابق لأوانه التخلص من كون البيتكوين أصل تحوط.
في حالة الاستخدام الأكثر تطرفا، تعد البيتكوين بوليصة تأمين ضد انهيار الأنظمة المالية والاقتصادات والأنظمة السياسية.
بدأت الأزمة الحالية قبل شهر واحد فقط، من المحتمل أن يكون هذا الانكماش الاقتصادي قد بدأ للتو، وأن هذه الارتباطات قد تبدو مختلفة تماما في الأشهر القادمة.
بعد كل شيء، انخفض الذهب بشكل حاد في بداية أزمة عام 2008 لكنه انفصل عن الأسهم بعد فترة وجيزة.
فهل يرسم الذهب الرقمي نفس المسار الذي رسمه الذهب في السابق؟
اقرأ أيضا:
هل سيصبح الكريبتو هو “الملاذ الآمن” في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية؟