أكثر من 1,000 عملة رقمية فشلت في مجال الكريبتو… ماذا يعني هذا؟
أطلقت العديد من العملات الرقمية المشفرة في السنوات القليلة الماضية وكانت في أغلب الأوقات تثير ضجة حين نزولها لأول مرة ويحتفل فريقها بها ثم ما تلبث حتى تتلاشى بعد أن يتجنب جمهور المستثمرين شراؤها وتداولها.
وفقا لمنصة Coinopsy موقع متابعة العملات الميتة والتي أخفقت، فإن هناك حوالي 1085 عملة مشفرة ميتة في وقت كتابة هذا الموضوع.
ويعتبر الرقم كبير بالرغم من أنه مازال هناك 3000 عملة مشفرة موجودة، لكن يتوقع العديد من الشخصيات البارزة في الصناعة بأن العديد منها سيفشل لاحقا.
لماذا تنفجر مشاريع العملات المشفرة؟
العديد من المبادرات والمشاريع تأتي وتذهب في سوق يعد ناشيء، ويمكن تشبيه الأمر بفقاعة الدوت كوم في التسعينات التي تعتبر مثال حي لما تعانية مشاريع العملات المشفرة.
في الوقت نفسه يقضى مطورو العملات المشفرة عادة وقتا طويلا للغاية في تصميم حقيبة الاستخدام التجاري لعملاتهم ورموزهم ثم يدركوا بعد الإطلاق أن فكرتهم كانت ضمن أخبار الأمس.
حيث نرى مرارا وتكرارا عمليات إطلاق تنسخ عملة معدنية ناجحة مسبقا وعلى سبيل المثال:
العملة x هي عملة البيتكوين الجديدة.
بالرغم من أن السوق لديه بالفعل البيتكوين، ولا يزال الطلب عليه بشكل عال ويعمل بشكل جيد.
نحن نميل إلى التغاضي عن هذه المشكلة مع المطورين، على أن ننتقد المنظمين لعدم تمكنهم من مواكبة التطور السريع لسوق الكريبتو.
فعلى الرغم من الجهود المبذولة مثل عملة “Howey Coin” التي طرحت من قبل المنظم الأمريكي SEC الذي كانت عبارة عن عرض عملة مزيفة جديدة مصممة لتعليم المستثمرين حول مخاطر وضع الأموال في الكريبتو بدون بحث ودراسة.
ومن بين أهم الأسباب التي من الممكن أن تساهم في موت مشاريع كريبتو جديدة مستقبلا مايلي:
1- وصول التمويل الكبير:
مند 11 سنة أصدر “ساتوشي ناكاموتو” ورقته البيضاء الشهيرة التي تمهد لعملة البيتكوين التي أطلقت فيما بعد.
تلى ذلك إطلاق العديد من العملات المشفرة برؤى مختلفة من طرف أصحاب المشاريع الحرة.
حيث كان لدى أغلبهم مهمة واضحة لجعل عالم التمويل التقليدي والبنوك المركزية تجثو على ركبتيها بوحدات تتميز باللامركزية التي كانت خارج سيطرة أي شخص.
بعد مرور بضع سنوات تم استيعاب المصرفيين إلى حد كبير ما يحصل وانتبهت المؤسسات المالية الكبيرة وقررت بدل المنافسة وإنكار العملات المشفرة، صنع عملاتها الخاصة والتكيف مع الثورة الرقمية المالية الحاصلة.
ربما ندخل الآن مرحلة حيث ستتمكن المؤسسات الكبيرة فقط من جني الأرباح من تصميم العملات المشفرة.
إذ يبدو أن هناك احتمال متزايد أن يتم إنشاء الورقة البيضاء الثورية القادمة من قبل شركة عالمية بمليارات الدولارات وهو تحول مفعم بالفضول الكامل حول الأحداث المقبلة، وخير مثال على ذلك عملة “ليبرا” من شركة فيسبوك.
ستفشل العديد من العملات المشفرة الأخرى من بدايات متواضعة في المستقبل لمجرد أنها لا تملك الموارد اللازمة للتنافس مع هذه المؤسسات الضخمة.
2- المستقبل للعملات المستقرة:
لكي تنجح عملة مشفرة مستقبلا، يجب أن تتوفر على شيئان رئيسيان وهما:
- سبب يدعوا الناس لاستخدامها.
- سبب يدعوا الناس للوثوق بها.
يثق الناس عموما بقطع النقود المعدنية أو الرمز المميز بفضل تقنية البلوكشين الأساسية، وهو نظام دفتر الأستاذ اللامركزي الذي بنيت عليها هذه الصناعة.
هذا يعني أن الأساس الذي يحكم عليه السوق إذا كان الإطلاق الجديد سوف يقف أو يسقط هو أساس استخدامه.
هناك الآن العديد من العملات المشفرة البديلة موجودة تقدم كل شيء بدءا من طرق جديدة لتمويل الإعلان على شبكة الإنترنت ووحدات التبادل في عالم الألعاب.
ولكن بشكل عام في عالم لم يعد يكفي فيه مجرد المطالبة بإطلاق عملة بيتكوين أفضل تركز اهتمام السوق على العملات المستقرة.
العملات الثابتة هي عملات مشفرة مصممة لتفادي التقلبات الكبيرة لأبناء العمومة مثل البيتكوين من خلال ربطها أو دعمها بأصول مثل العملات التقليدية أو المعادن الثمينة.
وهي مصممة لتشجيع الناس على استخدام العملة المشفرة للشراء والبيع كل يوم، بينما تقدم أيضا استقرار ثابتا للقيمة للمتداولين في العديد من المنصات المشفرة التي لا تتعامل بالعملات التقليدية.
من الأمثلة على ذلك عملة الدولار الأمريكي والتيثر، وكلاهما يعادل دولار أمريكي واحد.
حقيقة أن الأمر يتطلب موارد مالية كبيرة وبنية تحتية لتشغيل مثل هذه العملات من المرجح أن يكون لصالح المؤسسات الكبيرة.
3- الخسائر مؤذية أكثر من كونها عادلة:
لقد خسر العديد من المستثمرين الأموال من خلال عمليات الاحتيال في عالم التشفير.
أحد الأمثلة الشهيرة سيئة السمعة هو مشروع “OneCoin” الذي يدير عملية احتيال بونزي، والتي وعد فيها المستثمرون بعوائد مضمونة بنسبة 300٪ مقابل الاستثمار فيها بعملة البيتكوين أو الدولار الأمريكي.
كان من المفترض أن يتم ضخ الأموال في منصات تداول العملات المشفرة، لكن بدلا من ذلك كانت الأموال تستخدم لتسديد مستثمرين آخرين في المخطط.
تكهنت مجلة “Fortune” مؤخرًا بأن مشروع OneCoin كبد المستثمرين خسائر تتجاوز 19.4 مليار دولار أمريكي (15 مليار جنيه إسترليني) والتي تفوق الخسائر التي تكبدها ضحايا “بيرني مادوف” في عملية بونزي مشابهة في عام 2008.
كان مشروع “Bitconnect” مختلفا إلى حد ما، حيث وضع المشروع للمستثمرين منصة يمكن فيها مقايضة عملات البتيكوين مقابل عملات “Bitconnect”، والتي سيتم إقراضها بعائدات مالية تصل إلى 120٪ سنويا.
بعد عدة اتهامات بأن المشروع يعتمد على مخطط بونزي، تدخلت السلطات الأمريكية في العام الماضي وأغلقت المنصة. انخفضت قيمة عملات “Bitconnect” بنسبة 96٪، مما تسبب في خسائر فادحة، على الرغم من أنها لا تزال موجودة وتتداول اليوم.
مشكلة بديلة هي القرصنة والإغارة على المنصات التداولية.
المثال الأكثر شهرة هو الهجوم على منصة Mt Gox في عام 2014، حيث سُرق أكثر من 850 ألف وحدة بيتكوين بيتكوين ولم يتم استردادها أبدا.
كما تم في الآونة الأخيرة اختراق منصة بينانس أحد أكبر المنصات التداولية في العالم مما كلف المستثمرين عشرات الملايين من الدولارات.
ومن بين الحالات الأخرى المثيرة للقلق حالة “جيرالد كوتن” مؤسس شركة “كوادريجا الكندية” لتبادل العملات المشفرة البالغ من العمر 30 عام والذي توفي قبل عام وأخذ معه المفاتيح الخاصة بأموال مستخدمي المنصة.
حيث قدرت أموال المستثمرين -أكثر من 115 ألف مستخدم- بـ137 مليون دولار أمريكي غير قابلة للاسترداد.
هذا ومن المتوقع استمرار هذه الأنواع من المشاكل وهذا لن يكون مفاجئا.
نحن نتحدث عن توليفة سامة من التكنولوجيا المجهولة التي هي إلى حد كبير غير خاضعة للتنظيم، وسوء الفهم، ورخيصة وسهلة الحركة في جميع أنحاء العالم ويوجد العديد من الناس على استعداد لتقبيل الضفادع في إطار البحث عن الأمير المربح.
اقرأ أيضا:
معضلة البيتكوين: 40% من جميع البيتكوين يسيطر عليه 2000 شخص فقط
حقيقة الاحصائيات المتعلقة بـ معالجة صفقات التداول في منصات تداول العملات الرقمية