خلال العقود الثلاثة الماضية، سمحت أسعار الفائدة اليابانية المنخفضة، التي بلغت 0٪، للمستثمرين بالاقتراض بعملة الين الياباني بتكلفة زهيدة واستثمار تلك الأموال في الأصول العالمية، مثل أذون الخزانة الأمريكية ومؤشر ناسداك.
ولكن هذا الأسبوع، قام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بشكل مفاجئ بنسبة 0.25٪، مما أدى إلى ردود فعل كبيرة في الأسواق العالمية.
حيث بدأ المستثمرون في إعادة أموالهم إلى اليابان، مما أثر بشكل ملموس على الأسواق العالمية، بما في ذلك سوق العملات المشفرة.
تأثير الين الياباني على الأسواق المالية:
يمثل الارتفاع الأخير في أسعار الفائدة اليابانية تحول جوهري.
فالمستثمرون، الذين كانوا يعتمدون على الاقتراض بالين دون تكلفة تُذكر، يواجهون الآن تكاليف اقتراض متزايدة.
ونتيجة لذلك، يقومون بإعادة تحويل أموالهم إلى اليابان، مما يؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسواق المالية.
من المتوقع أن يشمل تفكيك هذه المراكز المالية ما يزيد عن 4 تريليون دولار.
يعتبر مراقبة سعر صرف الين/الدولار الأمريكي أمر حاسم، حيث تؤثر تقلباته على الأصول ذات المخاطر العالية، بما في ذلك العملات المشفرة.
وقد شهد سعر الصرف ارتفاع حتى وصل إلى ذروة بلغت 162.000 ين ياباني/دولار أمريكي، ولكن مؤخرا سجل انخفاض حاد ليصل إلى حوالي 151.720 ين ياباني/دولار أمريكي.
يعكس هذا الانخفاض ضغوط بيع ملحوظة وموقف سلبي تجاه الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني.
وتم رصد مستويات دعم ومقاومة رئيسية حول 133.361 و162.000 ين ياباني/دولار أمريكي على التوالي.
أداء البيتكوين و الايثيريوم:
تزامن الانخفاض في سعر صرف الين/الدولار الأمريكي مع تراجع حاد في قيم العملات المشفرة.
شهدت كل من البيتكوين (BTC) والإيثيريوم (ETH) استقرار نسبي حتى أواخر فترة ما بعد الظهر، حيث بدأت الانخفاضات الكبيرة.
وفي حوالي الساعة 8:00 مساء، بدأت كلتا العملتين في التراجع بشكل حاد، حيث كان انخفاض الإيثيريوم أكثر وضوح من البيتكوين.
وبحلول الساعة 6:00 صباحا، كانت عملة البيتكوين قد تراجعت بنسبة تقارب 15%، بينما شهدت الإيثيريوم انخفاض يتراوح بين 20% و25%.
يشير التراجع المتزامن في السوق، والانخفاض الأكثر حدة في الايثيريوم، إلى وجود عوامل تؤثر على السوق بأكمله، مع تأثر الإيثيريوم بشكل أكبر.
قد يكون هذا التراجع الحاد نتيجة للتغيرات المفاجئة في معنويات السوق، أو الأحداث الإخبارية الهامة، أو عوامل خارجية أخرى.
هذا ويمكن القول أن هناك عدة عوامل أخرى ساهمت في انهيار سوق العملات المشفرة الحالي.
من بينها تراجع احتمالات فوز “ترامب” بالرئاسة، والمخاوف من الركود الاقتصادي، وتصحيح سوق الأوراق المالية، والتوترات الجيوسياسية.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب تفكيك مراكز الين الياباني، وتصفية المراكز الاستراتيجية، وتوزيعات منصة Mt Gox، والمضخات الأخيرة جميعها تسببت في تراجع حاد، وكان لها دور كبير في هذا الانهيار.
اقرأ أيضا:
سوق الكريبتو يفقد أكثر من 500 مليار دولار منذ يوم الجمعة الماضي!
