شركات العملات المشفرة في إستونيا تحت المجهر بسبب خسائر تقدر بمليار يورو
التسهيلات التي كانت تُقدم سابقا من إستونيا لشركات العملات المشفرة، والتي كانت تسعى للحصول على تراخيص لتقديم خدماتها ضمن إطار الاتحاد الأوروبي، حولت الدولة البلطيقية الصغيرة إلى محور للنشاطات المالية الإجرامية، وفقا لدراسة أُجريت من قِبل “Vsquare” وهي شبكة إعلامية تُركز على التحقيقات العابرة للحدود في أوروبا الوسطى.
كشف الصحفيون هذا الأسبوع أن تحليلهم لحوالي 300 شركة أظهر العديد من الحالات التي تشمل عمليات الاحتيال، غسل الأموال، التهرب من العقوبات، وتمويل غير قانوني لمنظمات إجرامية وشبه عسكرية، مثل تلك التي تشارك في النزاع في أوكرانيا.
في عام 2017، قدمت السلطات في “تالين” نظام ترخيص مُرحب به لشركات العملات المشفرة لجذب الكيانات التي تعمل مع العملات الرقمية.
خلال السنوات القليلة الماضية، تجاوز عدد الكيانات المرخصة في هذا القطاع 1600.
بعدها استخدم أكثر من ثلث هذه الشركات خدمات ثلاث وكالات لتأسيس الشركات بالاسم فقط في استونيا.
هذه الوكالات قدمت متخصصين محليين لأدوار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في مجال مكافحة غسيل الأموال.
من هؤلاء الموظفين المقدمين من طرف الوكالات:
سائق تاكسي مدين وسباك بلا عمل، وشخص يعيش في منزل ممول من الدولة.
هؤلاء كانوا مسؤولين بشكل جماعي عن أكثر من 60 شركة عملات مشفرة.
وفقا للتقرير، كانت هذه الشركات “الإستونية”، التي استأجرت ممثلين وأنشأت ملفات تعريف مزيفة، لها علاقات بالمخابرات الروسية وبنوكها الواقعة تحت العقوبات، وكانت وراء العديد من حالات الاحتيال الدولية التي أسفرت عن خسائر تقدر بأكثر من مليار يورو (حوالي 1.06 مليار دولار).
تشمل الأمثلة المذكورة في المقالة شركة “Cyfroncapital OÜ”، التي يملكها “كيريل دورونين”، العقل المدبر وراء هرم الاحتيال الروسي الكبير “Finiko”، والتي كانت تمتلك ترخيصا صالحا للعملات المشفرة في إستونيا لقرابة ثلاث سنوات، حتى يوليو 2022.
وقد طورت “Cyfron” تطبيقا للهاتف المحمول كجزء من مخطط احتيالي.
وفقا لشركة التحليلات الجنائية المتخصصة في تقنية البلوكشين، “Chainalysis”، فقد تم غسل الأموال التي تم جمعها من “Finiko” عبر “Garantex” هذه الأخيرة هي منصة لتداول العملات المشفرة لها مكاتب في موسكو وكانت تدار بواسطة “Garantex Europe OÜ” المُسجلة في إستونيا.
تم فرض عقوبات على “Garantex” من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في أبريل 2022، لجمع الأموال لصالح “Rusich”، وهي وحدة شبه عسكرية تقاتل في أوكرانيا تحت قيادة المجموعة الروسية “Wagner”، وفقا لشركة تحليل العملات المشفرة “Elliptic”.
اقرأ أيضا:
بطاقات الكريبتو: جسر بين العملات الرقمية والورقية
التدفقات نحو صناديق العملات الرقمية تصل إلى 78 مليون دولار مع زيادة حجم التداول