شهد السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024 أحداث غير مسبوقة، حيث ساهمت العملات المشفرة في تشكيل ملامح هذه الفترة الانتخابية بطرق لم تكن متوقعة قبل بضع سنوات.
بالإضافة إلى التغييرات الكبيرة في الساحة السياسية، مثل تنحي الرئيس “جو بايدن” لصالح نائبته “كامالا هاريس” كمرشحة ديمقراطية، ومحاولة اغتيال الجمهوري “دونالد ترامب”، فقد بات دور العملات المشفرة في الانتخابات واضح وقوي.
في انتخابات 2020، كان تأثير العملات المشفرة محدود على المشهد السياسي.
ولكن مع مرور أربع سنوات، أصبح لها حضور قوي.
فقد أعلن “ترامب” عن خطط مباشرة تتعلق بالعملات المشفرة، بما في ذلك استخدام البيتكوين كأصل احتياطي استراتيجي للولايات المتحدة.
كذلك، انضم المرشح المستقل “روبرت ف. كينيدي جونيور” إلى “ترامب” في هذا التوجه، مؤيدا سياسات مشابهة، بل وقام بالتنحي في بعض الولايات المتأرجحة لتجنب التأثير على فرص “ترامب” في الفوز.
انفاق شركات الكريبتو على السياسة الأمريكية:
في عام 2024، شهدت صناعة العملات المشفرة إنفاق سياسي غير مسبوق، حيث أظهرت بيانات منظمة Public Citizen غير الربحية بالتعاون مع “Open Secrets” أن الشركات المرتبطة بصناعة الكريبتو أنفقت حوالي 119 مليون دولار على المساهمات السياسية.
وقد توجه معظم هذا الإنفاق إلى لجان العمل السياسي المعنية بالكريبتو.
تصدر المشهد هذا العام شركتا كوين بيس والريبل، حيث أنفقت كل منهما حوالي 50 مليون دولار.
كما برزت “Jump Crypto” بإنفاق 15 مليون دولار.
تمثل هذه الأرقام نسبة 48% من إجمالي التبرعات السياسية للشركات هذا العام، مما يجعل صناعة الكريبتو أكبر منفق سياسي للشركات في 2024.
لتوضيح مدى ضخامة هذا الإنفاق، فمنذ أن أصبحت لجان العمل السياسي قانونية في عام 2010 بعد حكم “Citizens United”، كانت صناعة الوقود الأحفوري الوحيدة التي أنفقت أكثر من صناعة الكريبتو، بمبلغ تجاوز 176 مليون دولار خلال 14 عام.
تأثير التبرعات على الانتخابات:
من اللافت للنظر أن هذا الإنفاق الكبير بدأ يؤتي ثماره، حيث فاز المرشحون المدعومون من قبل لجان العمل السياسي التابعة لصناعة الكريبتو في 36 من 42 انتخابات تمهيدية شاركت فيها هذه اللجان.
ويبدو أن هذا يعكس استراتيجية محسوبة لدعم المرشحين الذين قد يسهمون في جعل الولايات المتحدة بيئة أكثر تقبلا لتطوير تقنيات البلوكشين والعملات المشفرة.
خلاصة القول:
بشكل عام، يشهد هذا العام تحولات كبيرة في دور العملات المشفرة في السياسة الأمريكية.
أصبحت البيتكوين بشكل خاص تتمتع بشرعية متزايدة كأصل استثماري رئيسي، ما يعكسه إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للبيتكوين والايثيريوم في الولايات المتحدة.
ومع تزايد الإنفاق السياسي والتوجهات الجديدة، من الواضح أن العملات المشفرة ستظل تلعب دور متزايد الأهمية في تشكيل مستقبل السياسة والاقتصاد الأمريكيين.
اقرأ أيضا:
تعافي البيتكوين من انخفاضه إلى مستوى 57 ألف دولار
هيئة الأوراق المالية والبورصات تتحدى خطة FTX لسداد الدائنين بالعملات الرقمية
