يعتبر تداول العملات الرقمية المشفرة سلاح ذو حدين فعند القيام بالأمر بشكل صحيح فإن العملية مربحة جدا وعند القيام بها بشكل خاطئ فإن الخسائر لا يمكن تصورها، وبعضها لا يمكن استرداده أبدا.
لذا هناك بعض العادات الصحية والتجارية الجيدة التي تسمح للمتداول بالخروج سالما غانما من المضاربة وتداول العملات المشفرة.
فتداول العملات المشفرة مثله مثل أي مشروع تجاري آخر به رأس مال، استثمار، ادارة مخاطر، الفوائد…
فإدارة الأموال هي استراتيجية مالية تحدد كيفية استثمار الفرد لأمواله في العملات المشفرة.
للعلم التداول ليس مثل القمار، حيث في عمليات القمار ينصح الخاسر بانفاق المزيد من المال لاستعادة كل ما فقده.
بينما تداول العملات المشفرة العكس صحيح تماما.
إدارة المال تسمح للمتداول بمعرفة مدى امكانياته في الدخول في صفقة ما وحجم العملات المشفرة الممكن شرائه وفي أي وقت بالذات عليه الخروج.
حيث ان إدارة المال تسمح بالخروج من سوق التداول دون ضغوط وبعلم مسبق من خلال تحديد ذلك في وقت سابق.
3 خطوات أساسية لإدارة رأس المال في مجال العملات الرقمية:
1- تحديد كم الخسارة المحتملة:
تحمل الخسارة في سوق العملات المشفرة معناه كم مقدار المال الذي أنت مستعد للتخلي عنه من حسابك دون التأثير على عمليات التداول المستقبلية.
بصفتك متداول فيجب أن تضع ما أنت مستعد لخسارته، وفي حالة وضع الكثير من المال في خطر فيمكن أن يكون ذلك مدمرا ويجعلك في حالة تداولية حرجة.
يوصف تحمل المخاطر في مجال التمويل بأنه درجة التباين في العوائد الاستثمارية والتي يمكن للمستثمر تحمل خسارتها.
هناك عدة عوامل لإدارة المخاطر والتي عندها يتحدد مستوى التحمل منها:
- الأفق الزمني: من الممكن أن تكون الاستثمارات قصيرة المدى أخطر من الاستثمارات طويلة المدى.
- قدرتك على الكسب مستقبلا وكيف ستؤثر عملية تحمل المخاطر على قدرتك المالية المستقبلية.
- وجود أصول داعمة أخرى متنوعة مثل: الممتلكات، المعاش، الميراث، الضمان الاجتماعي، وكلما زادت هذه الأصول زاد مستوى تحمل المخاطر.
يمكن ذكر أيضا ثلاث مستويات لتحمل المخاطر وهي كما يلي:
- تحمل مخاطر عدواني: وهي أقصى درجات المخاطرة ويمكن أن تمارس من طرف الأفراد أو المؤسسات التي لديها موارد وخبرة في الاستثمار في الأسواق المتقلبة ذات المخاطر العالية.
- تحمل مخاطر معتدل: الفئة التي تنتمي لهذا التصنيف يمكن القول أنهم يتعاملون مع مخاطر متوازنة مع مكافاة الاستثمار يستغرقون وقت متوسط ويستثمرون في العملات المشفرة التي لا تنطوي على مخاطر عالية.
- تحمل مخاطر متسامح: يفضل للوافدين الجدد لتداول العملات المشفرة حيث يقدم تقلبات ضئيلة.
2- التزم بالخطة:
في الحقيقة ربما هذه الخطوة تمكن من النجاح ليس فقط على مستوى تداول الكريبتو بل حتى على مستوى نجاح الفرد في حياته ككل.
من الاستراتيجات الهامة والتي تجعل المتداول الملتزم بها يتفادى فومو الجماهير والذعر المرتبط بعمليات التداول الخاطئة.
الالتزام بالخطة يمكن ايضا من التفادي في دخول الدوامة النفسية التي تصاب المتداولين الذين خسروا ويحاولون استعادة ما فقدوه بعمليات تداولية غير منسقة والتي تؤدي في العديد من الأحيان لمزيد من الخسارة.
الالتزام بالخطة يستوجب أولا كتابة خطة محكمة ومدروسة جيدة مكتوبة بأسلوب واضح وبتاريخ حازم حول موعد الخروج حتى في حالة الخسارة والتي لا يجب تغيير نقاط وقف الخسارة على أمل التعافي والتي من الممكن ان تساعد على سوء الأمور أكثر.
وتعتبر آلية الالتزام بالخطة من أصعب الآليات لجميع المتداولين خاصة في اللحظة التي يتحول فيها كل شيء للون الأحمر وانطلاق الذعر حيث يواجه العديد صعوبة في تملك النفس والالتزام بما تم التخطيط له سابقا.
3- تحديد عتبة الألم:
يمكن في يوم من الأيام السيئة في سوق العملات المشفرة أن توجه لك عدد من الضربات الموجعة والمتكررة ترديك أرضا.
هنا ما مقدار تحمل الألم والوقوف من جديد في مواجهة السوق خاصة في حالة الفقدان المتكرر والمستمر.
كل متداول لديه يوم سيء يتلقى فيها جملة من الخسائر في الاستثمارات والتي من شأنها هز الأعصاب.
فمثلا لديك 10 آلاف دولار في بداية اليوم، وقد قمت بتحدد عتبة الألم التي يمكن تحملها والمقدرة عند 10%
في حالة الفقدان وخسارة صفقات سيئة متوالية والتي وصلت بالفعل لـ10% (1000 دولار) يكون هنا الانسحاب افضل بكثير من المواصلة بفقدان تركيز وبنفسية متألمة تحاول استرجاع ما تم فقدانه.
وعليه كلما كان تحديد تحمل المخاطر أقل قلت معه أيضا عتبة الألم والعكس صحيح.
جميع ما تم ذكره يحتاج لانضباط نفسي عال وتحكم في رباطة الجأش والتي تمتلك بمرور الوقت والاعتبار مما سبق.
تطوير استراتيجية لإدارة الأموال في سوق العملات المشفرة أمر بسيط وسهل لكن يحتاج مثلما أخبرنا لإنضباط ليس سهلا على الاطلاق.
اقرأ أيضا:
للمتداول والمضارب: نصائح حول إدارة المخاطر في عالم الكريبتو كرنسي
