مالفرق بين الايثيريوم والايثيريوم كلاسيك (ETH – ETC) ؟
من بين المشاريع الحاضرة وبقوة في عالم الكريبتو نجد الإيثيريوم الذي يحتل المرتبة الثانية بعد البتيكوين مباشرة من ناحية القيمة السوقية الإجمالية.
وهناك مشروع آخر لا يقل أهمية عن الإيثيريوم يحمل تقريبا نفس إسمه مع إضافة كلمة “كلاسيك” وبعملة رقمية مغايرة أيضا تحمل تسمية “ETC”.
الايثيريوم عبارة عن منصة برمجيات عامة مفتوحة المصدر تم إنشاؤها لدعم وظائف العقود الذكية.
تستخدم شبكة الايثيريوم عملة “ETH” لمعالجة المعاملات وتوفير القوة الحاسوبية للمطورين، وتسمح الشبكة أيضا للمطورين ببناء تطبيقات العقود الذكية اللامركزية والمشاريع المختلفة الأخرى فوقها، فعلى سبيل المثال، يعمل كل من “التيثر” و مشروع “Augur” على شبكة الإيثيريوم.
بالنسبة لمن يسأل عن ماهية العقد الذكي فيمكن القول أنه ببساطة اتفاق بين طرفين مكتوب في التعليمات البرمجية، يحدد الشروط التي يجب أن يستوفيها كل طرف لتنفيذ العقد.
بمجرد استيفاء الشروط، تتم معالجة العقد بواسطة البلوكشين ويتم تنفيذه دون الحاجة إلى التحقق من طرف ثالث.
إلى جانب ثبات البلوكشين وتصميمه بشكل مفتوح المصدر، توفر العقود الذكية فرصة للعديد من الشركات لتقليل مصاريفها والإستفادة العملية والتطبيقية من العقود الذكية.
في عام 2019، حددت منصة “فوربس” أكثر من 100 شركة أمريكية كبيرة تستكشف تقنيات البلوكشين، حيث يستخدم العديد منها شبكة الايثيريوم.
“الايثيريوم كلاسيك” هو بلوكشين الايثيريوم الأصلي، حيث كانت عملة ETH و ETC تتستخدمان نفس البلوكشين وذلك قبل تاريخ يوليو 2016، عندها حدثت شوكة صلبة أدت إلى انقسام الايثيريوم إلى ايثيريوم وايثيريوم كلاسيك.
تاريخ موجز لشبكة الايثيريوم:
تم اقتراح الايثيريوم لأول مرة بواسطة “فيتاليك بوترين” في أواخر عام 2013، حيث أخبر بأن البيتكوين بحاجة للغة برمجية مختلفة لأتمتة تنفيذ المهام، وللسماح للمطورين ببناء التطبيقات فوق بلوكشين.
لم تحصل الفكرة على دعم كاف في مجتمع البيتكوين، مما أدى إلى إنشاء الايثيريوم في عام 2014.
تم تمويل جهود التطوير الأولية من خلال حشد ضخم من المستثمرين في يوليو 2014.
حيث جمع المشروع آنذاك أكثر من 25000 بيتكوين مما يجعلها أكبر عملية جمع تمويل بالكريبتو في ذلك الوقت.
بعد البيع الجماعي، حققت الايثيريوم رسملة سوقية تزيد قليلا عن 17 مليون دولار، مقارنة بنحو 22 مليار دولار اليوم.
انقسام المنظمة اللامركزية المستقلة (DAO) و انبثاق عملة ETC:
كان من المفترض أن يكون DAO منصة تمويل لامركزية.
بحيث يمول المجتمع تطوير تطبيقات البلوكشين ويحصل على حصة من الأرباح إذا نجح التطبيق.
تم بناء المجتمع على بلوكشين الايثيريوم وتشغيله على أساس مجموعة من العقود الذكية.
حيث كان الأمر بمثابة شركة رأس مال استثماري ولم تكن هناك إدارة لتحديد المشاريع التي يتم تمويلها.
سمح DAO لأصحاب الرموز الرمزية باتخاذ قرارات الاستثمار، وتوزيع الأموال على المشاريع التي تلقت أكثر من 20 في المائة من دعم المجتمع.
تم إطلاق المنظمة في أبريل 2016 وتم تمويله من خلال واحدة من أكبر حملات التمويل الجماعي، وجمع ما يقرب من 150 مليون دولار من الإيثيريوم، حيث وفي ذروة منظمة DAO استطاعت أن تحصل على نسبة 14% من جميع الايثيريوم المتداول.
كان هناك العديد من العيوب الأمنية في كود DAO والتي تمت الإشارة إليها مرارا وتكرارا في مايو ويونيو من عام 2016.
كان على داعمي المشروع شراء رموز DAO مع الايثيريوم.
لتمكين المستثمرين من سحب دعمهم من مشروع لم يرغبوا في دعمه، تم إنشاء وظيفة تسممى “وظيفة التقسيم”.
سمحت هذه الوظيفة للمستثمر بالخروج من DAO من خلال تلقي استثماراته مرة أخرى على شكل ETH.
بمجرد بدء وظيفة التقسيم، يستلم المستثمر الأثيريوم وتقوم الشبكة بتحديث نفسها.
هذا ويتعين على المستثمر بعد ذلك الاحتفاظ بـ الايثيريوم لمدة 28 يوما دون أن يتمكن من استخدامه.
تم استغلال وظيفة التقسيم، جنبا إلى جنب مع نقاط الضعف الأخرى، في 17 يونيو 2016.
قام القراصنة بسرقة 11.5 مليون من الايثيريوم، بقيمة حوالي 50 مليون دولار في ذلك الوقت، من خلال تشغيل وظيفة التقسيم بشكل متكرر.
لتواصل الشبكة استرداد الايثيريوم مقابل نفس رموز DAO دون تسجيل المعاملة على البلوكشين.
ومع ذلك، كان الايثيريوم المسروق لا يزال خاضعا لمدة 28 يوم.
نظرا لأن ETH كان قابلا للاسترداد من الناحية الفنية، يمكن لمجتمع الايثيريوم إما إنشاء شوكة لعكس المعاملات غير المشروعة أو عدم القيام بأي شيء.
قسم هذا الجدل المجتمع على أسس أيديولوجية.
كانت الحجة الرئيسية تتمثل في عدم القيام بأي شيء وأن البلوكشين من المفترض أن يكون ثابت وخالي من التلاعب من قبل أي فرد أو مجموعة.
حيث كان يُنظر للأمر كخطر أخلاقي يهدد الصناعة مستقبلا.
ليتم التصويت بعدها في 15 يوليو 2016، حيث صوت 87 في المائة من المجتمع لصالح الشوكة الصلبة.
ومع ذلك، من بين أكثر من 82 مليون رمز من رموز الايثيريوم الموجودة، شارك 5.5 بالمائة فقط منها في عملية التصويت.
التصويت الذي أسفر عن شوكة صلبة تسبب في ظهور شبكتين الأولى بقيت على حالها “الايثيريوم كلاسيك” والجديدة جاءت لعكس اختراق DAO وهي “الايثيريوم”.
وبحكم أن التحديث عبارة عن شوكة صلبة، وليس شوكة ناعمة، فإن أي تحديثات مستقبلية لبلوكشين الايثيريوم لن تكون متوافقة مع “الايثيريوم كلاسيك”.
ما هي الاختلافات الرئيسية بين الايثيريوم والايثيريوم كلاسيك ؟
في البداية، كان الاختيار بين الايثيريوم والايثيريوم كلاسيك إلى حد كبير نقاش أيديولوجي.
بينما وعلى المستوى الوظيفي، فإن المشروعين متشابهان للغاية، حيث أن كلاهما يوفر برامج حاسوبية لدعم العقود الذكية وبناء التطبيقات اللامركزية على الشبكة.
ومع ذلك، هناك العديد من الاختلافات بين الايثيريوم و الايثيريوم كلاسيك التي ظهرت بعد الشوكة الصلبة، وأبرزها نوعية التقنية المستخدمة.
حيث تتمتع شبكة الايثيريوم بدعم قوي للأعمال من خلال منظمة “Enterprise Ethereum Alliance” ويضم هذا التحالف أكثر من 200 عضو، بما فيهم:
Accenture و Citigroup Citibank و JP Morgan و FedEx و Intel و Microsoft و VMWare وغيرها.
يواصل “فيتاليك بوترين” و “Vlad Zamfir” مشاركتهما المكثفة في المشروع.
من المفترض أن يؤدي الانتقال القادم إلى آلية اثبات الحصة PoS إلى تحسين قابلية الشبكة وجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة.
هناك طرق أخرى محتملة لتوسيع نطاق الشبكة، مثل الاستقصاء وإثباتات المعرفة الصفرية التي يتم استكشافها.
الايثيريوم والايثيريوم كلاسيك: أين يقف كلا المشروعين اليوم؟
بمقارنة سعر العملة وقيمتها السوقية الإجمالية نجد أن المشروع الأم الايثيريوم يقف في مرتبة بعيدة عن الايثيريوم كلاسيك، هذه الأخيرة تحتل المرتبة 19 من حيث القيمة السوقية الإجمالية بحوالي 825 مليون دولار مقارنة بـ 24.3 مليار دولار للايثيريوم ما يعني تقريبا أكثر من 30 ضعف.
ويتخلف مشروع الايثيريوم كلاسيك على مشاريع تدعم العقود الذكية مثل EOS و ADA.
من جهة أخرى شهدت شبكة الايثيريوم نموا كبيرا في التطبيقات اللامركزية المبنية عليها.
تظهر أحدث البيانات من dapp.com أن أكثر من 1900 تطبيق قيد التشغيل على الايثيريوم من إجمالي 3479 تطبيق.
تهيمن الايثيريوم أيضا على حجم المعاملات اليومية.
في الوقت نفسه، يسرد موقع dapp.com ثمانية تطبيقات فقط مبنية على الايثيريوم كلاسيك.
حجم إجمالي المعاملات أيضا يشير إلى فرق كبير بين الايثيريوم والايثيريوم كلاسيك حيث نجد عند مقارنتهما معها ما يلي:
- الايثيريوم عالج ما بين 400 ألف إلى مليون معاملة فيي اليوم بمتوسط حوالي 600 ألف معاملة.
- الايثيريوم كلاسيك عالج حوالي 40 ألف معاملة في اليوم.
معدل تجزئة الايثيريوم أيضا أكثر بنحو 20 مرة من نظيره الايثيريوم كلاسيك.
بشكل عام وفي الختام فإن الايثيريوم أقوى وأكبر من الايثيريوم كلاسيك ويمكن اعتبار أن هذا الأخير إبن للإيثيريوم.
اقرأ أيضا:
مؤسس الايثيريوم يكشف عن الخطأ الذي لا يريد تكراره مع ترقية الايثيريوم 2.0
هاكر يسرق ما قيمته 1200 دولار من الايثيريوم في أقل من 100 ثانية