تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

قصة من قصص الاحتيال في عالم العملات الرقمية: مشروع Sparkster

قصص الاحتيال في عالم العملات الرقمية كثيرة ومتنوعة الأحداث والسيناريوهات.

حيث أن هناك تشابه كبير بين المشاريع المعروضة في عالم الكريبتو والتي أغلبها يعد بإحداث ثورة مدوية في عالم البلوكشين والعالم الواقعي الذي نعيشه.

والإختلاف فيما بين المشاريع الحقيقية والمزيفة خيط رفيع يدركه المستخدمين القدامى في المجال أو المستخدمين الجدد الحذرين الذين يسألون كثيرا ويظهرون مزعجين للبعض بكثرة شكهم وتساؤلاتهم حول كل كبيرة وصغيرة حول المشروع الذين يودون الإقبال عليه والاستثمار فيه.

من بين المشاريع الاحتيالية التي تسببت في خسارة العديد من المستثمرين من بينهم مستثمرين عرب مشروع Sparkster.

والذي وددنا نقل بعض التفاصيل حوله ومعرفة قصته من خلال هذا الموضوع.

ماهو مشروع Sparkster؟

كان من المتوقع أن يكون مشروع “سباركستر” على حد تعبير الرئيس التنفيذي “سجاد دايا” مشروع “يغير الحياة التي نعيشها”.

حيث يعد هذا المشروع بتقديم منصة سحابية لامركزية يمكنها إجراء 10 مليون معاملة في الثانية الواحدة.

بالإضافة إلى إمكانية بناء البرامج عليها بدون أي خلفية برمجية ما عدا اللغة الأنجليزية البسيطة.

عُين “إيان بالينا” كمروج لـ ICO المشروع ليتمكن المشروع بعدها من جمع 30 مليون دولار في يونيو 2018.

الأمور لحد الأن الأمور جيدة ومبشرة.

لكن بعدها بوقت قصير بدأت عجلة المشروع بالتراجع بدلا من التقدم مع ظهور إتهامات بإهدار أموال ICO وسوء إدارة المشروع.

مع تأخيرات هائلة ووعود متقطعة تم إطلاق الرمز المميز أخيرا على منصة “أيدكس” اللامركزية في يونيو من هذا العام، لتنهار على الفور بنسبة 99٪.

ما يعني ضربة قاسمة لجميع المستثمرين الذين أنتظروا عام كامل.

بعدها بخمسة أشهر من الإطلاق الكارثي والبداية المأساوية للمشروع ظهرت اتهامات جديدة تفيد بعدم دفع الرواتب وإسكات المتظاهرين وتخلي المدير التنفيذي للمشروع عن المشروع.

من بين أكبر المتضررين مستثمر يحمل اسم “Refresco” وهو مسؤول سابق في مجموعة التيليجرام الرسمية للمشروع.

وكان من بين الأوائل الذين أهتموا بمشروع  “Sparkster” عندما روّج لها “إيان بالينا”.

يقول:

لقد أصبحت مهتما جدا بالفكرة والشركة والمشروع بعد فترة وجيزة ألتقيت “سجاد” الرئيس التنفيذي و “شابير” المدير الفني، والمدير التنفيذي للتسويق في مدينة “ميتوب” في “أمستردام” ضمن حدث للبلوكشين.

لقد تمت دعوتي للمجيء ورؤيتهم في جناح “Sparkster” في اليوم التالي.

أحب “Refresco” ما رآه وما سمعه، وظل على اتصال مع مسؤول التسويق بعد الحدث.

ليتم بعدها بفترة تعيينه مشرفا على مجموعة المشروع على التيليجرام.

وكان كل هذا في المراحل الأولى من ICO الخاص بالمشروع، حيث كان كل شيء مثير.

بداية تلاشي بريق المشروع

بعد الأيام الأولى للمشروع، يقول “Refresco” أن التشققات بدأت تظهر في مشروع “Sparkster” بمجرد أن تلاشى الضجيج وانتهت عملية الاكتتاب “ICO”.

جمع “Sparkster” مبلغ 30 مليون دولار بعملة الايثيريوم في العملية التي تم إجرائها في شهر يوليو 2018، في وقت كان في سعر عملة الايثيريوم تقدر بنحو 450 دولار، ولكن “سجاد” فشل في التصرف بالنقود.

مع استمرار هبوط أسعار السوق، كان “سجاد” مهملا للمشروع ودعم الشركة كما يقول “Refresco” حيث أن الأموال التي تم الحصول عليها من المستثمرين على شكل عملات الايثيريوم “ETH” كان ينتظر المدير التنفيذي لمشروع “Sparkster” أن تنتعش إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

في النهاية باع البعض منها عندما كان سعر عملة الايثيريوم ETH يتراوح بين 80 و 100 دولار، على الرغم من أن الكثير منه لا يزال في حسابات شركة “Sparkster”.

كان هذا فشل ذريع في حماية أموال المستثمرين ومثال عن افتقاره لفطنة العمل، حيث أشار “Refresco” إلى أن “سجاد” جلب الارتباك إلى فريق العمل مع ادعاءات مثل تصريحه السخيف الذي يقول فيه أن رمز المشروع يمكن أن يتضاعف 300x.

وفقا لذات المصدر فإن “سجاد” ظهر عاجزا وليس لديه علم عن كيفية إدارة المشروع والذين ساعدوا على استمرار المشروع هم المشرفين الذين لديهم خبرة أفضل من المدير.

ومن بين الإجراءات الفاشلة التي اتبعها “سجاد” اعتماده على موظفي شركاته الأخرى لإدارة عمل “Sparkster” بدل من تعيين أفراد متخصصون.

ما تسبب في ظهور العديد من علامات الاستفهام ولكنه احتفظ بالأمل في أن يتعامل الفريق مع منصة كبيرة وأنه يمكنه بيع الرموز المميزة والمضي قدما.

طالع أيضا: 10 نصائح لحماية نفسك في عالم العملات الرقمية في عام 2019

تخلي منصة ايدكس عن المشروع

كان النصف الأول من عام 2019 وفقا لـ “Refresco”  أسوأ وقت يمر به المشروع.

فمع مرور الشهور التي تلت طرح عملية الاكتتاب ICO، واصل “سجاد” مقاومة الطلبات لتوزيع الرموز التي دفع نظيرها المستثمرون أموالهم، وكانت ظروف السوق غير المؤكدة والثأر العائلي أحد أهم أسباب تأخير إطلاق توزيع الرموز.

ليغيب بعدها المدير التنفيذي ويحل محله السيد “شابير كيرماني” المدير الفني المسؤولية المؤقتة، ليزيد الأمور سوء وانتقل المشروع من أزمة لأخرى.

تجدر الإشارة إلى أنه لم يتحسن أي شيء بعد عودة “سجاد” حتى مع قيام الرئيس التنفيذي بتكوين مجموعته الخاصة، والقيام بإغلاق جميع الاتصالات داخل القناة الرسمية لأسابيع.

حيث استمر في الحديث مع المؤيدين له وتجاهل الجمهور.

لتقوم المجموعة الخاصة من مقربيه بانتقاده لنقص الخبرة التجارية داخل الشركة بشكل واضح.

وكان “سجاد” يعد بأنه يجري محادثات مع أكبر المنصات التداولية لطرح الرمز عليها منها منصة KuCoin والتي أنسحبت بعد أن عرفت أن رمز مشروع Sparkster ليس لديه حد إجمالي محدد ويمكن إصدار عدد لا نهائي من العملة.

الأمر الذي تسبب في مزيد من القلق بينه وبين المشرفين الآخرين، والذين اضطروا إلى تهدئة المستثمرين الغاضبين طوال الوقت.

يقول “Refresco”:

أتذكر أن “سجاد” شكرنا على قيامه بمثل هذا العمل الرائع في التعامل مع المجتمع، على الرغم من أننا انتهى بنا المطاف بالخسارة مثل أي شخص آخر، باستثناءه.

علمنا جميعا أن السعر سيتراجع المشرفون، الفريق، الجميع.

المحادثات مع المستثمرين وحتى المسؤولين تقلصت أكثر، تاركة الجميع جاهلين بما يجري وراء الكواليس.

في نهاية المطاف، بعد سنة من الانتظار ، أعلن “سجاد” أن الرموز ستكون مقفلة في منصة “آيدكس”.

هذه الأخبار جعلت الروح المعنوية تنخفض أكثر، حيث كانت على بعد أميال من منصة التداول الكبرى التي وعدوا بها.

صرح “Refresco” بالقول بأنه ولغاية اللحظة لم يتم الدفع له مقابل ترويجه لقناة كلف بالتسويق لها ماعدا أجر لمدة شهر واحد وحسب “Refresco” فإنه تم الدفع له من من إحدى شركات “سجاد” الأخرى وليس من “Sparkster”.

تم إطلاق الرمز المميز على “IDEX” وتصدر عناوين الصحف، لكن بشكل سلبي أي عندما تحطمت على الفور وسقطت بنسبة 99٪ في وقت واحد، تاركة استثمارات الجميع في حالة يرثى لها.

نظرا لهبوط سعر الرمز المميز والتوتر، بدأ “سجاد” والفريق في إزالة أولئك الذين اشتكوا بصوت عال من مجموعة الدردشة، والتي تم إغلاقها تماما أمام التعليقات.

كان من الواضح للجميع في تلك المرحلة أن الوضع كان نهائيا و أن المشروع أصبح رسميا عملية احتيال.

مقاومة ورد المستثمرين

في سبتمبر، بعد أسابيع من محاولة التفاوض مع “سجاد”، حيث شكل “Refresco” مجموعة “Sparkster REAL Action”، بهدف محاولة الحصول على نوع من المكافأة أو على الأقل نوع من الإجراءات ضد “سجاد” والتي تهدف لتحقيق العدالة، والتي تضمنت مدراء آخرين، ومستثمرين.

الأمل النهائي هو أن تنظر الحكومة أو الهيئات التنظيمية في القضية وتعلن المشروع كإحتيال وتتخذ إجراءات ضده.

حاليا تضم المجموعة أكثر من 350 عضو، مع إعداد مقترحات مختلفة بشأن أفضل طريق لإنصافهم، بما في ذلك الدفع من جيبهم لاتخاذ إجراءات قانونية.

على عكس المجموعات الأخرى التي تم خداعها والتي تقبل ببساطة مصيرها، تعهدت “Sparkster REAL Action” بالتنظيم واستخدام جميع الاتصالات والتأثير لرفع مستوى الوعي بما حدث.

النظر في شخصية مدير المشروع الاحتيالي

استند العديد من أفراد المجموعة على البحث بطريقتهم الخاصة والنبش في حياة “سجاد” الخاصة ليبحثوا عن أي طريقة وأمل يمكنهم من استرجاع أموالهم.

حيث بحثوا في الشركات التي يديرها “سجاد دايا” وتواصلوا مع بعض من موظفيه وبعض من الشركات التي تعامل معها.

حاول “Refresco” التواصل باستمرار مع “سجاد” لكنه لم يرد على جميع الرسائل منذ 22 أغسطس.

بمعنى أن “سجاد” اختفى تماما وبقيت شركاته تعمل بشكل عادي والتي تتموقع في أماكن مختلفة: لندن، فلوريدا، بنغالور الهندية…

صرح “Refresco” بالقول:

أعتقد أنه يخدعنا على افتراض أننا لا نفعل أي شيء، لكنه مخطئ تماما بشأن ذلك.

 في الأخير

هناك العديد من القصص المشابهة لـ مشروع “Sparkster” ومديرها الاحتيالي في جميع أنحاء العالم، لكن مشروع  “Sparkster” كان من الممكن أن يكون ناجحا لولا الإدارة السيئة التي مني بها المشروع.

 اقرأ أيضا:

القبض على أحد الشخصيات المشهورة في دبي بتهمة الاحتيال في عالم العملات الرقمية

أسوء 5 إختراقات هزّت عالم العملات الرقمية المشفرة

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق