شركات التكنولوجيا المالية والبيتكوين يحلقون عاليا وأسهم البنوك تتدهور … هل هي بداية العصر الرقمي ؟
عام 2020 حتى الآن عام مميز مليئ بالتحديات.
بدأت السنة الجارية 2020 بحرائق الغابات في أستراليا وفيروس كورونا العالمي الذي مازال يرافقنا لغاية اللحظة مؤثرا على سير الحياة اليومية المعتادة، وعلى الإقتصاد العالمي خاصة مع بداية الأزمة.
إذ أن الآثار واضحة في مختلف قطاعات الصناعة المالية.
بينما شعرت بعض الشركات بعواقب سلبية خلال هذه الأوقات المضطربة، ازدهر البعض الآخر منها وحلق عاليا.
مؤخرا نشر السيد “جون الريشمان” مذيع في “BNN بلومبيرغ” مقارنات بين أداء شركات الاقتصاد الرقمي وبين البنوك المالية التقليدية.
تظهر المقارنة ومن خلال الصورة الموضحة أدناه أن شركات التكنولوجيا المالية المبتكرة مثل “سكوير” و “بايبال” قد تفوقت بشكل كبير على المؤسسات والشركات القديمة والتي يمثل أغلبها القطاع المصرفي.
شهدت البيتكوين أيضا ارتفاعا ملحوظا في الأسعار منذ بداية العام، بينما تفوقت الايثيريوم عليهم جميعا بزيادة كبيرة وصلت لثلاثة الأرقام.
البنوك والمؤسسات المالية التقليدية تعاني في 2020:
كانت أسهم بعض أكبر البنوك في العالم في حالة نشاط منذ الأزمة المالية السابقة التي حدثت قبل أكثر من عقد.
حيث زادت وأرتفعت أسهم بنك أمريكا حوالي عشرة أضعاف منذ عام 2009 إلى أعلى مستوياتها في فبراير 2020 عند حوالي 35 دولار.
في نفس الفترة، ارتفعت أسهم شركة “Citigroup” وقفزت من 15 دولار إلى 80 دولار، وارتفعت أسهم بنك “JP Morgan Chase” من 20 دولار إلى 140 دولار، وارتفعت أسهم بنك “ويلز فارغو” من 11 دولار إلى أكثر من 50 دولار خلال نفس الفترة (2009 – 2019).
إلا أنه وبحلول سنة 2020 وانتشار فيروس كورونا واجتياحها للعالم أثر بشكل واضح على الأسهم سابقة الذكر.
حيث أنخفضت أغلب أسهم الشركات المالية التقليدية بنحو تقريبا 50% في شهر مارس.
حاليا وعلى الرغم من أن الأسهم المذكورة قد انتعشت من قيعان مارس، إلا أن الرسم البياني أعلاه يوضح أن أداؤهم العام حتى التاريخ الحالي لا يزال في المنطقة الحمراء.
انخفض سهم “JPM” بنسبة 30٪ ، و”بنك أمريكا” بنسبة 33٪، و”سيتي جروب” بنسبة 46٪، وكان “ويلز فارغو” هو الأسوأ بنسبة 58٪ منذ بداية العام وحتى تاريخ اليوم.
فقدت شركات الخدمات المالية الأخرى، مثل “ويسترن يونيون” ما نسبته 17٪ و شركة “أمريكا اكسبريس” ما نسبته 19٪.
من الجدير بالذكر أن “وارن بافيت” أحد أكبر المستثمرين في المدارس القديمة وأكبر الداعمين للقطاع المصرفي، باع أغلبية أسهمه المصرفية هذا العام.
الشركات المالية الحديثة في المنطقة الخضراء:
على الرغم من وصول الأزمة إلى جميع الشركات على الصورة البيانية الموضحة أعلاه.
إلا أن بعضها لم يتعافى فحسب، بل زاد في الواقع في الأشهر التالية.
انخفضت أسهم “ماستر كارد” من 345 دولار إلى 203 دولار، في حين بدأ الانخفاض الهبوطي لشركة “فيزا” من 213 دولار وانتهى عند 135 دولار.
ومع ذلك، فإن أسهم الشركتين في المنطقة الخضراء بشكل طفيف على أساس سنوي.
حققت شركتان في مجال الخدمات المالية نتائج إيجابية هذا العام لكونهما يركزان على خدمات الأنترنت وهما كل من شركة “بايبال” و “سكوير”.
بدأت أسهم “بايبال” (PYPL) في عام 2020 عند 110 دولارات وزادت بنسبة 94٪ منذ ذلك الحين، على الرغم من الركود والهبوط في منتصف مارس إلى 85 دولار.
بينما حققت شركة “سكوير” التي أسسها مؤسس تويتر “جاك دورسي” ارتفاع بنسبة مكونة من ثلاثة أرقام حيث وصل الإرتفاع والنمو لنسبة 178% منذ يناير 2020.
من المثير للاهتمام أن الشركتين قد شرعتا في أنشطة متعلقة بالعملات المشفرة في الأشهر الأخيرة.
اشترت “سكوير” ما قيمته 50 مليون دولار من البيتكوين، بينما أعلنت شركة بايبال أنها ستمكن عملائها في الولايات المتحدة من شراء وبيع وتخزين العديد من العملات الرقمية المشفرة.
ماذا عن البيتكوين والإيثريوم ؟
لم يتم إعفاء سوق العملات المشفرة من جنون منتصف مارس.
حيث أنخفضت العملات الرقمية البديلة بما فيها عملة البيتكوين بنسب كبيرة حيث وصل البيتكوين إلى سعر 3700 دولار على بعض منصات التداول بينما انخفض الايثيريوم إلى سعر 100 دولار.
وتعادل تلك الإنخفاضات من حيث النسبة حوالي 50٪ من الخسائر.
إلا أن هذه العملات الرقمية لم ترضخ للهبوط بل ارتفعت وكانت أكثر إيجابية حيث أصبح ينظر إليها من طرف العديد من المستثمرين بأنها ملاذ آمن.
كما شهدت هذه العملات الرقمية المشفرة المزيد من إقبال المؤسسات إليها ما جعلها تصل لمستويات قياسية جديدة في سنة 2020.
من ناحية أخرى، تم استخدام الايثيريوم على نطاق واسع هذا العام في اتجاه التمويل اللامركزي الجديد والمستمر.
حيث يعمل بلوكشين الايثيريوم باعتباره التكنولوجيا الأساسية وراء معظم مشاريع التمويل اللامركزي DeFi.
نتيجة لذلك، أصبحت ثاني أكبر عملة مشفرة هي الأصل الأفضل أداء من الأصول المذكورة أعلاه، بزيادة تفوق نسبة 200٪.
ماذا يمكن أن يعني كل هذا؟
لا شك أن العالم يمر بتغييرات مدفوعة بشكل أساسي بواقع فيروس كورونا وضرورة دفع التباعد الاجتماعي والتشجيع على استخدام الأنترنت والمنتجات الرقمية.
وعليه من الممكن أن يتحول الناس بشكل جماعي نحو الأموال الرقمية في النهاية واعتبارها كأصول جديدة والتعامل بها بشكل يومي.
على هذا النحو، فإن تراجع المؤسسات المالية التقليدية مثل البنوك، وظهور التقنيات المبتكرة، بما في ذلك العملات المشفرة، يمكن أن يكون مجرد بداية للانتقال الجماعي إلى عالم الرقمنة القائم على الأنترنت.
اقرأ أيضا:
ثلاث استخدامات عملية لتقنية البلوكشين في سوق العقارات
عملة البيتكوين على وشك تسجيل ثاني أعلى إغلاق شهري لها منذ إنشائها