دروس و عبر من تنافس منصات تداول العملات الرقمية فيما بينها
أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا …
لكن ماذا عن أن تبدأ أنت السباق وتخطو الخطوات الأولى في المجال، مما لا شك فيه سيخلد الإسم مثل ما حدث في العديد من المرات السابقة من تخليد اسم “ارمسترونغ” كأول إنسان يخطو على القمر أو “كارل بنز” وصناعة أول سيارة …
فحتما الذاكرة الجماعية العامة تبقي على الأسماء الأولى وتخلد إسمها، ومجال العملات الرقمية المشفرة ليس استثناء.
حيث يُتوقع أن تكون الكيانات مثل منصات تداول العملات الرقمية هي المحرك الأول لسوق تداول العملات الرقمية وشكلت ملامحه سابقا ليبدو فيما هو عليه اليوم.
عرض “جيسي باول” من منصة Kraken وجهة نظره من خلال بودكاست حديث حول دور منصات التداول الأولى وتأثيرها على عملية تداول العملات الرقمية مدعيا أن منصات تداول العملات الرقمية التي تعد أول من يدرج عملات رقمية جديدة سوف تتمتع بميزة كبيرة مستقبلا.
ولكن هل حقا إدراج العملات الرقمية المشفرة الجديدة هو كل ما يحتاجه المستخدم ؟
الجواب: نعم ولكن ليس ذلك كل شيء.
عند إدراج منصة تداول لعملة رقمية ما بشكل جديد (أول عملية إدراج لهذه العملة) فإن ذلك يجعل المنصة في سبق وتميز لكن للعملية أيضا عيوب ومخاطر.
مثال على ذلك منصة التبادل X أطلقت زوج تداول عملات رقمية في سوق لم يكتشفه حتى الآن مجتمع الكريبتو الأكبر.
في هذا المثال المنصة X لها السبق في فعل ذلك، وهي أول من يفعل ذلك، فهي غير مستعدة نسبيا لأي حواجز قد تنشأ في طريقها وقد تكتشفها لأول مرة.
نسبيا وبالمقارنة مع منصات التداول الأخرى غير المنصة X التي تريد أن تحذو حذوها أكيد ستتاح لها الفرصة للتعلم من الأخطاء التي ارتكبتها المنصة الرائدة X والاستفادة من ذلك.
هناك عيوب أخرى أيضا، تتمثل في التكاليف الإضافية والنفقات العامة المتعلقة بالأسواق غير المستكشفة.
نبقى في ذات موضوع منصات تداول العملات الرقمية الجديدة ونعود بالتاريخ لسنة 2018 وقت ذروة ICO حيث ظهرت الآلاف من العملات الرقمية المشفرة الجديدة، كانت منصات التداول تدرج الكثير من العملات باستخدام معايير لم تكن واضحة أو منظمة كما هي اليوم.
صرح “مارك كينيجسبيرج” من “CoinJanitor” بالقول:
حقيقة إن الكثير من العملات الرقمية كانت تجني المال ما أدى في الواقع إلى تراخي منصات التداول بشأن متطلبات الإدراج.
أعتقد أنها دائرة صعدت نفسها وأوجدت كرة الثلج هذه.
بالنظر للوقت الحالي فإن العديد من العملات الرقمية التي كانت في وقت ما مزدهرة وأدرجتها العديد من منصات التداول لم يصبح لها ذكر وأصبحت في عداد الموتى بدون قيمة، حيث اختفى العديد منها بالسرعة التي ظهر بها.
وعليه فإن منصات التداول المتنافسة والتي تسعى لضم وإدراج العملات التي تظهر بسرعة في محاولة ربح السبق والمبادرة قد تتعرض فيما بعد لإهتزاز الثقة خاصة إذا تبين أن العملة المدرجة عملة احتيالية والمنصة قامت بإدراجها دون التحقق الجيد منها ومن موثوقيتها ما يتسبب في خسارة المستخدمون الذين بدورهم سيتحولون إلى منزعجين من منصة التداول التي وفرت لهم هذه العملة المشبوهة ويتوجهون بأنظارهم للمنصات البديلة الأخرى.
الدروس والعبر:
إن تاريخ سوق العملات الرقمية مليء بالأمثلة سابقة الذكر والتي تنافست منصات التداول لتكون أولى المنصات المبادرة لعمليات الإدراج الجديدة منها Bitcoinmarket.com و Mt. Gox، وهما من أولى منصات تداول البيتكوين في العالم.
في حين أن الأولى سقطت في عمليات تداول احتيالية، استسلمت الأخيرة إلى عملية اختراق كبيرة، وكان كلاهما يشترك في الافتقار إلى البصيرة وسوء التقدير الذي اكتسبوه فيما بعد عندما ظهرت منصات تداول جديدة تنافسهم في ذات السوق.
تعتبر حالة منصة Coinbase مثالا مثيرا للاهتمام أيضا.
حيث بدأت المنصة كمحفظة بيتكوين في عام 2012، كان مؤسسوها قلقين من فوات الأوان على إطلاق أول منصة تداول للعملات الرقمية.
لكن حاليا وفي سنة 2020 يبدو أن Coinbase فهمت الغاية والدور الذي يتوجب عليها فعله دون الحاجة إلى أن تكون الأولى في المجال ويمكن قول نفس الشيء على منصة بينانس التي تعد واحدة من أكبر منصات تداول العملات الرقمية المشفرة في العالم.
أخبر “جيسي باول” في بيان آخر له عندما سئل عن مستقبل منصات تداول العملات الرقمية، فأجاب:
أعتقد أننا سترى بشكل أساسي كل منصة تتقارب في مجموعة من الميزات المشابهة جدا.
أكيد ستتحول المنافسة إلى التنفيذ والواجهة، وربما حتى مجرد التسويق والعلامة التجارية.
وعليه وفي الختام يمكن القول أن العبرة ليست بمن يطلق منصة أولا أو من يدرج عملة رقمية ما بسرعة بل العبرة في تلبية حاجة المستخدم لما يبحث عنه والتفاعل مع رغباته ومتطلباته.
اقرأ أيضا:
نصائح يجب قراءتها لتحسين تداول البيتكوين والعملات الرقمية في 2020
حجم تداول العملات الرقمية وعدد زوار منصات التداول أسوأ مما تبدو عليه