تعرف على العملات المشفرة ومستقبل التداول الإلكتروني
الفكرة الأساسية للتداول الإلكتروني عبر العملات المشفرة والعمل الإلكتروني بشكل عام تعتبر نتاج لتطور أنظمة الاتصالات حيث ظهر التداول الإلكتروني على الساحة لأول مرة في تسعينات القرن الماضي بعد توسع استخدام الإنترنت بشكل كبير.
النمو الملحوظ في تداول العملات الإلكترونية ساهم بشكل كبير في تكوين الحاجة إلى نوعية أخرى مختلفة من المال، ربما عملات افتراضية، والتي يمكن استخدامها كوسيلة دفع. أول عملة افتراضية ظهرت على الساحة كانت البيتكوين وقد نالت ثقة الكثير من المستخدمين الذين مهدوا الطريق لبقاء هذه العملة وتأمين تواجد حيوي لها في العالم الافتراضي وعالم التداولات الرقمية.
مزايا العملات المشفرة
1- وسيلة دفع آمنة
مع تزايد القلق من عمليات الاحتيال الإلكتروني والاحتيال في تداول البطاق
ات الائتمانية، بدأ الكثير من البائعين على المواقع الإلكترونية يصرفون النظر عن الفرص التجارية التي تأتيهم من الإنترنت. هذه الأنواع من الاح
تيال شائعة على الإنترنت خلال المعاملات الدولية مما دفع العلامات التجارية إلى رفض قبول المدفوعات الدولية.
مع ظهور عملة رقمية جديدة مثل البيتكوين، لا يمكن أن يتم التراجع أو إيقاف العملية بعد بدئها. بهذه الطريقة، تكاد تنعدم خطورة الاحتيال مما شجع التجار على قبول المعاملات الدولية بكل طمأنينة.
2- مباشرة بدون وسيط
النوعية الجديدة من الدفع مبنية على مبدأ غاية الأهمية وهو عد
م وجود مؤسسة مركزية تتحكم في بيانات المتداولين على الإنترنت مما يمنح البائعون الاستقلالية التامة والحرية في عرض ما يريدون للبيع. لكن على الجانب الآخر، يكاد يستحيل منع متجر خبيث من البيع أو خدمات تعتبر غير قانونية.
3- مصدر للابتكار
لا يوجد أدنى شك أن العملات الرقمية لها مخاطرها وأخطائها أيضا، كما أنها محدودة ويمكن سرقتها. على الرغم من ذلك، فكرة العملة في حد ذاتها ملهمة جدا ومشجعة للابتكار خصوصا لرواد وأصحاب المشاريع. ينظر إلى العملات المشفرة كمصدر ومجال مفتوح يتيح البرمجة. يعني ذلك أنه يمكن تطوير النموذج من قبل أي شخص أو جهة للاستعمالات والخدمات والمنتجات المستقبلية.
4- أموال مبرمجة
تتيح العملات الرقمية المشفر
ة خيارات جديدة لم تكن متاحة من قبل عند استخدام العملات القديمة أو التقليدية. يمكن استخدامها في ضمان ملكية الأراضي بشكل تلقائي والأجهزة الذكية وعقود شراء المنتجات بمختلف أنواعها. الخيارات تبدو غير محدودة مع الكثير من الاستخدامات التي يمكن أن تغير العالم طالما حلم بها مستخدمو الإنترنت. على الرغم من ذلك، من الجدير بالذكر أن مجال العمل والتطوير هذا مازال تحت الاختبار.
5- توافر كبير
العالم الآن به حوالي 2.2 مليار فرد لديهم اتصال بالإنترنت من خلال الهاتف الذكي أو الكمبيوتر وليس لديهم اتصال لأي من وسائل الدفع الإلكترونية. هؤلاء الأفراد هم هدف مثالي لسوق العملات المشفرة. في كينيا على سبيل المثال، أعلن نظام التحويلات المالية عبر الهاتف والتمويل المصغر مما سيعطي واحد من كل ثلاثة كينيين محفظة عملات بيتكوين نش
طة.
6- نظام معترف به عالميًا
العملات المشفرة لا تنحصر بمعدل تحويل محدد أو مصاريف تحويل أو فوائد أو أي من المصاريف الأخرى المعمول بها في دول العالم. لذلك يمكن استخدامها عالميا بدون أي مشكلة. يوفر ذلك بطبيعة الحال لأصحاب الأعمال الكثير من الوقت والمال والمجهود الضائع في عملية تحويل الأموال من دولة لأخرى. تعمل العملات المشفرة على مستوى دولي مما يجعل أي عملية تحويل أمر غاية في السهولة.
بالنظر إلى هذه المزايا المذكورة، يمكن لعدد كبير من التجار المشهورين استخدام البيتكوين وعملات رقمية أخرى في إتمام المشتريات والدفع إلكترونيا. ومن المتوقع أن يتوسع مستوى الاستخدام في المستقبل القريب. مع تزايد شهرة وشعبية هذه الوسائل، ستصبح المعاملات على الإنترنت أكثر سهولة وسرعة وراحة كما ستصبح أقل تكلفة وفوق كل ذلك، آمنة بشكل أكبر. لا يعني ذلك أن عالم العملات الرقمية المشفرة آمن بنسبة 100 %، فمازال هناك الكثير من المسائل العالقة والتي تحتاج إلى المزيد من الاستكشاف والحل. لكن عند كشف الغموض عنها، ستكون بكل تأكيد مثل الراديو والتلفاز وسيتوسع استخدامها كثيرا بين الناس بشكل يغير شكل العالم إلى الأبد.
على الرغم من ذلك، مازال هناك بعض العوامل التي تعترض نمو العملة الافتراضية وسيطرتها على المدفوعات الإلكترونية مثل صعوبة توصيل مبدأ العملة نفسها إلى العملاء النهائيين. بالإضافة إلى ذلك، مازال يتداول أن هناك ارتباط قوي بين البيتكوين والعمليات الإجرامية والصفقات الغير قانونية وعمليات غسيل الأموال مما سيحول دون نموها لفترة.