من هو جوزيف لوبين ؟ و ما هي قصة تأسيسه لـ شبكة الايثيريوم ؟
سوق العملات الرقمية المشفرة وعالم البلوكشين لم يصبح ما هو عليه إلا بعد إصرار مجموعة من المطورين وأصحاب المشاريع المبدعين الذين آمنوا بما يقومون به لصنع هذا العالم الرقمي الجديد الذي يثبت نفسه يوم بعد يوم.
أحد الذين ساهموا بشكل كبير في صناعة الكريبتو السيد “جوزيف لوبين” وهو أحد مؤسسي الايثيريوم الذي قام بالمساهمة في بناء فكرة “فيتاليك بوترين” حول شبكة لامركزية ذكية تدعم العقود الذكية، وحولها بعد ذلك لمنصة تجارية تساعد الشركات والمؤسسات لإعتماد تقنية البلوكشين.
فيما يلي سنلقي نظرة شاملة حول حياة “جوزيف لوبين” وأهم ما قام به في صناعة الكريبتو.
الحياة المبكرة والبدايات في المجال التقني:
تمتاز شخصية “جوزيف لوبين” بنوع من الغموض.
ولد “جوزيف” في تورونتو، كندا، كان أبوه طبيب أسنان وأمه وكيلة عقارات، التحق “جوزيف” بجامعة “برينستون” في أوائل الثمانينيات لدراسة الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر.
خلال السنوات الأربع التي قضاها في جامعة “برينستون” كان زميل غرفته “مايكل نوفوغراتز” رجل أعمال آخر يعتبر من بين قادة صناعة التمويل التقليدي والعملات الرقمية.
بعد التخرج، بقي “جوزيف” في “برينستون” لمدة ثلاث سنوات أخرى، حيث عمل في مختبر الروبوتات والأنظمة الخبيرة بالجامعة كمدير.
خلال تلك الفترة، عمل على أحدث التطورات التقنية، بما في ذلك رؤية الماكينة والشبكات العصبية الاصطناعية ومركبات الطرق المستقلة والروبوتات والرسومات ثلاثية الأبعاد.
أحدثت التسعينات تغييرا في الوظائف لـ “جوزيف”، الذي بدأ العمل في شركة أبحاث تسمى “Vision Applications” قامت الشركة ببناء روبوتات متنقلة مستقلة.
ومع ذلك، ومع مرور عقد من الزمن واقتراب الألفية الجديدة، بدأ “جوزيف”الانتقال إلى صناعة التمويل.
خبرته كمهندس برمجيات أكسبته وظيفة في شركة الاستشارات المالية “eMagine”، وبعد ذلك شارك في إنشاء صندوق تحوط مع شريك آخر له.
كما شغل “جوزيف” عدة مناصب كمدير لشركة استشارات برمجية مقرها نيويورك، وأصبح في نهاية المطاف نائب رئيس قسم التكنولوجيا في قطاع إدارة الثروات في “غولدمان ساكس”.
كان لوبين منجذبا بشكل كبير لعالم وول ستريت، وكان أحد الأشخاص القلائل الذين حذروا من الأزمة المالية التي ستضرب العالم في نهاية المطاف في عام 2008.
وأعرب عن اعتقاده أن الاقتصاد العالمي سيتضرر بشدة بحيث سيستغرق التعافي من الأزمة أكثر من 20 عاما.
في مقابلة عام 2017 مع مجلة فوربس، قال “جوزيف لوبين” إنه، مثل العديد من الآخرين، أصبح محبطا من القطاع المالي بعد أن شهد سقوط النظام النقدي العالمي، وصرح:
كان من الحماقة أن نثق في كل تلك الهياكل التي شعرنا ضمنيا أن مصالحنا الفضلى في صميمها.
شعرت أننا كنا نعيش في مجتمع واقتصاد عالميين كانا مفلسين حرفيا ومعنويا.
السخط وعدم الرضا الذي دار في نفس “جوزيف” وجد متنفسه مع ورقة عمل البيتكوين التي نشرت في سنة 2009 مما فتح عالما جديدا تماما من الإمكانيات المالية له.
ومع ذلك، اقتصر اهتمام “جوزيف لوبين” في مساحة الكريبتو على الاستثمار فقط، حيث جمع ثروة كبيرة من البيتكوين في الأيام الأولى من ظهورها.
قبل العودة إلى عالم التمويل والتشفير، أسس “لوبين” شركة إدارة تسمى “SyNerG Music” وتحولت إلى صناعة الموسيقى في جامايكا.
جوزيف لوبين يلتقي الايثيريوم:
بينما كان لديه بعض الإلمام بالعملات المشفرة وتكنولوجيا البلوكشين، الدخول الحقيقي لـ”جوزيف” لعالم الكريبتو كان في سنة 2014 عندما صادف الايثيريوم لأول مرة.
كتب “فيتاليك بوترين” الورقاء البيضاء للايثيريوم في نوفمبر 2013 ليتصل به “لوبين” لأول مرة في يناير 2014 لمناقشة إمكانات التكنولوجيا المطروحة في الورقة.
قال “جوزيف لوبين” في سنة 2018، إن الورقة البيضاء للايثيريوم هي أفضل ما قرأت عيناه، وبدأ “جوزيف لوبين” بالفعل دراسة الآليات التطبيقية الممكنة للايثيريوم باحثا عن نقاط تفوقها على البيتكوين.
تذكر “لوبين” اللحظة التي انخرط فيها في الايثيريوم من خلال منشور مدونة نشرت في سنة 2015 للاحتفال بالانطلاق الرسمي للشبكة.
منذ أن أتصل “جوزيف” بـ “فيتاليك” بدأ “جوزيف” في جمع الأشخاص ذوي الخبرة والتفكير المستقبلي حول الايثيريوم وإمكاناته.
عملت المجموعة المتقاربة والمتنوعة من المؤسسين لأكثر من عام للخروج وتطوير الايثيريوم وتشغيله، وسبق لمشروع الايثيريوم أن جمع حشد كبير في صيف عام 2014 لتمويل المشروع.
غير معروفة المساهمة المالية لـ”جوزيف” في مشورع الايثيريوم، كما لا توجد عناوين ايثيريوم مرتبطة مباشرة بـ “جوزيف”.
بالرغم من ذلك من المفترض أن “جوزيف لوبين” اشترى غالبية رموز الأثير التي تم إصدارها خلال البيع العام.
وفقا لبعض المصادر فإن “جوزيف” و “دي لوريو” كان بإمكانهما تقديم ما يصل إلى 95٪ من 18 مليون دولار التي تم جمعها في عملية البيع الأولي.
ذهب “دي لوريو” إلى صديقه “تشارلز هوسكينسون” بعد رؤية ورقة “فيتاليك” البيضاء للتحقق من صحتها.
قال “هوسكينسون” مؤسس كاردانو الآن:
يا إلهي، هذا هو الشيء الكبير التالي.
واستمر الزخم.
شارك “جوزيف لوبين” بشكل مباشر في إنشاء شركتين تم تصميمهما لدعم نظام الايثيريوم البيئي القادم.
تم إنشاء مؤسسة الايثيريوم، وهي هيئة غير ربحية وغير حزبية تضمن عمل الايثيريوم بشكل عادل ومستقل،تتخذ من مسقط رأس “جوزيف لوبين” مقرا لها (تورونتو).
تم إنشاء الشركة الثانية التي كانت تسمى “Switzerland GmbH”، كشركة ربحية تقدم البرامج والخدمات الأخرى من خلال شبكة الايثيريوم لكن تمت تصفية الشركة في عام 2018.
عندما بدأ الايثيريوم في جذب المزيد إلى صناعة الكريبتو تشكل انقسام بين المؤسسين.
هوسكينسون، الذي بدأ في تأسيس شركته الخاصة “IOHK” وإنشاء “كاردانو”، غادر الايثيريوم بعد أن اختلف مع “بوترين” وآخرين حول كيفية استخدام الشبكة.
يعتقد “هوسكينسون” أن الايثيريوم يجب أن يكون منتجا تجاريا، يجب تقديم ميزاته للشركات والمؤسسات.
من ناحية أخرى، أراد بوترين أن تظل الايثيريوم شبكة لامركزية غير ربحية من نظير إلى نظير.
ينتمي “لوبين” إلى معسكر “هوسكينسون”، معتقدا أن مستقبل الايثيريوم يكمن في القطاع التجاري.
تأسيس ConsenSys:
أدى الخلاف حول الغرض الأساسي لشبكة الايثيريوم إلى إنشاء “لوبين” شركته الخاصة، المسماة “ConsenSys” في صيف عام 2015، تماما مع بدء تشغيل الشبكة الرئيسية للايثيريوم.
مباشرة بعد إطلاقها، أصبح من الواضح أن ConsenSys لم تكن شركة بلوكشين.
بدأ كمركز يجمع المطورين والصحفيين والمحامين ورجال الأعمال وهواة الكريبتو حول فكرة الايثيريوم.
ثم استمرت المجموعة المتنامية في تمويل الجهود الرامية إلى تعزيز البنية التحتية لبلوكشين الايثيريوم، مما أدى إلى إنشاء حاضنة بلوكشين.
على الرغم من أن ConsenSys استمرت في صب ملايين الدولارات في نظام الايثيريوم البيئي، ومعظمها خرج من جيب “جوزيف”، إلا أن الشركة بدأت تواجه مشاكل بعد عدة سنوات من وجودها.
مع اقتراب عام 2018 من نهايته، تردد أن “جوزيف لوبين” قد خفض عددا كبيرا من القوى العاملة البالغ عددها 1200 فرد في شركة “ConsenSys” حيث قالت بعض المصادر إن أكثر من نصف موظفي الشركة قد فصلوا.
نفى “لوبين” هذه الادعاءات، حيث أصدر بيانا من خلال الشركة يفيد بأن 13 ٪ فقط من عدد موظفي الشركة قد تم تسريحهم، ومعظمهم من الدعم وغيرهم من الموظفين الخارجيين.
بعد بضعة أشهر، في ربيع عام 2019، مرت الشركة بإعادة هيكلة أخرى حيث طلبت تمويلا بقيمة 200 مليون دولار لمواصلة عملياتها.
لدى ConsenSys العديد من المنتجات والخدمات التي تدعمها منها MetaMask و BlockFi و Truffle Suite و Gitcoin و Gnosis و Decrypt من بين العديد من المنتجات الأخرى.
بينما كانت الشركة تمر بإعادة هيكلة، واجه “جوزيف لوبين” دعوى قضائية في يوليو 2019 من طرف “هاريسون هاينز” مؤسسة شركة ناشئة كانت تحتضنها ConsenSys متهما “جوزيف” بخرق العقد الممضي بينهما.
بالرغم من ذلك لا ينكر إلا جاحد الدور الذي لعبه “جوزيف لوبين” في تطوير الايثيريوم وتطوير تبنيه من طرف المؤسسات والأفراد وهو ما أشاد به “أجيت تريباثي”الشريك السابق في “ConsenSys” حيث قال:
لدى لوبين قدرة خاصة على حشد الناس حول فكرة ما، وهو ما يجعله رائدا في الصناعة، إنه شخصية ملهمة، لديه هذه القدرة على إثارة الناس حول المستقبل.
اقرأ أيضا:
بالأرقام … تعرف على ثروة مؤسس الإيثيريوم “فيتاليك بوترين”
دراسة جديدة: ساتوشي ناكاموتو هو من قام بإنشاء عملة المونيرو أيضا !