آراء الخبراء: الحذر من روابط تعدين البيتكوين المجانية كونها احدى وسائل الاحتيال
واحدة من مظاهر ركوب موجة الاهتمام في صناعة العملات الرقمية المشفرة تتم عبر إطلاق ما يسمى “بوت التعدين السحابي” وألعاب وتطبيقات على الهاتف المحمول والتي تسمح تسمح للأفراد بتعدين البيتكوين عبر التيليجرام أو أجهزتهم الذكية.
هذه الروبوتات التي يتم استضافتها على تطبيق “تيليجرام” للدردشة، ونشرها عبر المنتديات والأسواق عبر الإنترنت، تعد الأشخاص بالحصول على بيتكوين مجاني من خلال القيام بالتعدين على اجهزتهم مجانًا.. ومع ذلك، يحذر خبراء العملات الرقمية من أن هذه التطبيقات هي خطوة اولية لعملية احتيال كبرى وحذروا من التورط فيها.
وقال البروفيسور “روبرت كيميل” رئيس قسم المالية في كلية الأعمال بجامعة سنغافورة الوطنية: “إن تعدين البيتكوين هو عملية إنشاء بيتكوين جديدة من خلال عمليات الحوسبة أو المعالجة في النظام، والقائمين بتلك العملية (التعدين) يحصلون على حافز مالي وربح مدفوع في صفقة مقابل عملهم وهذا ما يُشجع الناس على الحفاظ على تحديث البلوكشين وقاعدة البيانات مُحدثين دائمًا.” مما أثار شكوكا في أن الهاتف الذكي لا يتمتع بالقدرة المعالجية الكافية لتعدين البيتكوين.
البلوكشين هو دفتر الأستاذ الرقمي اللامركزي والسجلات الموزعة التي تسجل معاملات العملة الرقمية عبر الشبكات.
وقال السيد بيلي شيام (37 عاما)، الذي يملك شركة تبيع أجهزة وآلات التعدين، إنه من حيث مظهر هذه التطبيقات والألعاب، فإنه لا يبدو وكأنها تقوم بأي عملية تعدين للبيتكوين. ومن ناحية اخرى، فإنه لا يوجد مؤشر على معدل التجزئة. كما أن هناك حاجة إلى استثمار الآلاف من الأجهزة لبناء وحدة معالجة الرسومات (GPU) نظرًا لأن التعدين يتطلب قدرا كبيرا من قوة المعالجة”.
“آلات التعدين” هي نظام حاسوبي يُستخدم في عمليات التعدين للعملات الرقمية المشفرة، وعادة ما يتكون من وحدات معالجة رسومية متعددة. بينما “معدل التجزئة” هو مقياس للسرعة التي يحدث من خلالها عملية التعدين.
الإعلانات التي تروّج في مجموعات التيليجرام أو مواقع التواصل الإجتماعي هذه التي تدّعي أنها تسهّل عملية استخراج البيتكوين قد ظهرت على الإنترنت على نطاق واسع مؤخراً، حيث يطلب يتم إرسال روابط إحالة للتسجيل ويتم نشر الوعود حول القدرة على الربح من الإنترنت بشكل بسيط.
وفي حين أن الانضمام إلى هذه الروابط والتطبيقات لا يتطلب الدفع إلا أن بعض الأشخاص قالوا إنهم لم يتمكنوا من سحب عملة البيتكوين إلا إذا قاموا بدفع مقابل مادي.
وقال خبراء إن السبب الذي يجعل هذه التطبيقات تكتسب شعبية في مجموعات التيليجرام وعلى الإنترنت قد يكون أن الأشخاص يمكنهم كسب نقاط خلال الإحالات (اشراك بعضهم البعض فيها).
رأي مُستخدمي هذه التطبيقات
بعض الأشخاص لديهم شكوك حول “نظام الإحالة” في اللعبة وشاهدوا تعليقات على الإنترنت تتكهن بأنها محاولات مخادعة للإستفادة من البيانات الشخصية أو أنها منصة لغسيل الأموال.
ومع ذلك، فقد ذكر المهندس “محمد نوح أحمد شاه” الذي يبلغ من العمر 28 عاما وشارك في أحد التطبيقات عبر رابط إحالة أنه توقف مباشرة بعد أن أدرك أنه لا يمكن أن يحصل على بتكوين إلا إذا قام بدفع مبالغ مادية للتطبيق وليس كما يزعم بأنه ربح مجاني. وعلّق على ذلك قائلًا: “لقد شاركت لمدة شهر إلى شهرين. إنها مثل مشروع الإحتيال الهرمي لأنه يجب أن تحيل الناس للحصول على المزيد من المال، لذلك توقفت عن اللعب وازلت التطبيق.”
رأي الخبراء
وقد تحدث الخبراء إلى صحيفة “ستريتس تايمز” وحذروا من هذا الامر متفهمين بالطبع إغراءات “المال السهل” الذي تعد به هذه الألعاب والدافع البشري للربح. حيث قال السيد “كالب ياب” البالغ من العمر 44 سنة، وأحد مؤسسي مجموعة “مجتمع العملات الرقمية”، إنه بالرغم من عدم مشاركته في أي من تلك التطبيقات إلا أنه سمع عن البعض الذي يتبين أنه مخطط (سلسلة بونزي). واوضح قائلًا: “من المستبعد أن تتمكن من استخراج بيتكوين مجاناً بدون تلاعب. التطبيقات تريد أن تجذبك فقط، وتدفعك لإستثمار الوقت فيها ثم تطلب رسمًا عندما يحين وقت صرف المال”.
وأضاف “أنه قد لا يكون هناك حتى بيتكوين حقيقي.. مع جنون العملات الرقمية في الوقت الحالي، الجميع يريد ركوب الموجة، حتى المحتالين”.