تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

ما أسباب ارتفاع وجموح عملة البيتكوين والأسهم أثناء الركود الاقتصادي العالمي ؟

في المستقبل عندما ينظر المؤرخون إلى الوراء وبالضبط إلى العام الحالي عام 2020 ويسألون عن أكثر شيء معروف فيه، فستكون هناك قصتان رئيسيتان:

  • انتشار فيروس كورونا واصابة الملايين من البشر.
  • الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انتشار الفيروس.

وعند التطرق للشق الاقتصادي فسيتم ذكر أيضا ارتفاع البيتكوين والأسهم واستفادة المستثمرون من الارتفاعات الغير مسبوقة في عائداتهم.

في هذا المقال سنتطرق لأسباب ارتفاع وجموح عملة البيتكوين والأسهم أثناء الركود الاقتصادي العالمي ؟

تاريخ موجز لعام 2020:

حدث ازدهار سوق الأسهم وارتفاع البيتكوين في نفس الوقت تقريبا وللأسباب نفسها وكذلك الأمر بالنسبة للهبوط.

فالجميع يتذكر شهر مارس 2020 بالضبط بين 10 – 23 مارس كيف فقد مؤشر S&P 500 ثلث قيمته.

وانخفاض قيمة البيتكوين لمستوى 4000 دولار.

ولكن منذ ذلك الحين، ارتفعا معا وبشدة.

حيث أصبحت البيتكوين بسعر 19000 دولار أي زيادة قدرها 15000 دولار وتجاوزت أعلى مستوى لها على الإطلاق في العديد من منصات التداول.

وارتفع أيضا مؤشر “داو جونز” الصناعي وكسر حاجز 30.000 للمرة الأولى على الإطلاق.

جاء مؤشر ناسداك بعد وقت قصير من تحطيم الأرقام القياسية، وكان نوفمبر أفضل شهر على الإطلاق للأسهم العالمية منذ عام 1982.

من بين الأسباب المهمة التي جعلت هذه الأصول الاستثمارية ترتفع وتحلق عاليا:

تدخل الاحتياطي الفيدرالي بمجموعة واسعة من الإجراءات للحد من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، بما في ذلك ضخ ما يصل إلى 2.3 تريليون دولار في الإقراض لدعم الأسر وأصحاب العمل والأسواق المالية.

صرح “جيروم باول”، رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بما مفاده:

إننا ننشر صلاحيات الإقراض هذه إلى حد غير مسبوق.

وسوف نستمر في استخدام هذه الصلاحيات بقوة واستباقية وعدوانية إلى أن نكون واثقين من أننا نسير بقوة على طريق التعافي.

ساعد هذا الدعم الثابت المستثمرين على التحول من الذعر إلى التفاؤل على الفور.

بحلول الصيف، كانت الأسواق قد استعادت أكثر من نصف قيمتها.

تضمن التزام الاحتياطي الفيدرالي أيضا شراء ديون الشركات، بما في ذلك شراء السندات غير المرغوب فيها ذات العائد المرتفع لديون الشركات مع وجود مخاطر أعلى للتخلف عن السداد مقارنة بمعظم السندات.

في فبراير، تجمد سوق سندات الشركات تماما، ولكن ارتفعت قيمتها مجددا في الأسابيع الستة من مايو إلى يونيو، بعد أن وافق بنك الاحتياطي الفيدرالي على التدخل في إصدار الشركات 560 مليار دولار من السندات، أي ضعف المستوى العادي.

لماذا فعلت البيتكوين الشيء نفسه وسارت على نهج الأسهم؟

لأن البيتكوين أصبح أحد الأصول مثل أي أصول استثمارية أخرى في محفظة المستثمر.

في حين أنه قد لا يكون مدرجا في قائمة الأشياء التي يجب أن تساعد الاحتياطي الفيدرالي، فقد استفادت البيتكوين من ثقة المستثمرين.

ويمكن هنا الاستشهاد بالعدد الكبير من المستثمرين المؤسسات والشركات الكبرى التي أصبحت فجأة من أكبر المعجبين بعملة البيتكوين.

لقد تجاوز أداؤها أداء الأسهم الحديثة والأسهم التقليدية، لكنها تصرفت بنفس الطريقة إلى حد كبير منذ مارس من هذا العام.

بينما تم بناء البيتكوين على المثل الليبرالية، إلا أنها أصبحت أحد الأصول التي يحتفظ بها.

عام 2020 عام مميز وغير عادي:

شق فيروس كورونا طريقه عبر كل دولة في جميع أنحاء العالم.

في وقت كتابة هذا المقال، توفي أكثر من 1.5 مليون شخص، مع تأكيد 65 مليون إصابة.

كان التأثير على الاقتصاد العالمي مذهلا.

حيث انخفض الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 4.4 ٪.

إذا نظرت فقط إلى الاقتصادات المتقدمة فإن هذا الرقم يرتفع إلى نسبة 5.8٪.

المصدر: IMF

في المملكة المتحدة، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 25٪ في أبريل.

في أمريكا، كانت الضربة التي وُجهت للوظائف قاسية، حيث ارتفعت البطالة من 4٪ إلى حوالي 16٪، وهي أعلى نسبة منذ بدء التسجيلات في عام 1948.

والقصة مماثلة في جميع أنحاء العالم.

كانت مخططات الإجازة التي تستخدمها الحكومات واسعة النطاق.

في المملكة المتحدة، تم إجازة 19٪ من القوة العاملة، وفي ألمانيا 23٪ وارتفع هذا الرقم إلى 41٪ في فرنسا.

كانت الحكومات تقترض بمستويات لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: IMF

أفاد معهد التمويل الدولي مؤخرا أن نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي سترتفع من 320 في المائة في عام 2019 إلى مستوى قياسي يبلغ 365 في المائة في عام 2020.

ما نراه هو أنه بينما ارتفعت أسهم الشركات الكبيرة بفضل المساعدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، تكافح الشركات الصغيرة للحصول على السيولة.

طلاق طويل بين وول ستريت والمستثمرين الأفراد:

خلال الخمسينيات من القرن الماضي، كانت ثروات الشركات الكبيرة والمستثمرين الأفراد متقاربة، وذلك لعدد من الأسباب.

في ذلك العقد، كان 90٪ من سوق الأسهم مملوكا لصغار مستثمري التجزئة.

عندما كان أداء الاقتصاد جيدا، كانت تلك الشركات تعمل أيضا بشكل جيد، مما يعني أن أسعار أسهمها سترتفع.

مع ارتفاع أسعار الأسهم، شعرت الغالبية العظمى من الأمريكيين العاملين بأن ثرواتهم تزداد.

في عام 2020، تبدو الأمور مختلفة تماما.

اليوم هؤلاء المستثمرون الأفراد مسؤولون عن أقل من 30٪ من حجم تداول سوق الأسهم.

في حين أن معظم الأمريكيين (52 ٪) يمتلكون أسهما من خلال خطط الاستثمار مثل المعاشات التقاعدية، وفقا لمركز “بيو” للأبحاث، فإن ثروة الأثرياء تتركز بشكل أكبر في الأسهم.

حوالي 88 ٪ من أولئك الذين يكسبون أكثر من 100,000 دولار في السنة يمتلكون أسهما، مقابل 19 ٪ من أولئك الذين يكسبون أقل من 35,000 دولار.

الغالبية العظمى من جميع الأسهم المملوكة للأمريكيين مملوكة لأغنى 10 ٪ من الأسر.

هذا يشكل مأزقا لواضعي السياسات.

فإذا لم يفعل بنك الاحتياطي الفيدرالي شيئا أثناء تفشي فيروس كورونا، لكان الضرر الذي لحق بالأغنياء والفقراء على حد سواء أسوأ بكثير.

لكن الإنقاذ، ساهم في الطلاق بين كبار وول ستريت والأفراد.

أين يقع البيتكوين في هذه المعادلة ؟

من الناحية التاريخية، رأى المدافعون عن العملات الرقمية أن عملة البيتكوين هي بوابة محتملة لمن لا يتعامل مع البنوك في العالم، إذ تمكن عملة البيتكوين من الوصول إلى الأسواق المالية التي كانوا ممنوعين من دخولها سابقا.

لكن سلوك البيتكوين البارز مؤخرا وبدخول الشركات الاستثمارية أصبح المستفيد الأكبر من العملة هم كبار الأثرياء.

صرح الرئيس التنفيذي لشركة “ماستر كارد” الشهر الماضي أن البيتكوين لا يمكنها مساعدة غير المتعاملين مع البنوك.

لكن عملة البيتكوين فريدة من نوعها من حيث أنها يمكن أن تحتل كلا المركزين.

إلا أن الوقت سيحدد ما إذا كان يمكن سماع أصوات الشمولية الاقتصادية خاصة بعد ضجة زيادة الأرباح.

ماذا يعني كل هذا؟

هناك ثلاثة أشياء ستظهر بشكل أكبر بعد سنة 2020:

الديون والاحتيال والاضطرابات المدنية.

في عام 2019، قال البنك الدولي إن موجات الديون السابقة أدت دائما إلى الانهيارات المالية العالمية، وأستشهد البنك الدولي عن ذلك بأمريكا اللاتينية في الثمانينيات، وآسيا في منتصف التسعينيات، وسوق الإسكان الأمريكي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

خلص معهد التمويل الدولي في تقريره عن حالة الديون المتزايدة هذا العام إلى أن المزيد من الديون ستظهر كما ستظهر المزيد من المتاعب.

تم بناء الازدهار هذا العام على خلفية استعداد الحكومات لفعل كل ما يلزم لإبقاء الأمور المالية سليمة، وذلك من خلال الدعم المحدود، وإذا لم تتمكن الشركات من إظهار قيمة أعلى من الدعم، فإن فقاعة تتشكل وستنفجر بالتأكيد.

تختلف عملة البيتكوين عن الشركات القائمة بفضل العرض المتداول المحدود.

أحد النتائج التي ستظهر أيضا بسبب ما حدث في سنة 2020 هو ظهور العمليات الاحتيالية، وهو ما أسردنا حوله مقالة على شكل تقرير من شركة كاسبرسكي تتنبأ بأن العام المقبل ستزداد فيه العمليات الاحتيالية.

تقرير: البيتكوين سيكون هدفا رئيسيا لمجرمي الانترنت في عام 2021

لدى البيتكوين مشكلة مماثلة.

حيث كلما يرتفع السعر، ترتفع عدد عمليات الاحتيال التي تحاول جذب المستثمرين الساذجين.

المشكلة الأخيرة ، وربما الأكثر وضوحا التي قد تحدث، هي الاضطرابات المدنية.

في بداية هذا العام، كان عدم المساواة ينمو لأكثر من 70٪ من سكان العالم، وفقا لدراسة نشرتها الأمم المتحدة.

أظهرت الدراسة أيضا أن أغنى واحد في المائة من السكان هم الرابحون الأكبر في الاقتصاد العالمي المتغير، حيث زاد نصيبهم من الدخل بين عامي 1990 و 2015، بينما في الطرف الآخر من المقياس، حصل 40 في المائة الأدنى على أقل من ربع الدخل في جميع البلدان التي شملها المسح.

ستكون النتائج هذا العام مضاعفة بالتأكيد.

ومع ذلك، فإن البيتكوين يقع في مكان ما في المنتصف.

حيث نجد أن العملة المشفرة محتفظ بها بشدة في الاقتصادات الناشئة مثل تركيا والبرازيل اللذان يكافحان مع اقتصادهما.

اقرأ أيضا:

العديد من المتحمسين للعملات الرقمية ينصحون بعدم إنفاق البيتكوين … لماذا؟

أسوأ الإختراقات التي حدثت في سوق العملات الرقمية المشفرة في 2020

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق