تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

لماذا اختراق تويتر سيكون له أثر إيجابي على عملة البيتكوين ؟

كل عام يحتوي على بضعة أيام غير قابلة للنسيان، لما لها من وقع على نفوسنا ولإرتباطها بعد أسباب تختلف من شخص للآخر.

قد يكون يوم الأربعاء الماضي أحد تلك الأيام المؤثرة، حيث تم اختراق عدة حسابات تويتر تعود للعديد من الشخصيات البارزة منها حسابات لرؤساء دول سابقين وتم كل ذلك بسرعة وفي في ظرف قصير.

عنونت الصحافة الهجوم والاختراق بإسم “احتيال البيتكوين”.

قام المخترق بإعداد حيلة نموذجية واعدة بإعادة إرسال أي كمية من البيتكوين أرسلها أي شخص إلى محفظة معينة، لإغراء الناس بأن يتفاعلوا مع هذا المنشور ويرسلون ما بحوزتهم من بيتكوين وهو ما كان بالفعل حيث تم إرسال ما قيمته 123 ألف دولار من البيتكوين عبر تقريبا 400 معاملة.

أرسلت 17 معاملة أكثر من 1000 دولار.

ليجد المشككون بالبيتكوين الفرصة للهجوم على العملة واعتبارها مرتع وجنة للمخادعين.

الدعوة لحظر البيتكوين:

ذهب بعض المعلقين إلى حد الدعوة إلى حظر البيتكوين.

لكن وبحسب المنطق فإذا كانت عملة البيتكوين غير قانونية فلا يمكن حظرها لأنها من الأساس غير مقننة.

لتظهر دعوة أخرى تدعو بحظر البيتكوين في الولايات المتحدة لأنها مازالت غير واضحة تنظيميا بعد.

فهل يمكن للولايات المتحدة أن تقرر حظر معاملات البيتكوين ضمن ولايتها القضائية؟

من الناحية الفنية، لن تتمكن الولايات المتحدة من حظر البيتكوين على نطاق عالمي، حيث تعيش البيتكوين على شبكة موزعة عبر العالم، وستستمر في العمل حتى إذا تم إغلاق العقد الموجودة في الولايات المتحدة وانقطع المستخدمون الموجودون في الولايات المتحدة عن استخدامها.

حيث يمثل ذلك إحدى نقاط قوة البيتكوين في أنها خارج نطاق الجهات الحكومية.

ولكن، من الناحية الواقعية، فإن جعل حيازة أو التعامل مع البيتكوين غير قانوني للكيانات والأفراد المقيمين في الولايات المتحدة سيكون بمثابة صدمة كبيرة للسعر الذي من المتوقع أن يتأثر بشكل كبير جراء ذلك.

بالإضافة إلى ذلك تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير على هيئة FATF، التي تحدد أنظمة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب للبنوك وشركات الدفع في العالم.

ويمكن الضغط على المنظمة لمعاقبة الحكومات التي تسمح بخدمات العملات المشفرة ضمن ولايتها القضائية.

ومع ذلك يبدو أن جميع هذه المخاوف لا أساس لها.

في الأسبوع الماضي، أعلنت مجموعة العمل المالي (FATF) عن عزمها على زيادة الإشراف على العملات الرقمية المشفرة بهدف بناء إطار عمل عالمي، مما ينطوي على اهتمام بالمراقبة بدلا من حظرها وتوقيفها.

في أعقاب اختراق تويتر، فإن الحديث القادم من واشنطن ليس عن البيتكوين، بل القلق هو مركزية المنصات.

حيث تخضع تويتر للتدقيق أكثر بكثير من عملة البيتكوين.

إذا كانت الهيئات التنظيمية ستقفز إلى عربة حظر بيتكوين، نظرا لجنون وسائل الإعلام، فسيكون هذا هو الوقت المناسب لفعل ذلك.

ولكن وبعدم قيامهم بأي إجراء عقابي تجاه البيتكوين فهو دلالة و علامة قوية على قبول البيتكوين.

صحيح أنه ربما لا تزال هناك عوائق في طريق دعم البيتكوين، لكن القلق الأكبر الحالي يكمن في نقاط الضعف الموجود في الخدمات المركزية.

بالإضافة إلى كل ما سبق فإن كمية البيتكوين التي تنطوي عليها عملية الاحتيال التي حدثت عبر تويتر ضئيلة للغاية مقارنة بما كان يمكن أن يكون، بالنظر إلى حجم العملية.

ربما أصبح الجمهور أكثر إدراكا للعمليات الاحتيالية؟

ويجب أن نكون جميعا ممتنين لأن المحتالين أرادوا البيتكوين فقط، عندما تفكر في أنهم كانوا يسيطرون على حسابات تويتر لأمثال إيلون ماسك، جو بايدن، باراك أوباما ، آبل …

يعد عدم التركيز على إجراءات عقالبة على البيتكوين في واشنطن هذا الأسبوع خطوة إلى الأمام، خاصة في نظر المستثمرين المحترفين الذين يتوقون لمزيد من الوضوح التنظيمي.

إذا نجحت البيتكوين في فعل ذلك دون دعوات أعلى إلى حملة قمع، فهذه إشارة قوية على أن المنظمين يعترفون بأن البيتكوين موجود ليبقى.

نقاط إيجابية أخرى لصالح البيتكوين بعد اختراق تويتر الأخير:

الطريقة الأخرى التي كان بها اختراق تويتر إيجابيا على البيتكوين هو تسليط الضوء على شفافية شبكة البيتكوين.

حيث وفي غضون ساعات من الاختراق، كان محللو البلوكشين يقومون بالفعل بإنشاء ملفات تعريف لتاريخ القرصنة وتتبع تحركات الأموال غير المشروعة.

قد لا تحتوي المحافظ المعنية على اسم وعنوان مرتبط بها، ولكن لا يمكن محوها لأي شخص لرصدها، ولا يمكن إخفاء المعاملات داخل هذه المحافظ والخروج منها أو التراجع عنها.

قد يكون لعمليات تحويل الأموال النقدية أسماء وعناوين مرتبطة، ولكن من الأسهل إخفاء تحركات المعاملات، ويمكن تزوير الأسماء والعناوين.

السؤال الأكبر:

صحيح أن وجود البيتكوين في العناوين الصحفية الرئيسية أمر جيد ولكن في هذه الحالة، فإن الارتباط بالاحتيال ليس في صالح العملة.

ومع ذلك، في حين أن السياسيين يهتمون بما تقوله وسائل الإعلام، بحلول الأسبوع القادم ستكون عناوين احتيال البيتكوين قد تلاشت بفضل عامل الوقت، بالنظر إلى دورة الأخبار المحمومة التي نعيش فيها.

ولا يبدو السوق نفسه قلقا حيث وبالكاد تراجعت أسعار البيتكوين في أعقاب الأخبار السلبية.

وسيكون السؤال الأكبر حول كيفية تراخي شركة تويتر لتمكن المحتالين من نشر عمليات احيتالية عبر حسابات تضم الملايين من المتابعين.

وعليه فإن القلق المتزايد بشأن نقاط الضعف المركزية في منصات التواصل ليس سوى البداية.

أداء البيتكوين في ظل عملية اختراق تويتر:

كان أداء البيتكوين ضعيف حتى الآن وذلك بالنسبة للمقياس الشهري للعملة، ولكن وبالرغم من ذلك فهي لا تزال تتفوق في الأداء على المؤشرات والأصول الرئيسية الأخرى على أساس سنوي.

أصدر مدير صندوق Grayscale الاستثماري تقرير في الربع الثاني للسنة الحالية، والذي كشف عن استثمار جديد بأكثر من 900 مليون دولار على مدار الربع الثاني، وهو أكبر تدفق ربع سنوي حتى الآن، وأكثر بنسبة 80٪ من أعلى ارتفاع ربع سنوي سابق المسجل في الربع الأول من هذه السنة 2020.

في حين أن سعر البيتكوين راكد في الآونة الأخيرة، فقد ارتفع أكثر من 40 ٪ في الربع الثاني،ويعود أداء العملة إلى حد كبير كجزء من انتعاش السوق على نطاق أوسع من أدنى مستوياته بعد الانهيار، ولكن ربما جزئيا بسبب الدعم المؤسساتي المتنامي.

سوق خيارات الكريبتو تنمو بسرعة:

سوق خيارات الكريبتو تنمو بسرعة، سواء من حيث الحجم أو في عدد المنصات التي توفر خيارات تداول هذه الخيارات.

أطلقت منصة Gate.io، وهي منصة صغيرة نسبيا، ميزة جديدة لتداول الخيارات، وتخطط منصة Huobi ومقرها سنغافورة، والتي تقدم بالفعل العقود الآجلة والمبادلات الدائمة، للقيام بذلك أيضا  في وقت لاحق من هذا العام.

النمو في الخيارات هو علامة على نضوج السوق وخطوة ضرورية لمزيد من المشاركة المؤسساتية.

ليبقى السؤال مفتوح حول كم من الوقت سيستمر هذا النمو  خاصة بالنظر إلى انخفاض الأحجام في أسواق تداول الكريبتو والعقود الآجلة.

في الختام:

يمكن القول أن عملية اختراق تويتر الأخيرة التي كان لها صدى عالمي لها تأثير ايجابي على البيتكوين

حيث كشفت العملية عن مدى وعي حاملي البيتكوين الذين لم يتأثروا كثيرا بعملية الاحتيال التي تعد واحدة من أكبر العمليات الاحتيالية والتي لم تحقق سوى 123 ألف دولار مقارنة بحجمها الكبير والذي كان من الممكن أن يكون أكبر بكثير قبل بضع سنوات.

بالإضافة إلى ذلك ردة فعل الهيئات التنظيمية تجاه البيتكوين بعد عملية اختراق تويتر تكشف عن مدى قبول البيتكوين من طرف هذه الهيئات التي لم تتصرف بشكل سلبي تجاه العملة.

اقرأ أيضا:

تقرير جديد: الهاكر استخدموا برنامج “سلاك” لعملية قرصنة تويتر الأخيرة

ثلاث مؤشرات توحي بأن سوق الكريبتو سيشهد ازدهار مشابه لـ 2017

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق