صممت عملة البيتكوين في الأصل لتكون عملة رقمية بديلة للعملات التقليدية من خلال الاعتماد على نظام نقدي إلكتروني قائم من الند للند.
لكن اليوم نرى العديد من المستثمرين سواء كأفراد أو مؤسسات يلقبون البيتكوين بالذهب الرقمي.
وبالرغم من وصول البيتكوين لمستوى 18000 دولار مؤخرا إلا أن نظرة بعض المستخدمين لم تتغير حول كون البيتكوين عملة رقمية للاستخدام اليومي والمدفوعات وليس للاستثمار.
مؤخرا أعلنت شركة بايبال عن دعمها لخدمات العملات الرقمية المشفرة والبيتكوين على رأسها، وذلك من خلال السماح للمستخدمين بشراء البيتكوين والدفع للتجار بواسطته.
ما يعني توسيع الاستخدام التجاري لعملة البيتكوين وزيادة ونمو عدد المعاملات عبر الأنترنت.
فيما يلي سنناقش الفوائد التي يمكن جنيها من خلال قبول البيتكوين في الأعمال التجارية.
مدفوعات البيتكوين المباشرة:
عندما يسمع المرء عبارة “مدفوعات الكريبتو”، ربما تكون الصورة الأكثر منطقية التي تتبادر إلى الذهن هي بأن يقدم المستخدم والعميل للتاجر البيتكوين مباشرة ويتلقى السلعة أو الخدمات في المقابل.
لكن وعلى الرغم من أن البيتكوين تحظى بشعبية كبيرة بين بعض الشركات التي تركز على الكريبتو، مثل شركة “MtSocks” التي تعتمد على البيتكوين في عملها، إلا أنها في الواقع الطريقة الأقل شيوعا لتنفيذ تحويلات الكريبتو بين التجار اليوم.
The #bullish collection, available now at https://t.co/9kgiMUXrgF
🦡 https://t.co/cEmiaGgJuN#Bitcoin pic.twitter.com/f3v1V3Ewlb
— MtSocks 🧦 (@mtsocks) October 22, 2020
في حديثه إلى المصدر، أوضح السيد “جيسون دين” محلل في شركة “Quantum Economics” بالقول:
إن صناعة التمويل التقليدية ليست جاهزة بعد للتخلي عن العملات الورقية واحتضان العملات المشفرة بالكامل من تلقاء نفسها.
في حين أن هناك بالتأكيد علاقات عامة إيجابية للشركات التي تعلن عن دعمها للبيتكوين.
إلا أن البيتكوين في الوقت الحالي مناسب فقط للشركات الأكثر تطلعا للمستقبل.
الحقيقة هي أنه لا يزال من الصعب قبول البيتكوين في شكله الأصلي عند نقطة البيع، ولا يزال أمام الأنظمة طريق طويل لتقطعه لجعل هذا الأمر سلسا.
كما أن البيتكوين يتسبب في عدد من المشاكل المتعلقة بالمحاسبة، سواء في نقاط البيع أو من حيث تفريغ الدفاتر.
وأضاف أن معظم الناس يتغلبون على هذا من خلال إسناد قيمة قانونية في وقت المعاملة، لكنه ليس مثاليا ويمكنه إنشاء التزامات ضريبية إضافية إذا تم تخزين البيتكوين وتحويله مرة أخرى إلى عملات ورقية في مرحلة لاحقة.
هذه المشاكل تقف جنبا إلى جنب مع تقلبات الأسعار الجامحة التي تشتهر بها البيتكوين وهو ما يزيد من تعقيد الأمور بشكل أكبر.
وأسترسل “جيسون دين” في حديثه قائلا:
في الوقت الحالي، تعتبر البيتكوين مناسبة للشركات الأكثر تقدما.
على نطاق واسع، التبني المحلي أمر لا مفر منه.
من الممكن أن يُنظر إلى هؤلاء المتبنين الأوائل، مع اضطرارهم إلى المعاناة من التقلبات وأنظمة الدفع غير المستقرة، على أنهم رواد السوق في نهاية المطاف.
المدفوعات الهجينة بين البيتكوين والعملات الورقية:
ظهر شكل آخر من أشكال مدفوعات العملات المشفرة على مدار العامين الماضيين.
يتمثل هذا الشكل في قبول التجار للعملات الرقمية المشفرة مقابل تقديم السلع والخدمات، لكن قبول العملات الرقمية المشفرة لايتم بشكل مباشر، بل يُشرف عليها طرف ثالث يقوم بتحويل العملات الرقمية ويدفعها على شكل عملات ورقية للتجار.
بمعنى ومن خلال استخدام هذه الطريقة، يدفع العميل بالفعل بالعملات المشفرة، لكن هذه العملات لا تذهب مباشرة إلى التاجر.
لكن وبدلا من ذلك، يستقبلها معالج المدفوعات، ويحولها إلى عملات نقدية، ثم يرسلها إلى عملائه.
وعليه يصبح في مقدور الشركات والتجار قبول البيتكوين وغيره من العملات الرقمية المشفرة دون القلق من معالجته والتعامل معه، حيث يوكلون هذه المهمة لأطراف ثالثة.
والجدير بالذكر أن شركة بايبال تقدم مثل هذا المخطط لتجارها.
وهو ما أثار حفيظة بعض المتعصبين للعملات الرقمية.
في الوقت نفسه، يُعد تنفيذ مدفوعات الكريبتو اليوم أمرا سهلا للغاية، حيث يمكن تضمين واجهة برمجة تطبيقات API على موقع ويب.
وفقا لما صرح به السيد “ماكس كروبيشيف” الرئيس التنفيذي لخدمة معالجة العملات المشفرة “Coinspaid”:
إن هذا النموذج الهجين مفضل من قبل الغالبية العظمى من التجار العاديين الذين يرغبون في دمج مدفوعات الكريبتو على منصاتهم.
في حين أن هذا ليس إكسيرا سحريا يمكن أن يعزز أرباح الشركة بين عشية وضحاها، إلا أن قبول عملات البيتكوين يمكن أن يكون مفيدا حقا للشركات، بعضها أكثر من غيرها.
فوائد قبول البيتكوين:
تتوزع وسائل الدفع التقليدية بقيادة كل من “فيزا” و “ماستركارد” على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذه الأنظمة تخضع لرقابة شديدة وتنظيم.
هذا يعني أن التجار يمكن أن يواجهوا عقبات وقيود غير متوقعة على الطريق عند إعداد قنوات الدفع الخاصة بهم.
لكن الأمر ليس كذلك مع البيتكوين، التي توفر حرية أكبر بكثير وعمليات خالية من المتاعب مقارنة بالتمويل التقليدي.
بغض النظر عن ذلك، غالبا ما تكون رسوم المعاملات أقل مع العملات الرقمية المشفرة.
عادة ما تأخذ معالجات الدفع التقليدية نسبة 2٪ من كل عملية بيع في المتوسط (يختلف هذا الرقم من جهة لأخرى).
لاحظ “كروبيشيف” أنه في حالة قبول مدفوعات الكريبتو، فإن هذه الرسوم تتقلص بمقدار النصف على الأقل، بمتوسط 1٪.
وأوضح “كروبيشيف” أن العملات الرقمية المشفرة مناسبة للشركات والتجار الجدد وللذين يواجهون صعوبات في الدفوعات بالإعتماد على الوسائل التقليدية.
وأضاف “كروبيشيف” أنه وعلى وجه الخصوص ستكون المؤسسات “عالية المخاطر” أو التي تقع في جهة رمادية من التنظيم القانوني هي المستفيد الأول من مدفوعات البيتكوين، وضرب أمثلة حول هذه الخدمات بتلك التي توفر مقاطع فيديو للبالغين أو البث المباشر أو حتى مواقع المقامرة والمواعدة.
التفكير بدون حدود جغرافية:
ميزة أخرى كبيرة لقبول البيتكوين من طرف الأعمال التجارية تتمثل في أن العملات الرقمية المشفرة لا تخضع لسلطة أو حكومة مركزية وبدلا من ذلك توفر حلول دفع عالمية بدون اعتبار للحواجز والحدود الجغرافية.
وهو الأمر الذي يعفي التجار من إعداد البنية التحتية للمدفوعات الخاصة بهم في كل منطقة على حدة.
في هذا الصدد صرح “كروبيشيف” بالقول:
كعمل تجاري، يتيح لك البيتكوين والعملات الرقمية التفكير بدون حدود جغرافية.
على سبيل المثال: إذا كنت تمتلك نشاطا تجاريا عبر الإنترنت وتبيع بعض الخدمات عبر الإنترنت، فلا يهم ما إذا كان عملاؤك من الهند أو أمريكا اللاتينية أو روسيا.
بقبولك للعملات المشفرة، يمكنك أن توجه متجرك إلى أي منطقة جغرافية تريد.
البيتكوين خيار مهم أمام التجار:
البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة خيار إضافي للتجار لإستقبال المدفوعات الرقمية من زبائنهم، مع إمكانية الاستفادة الكاملة من الرسوم المخفضة والقدرة على التعامل مع مختلف المستخدمين عبر مناطق جغرافية مختلفة.
ومن المتوقع أن تزداد بؤرة استخدام البيتكوين والعملات الرقمية بزيادة قبولها من قبل الشركات والمتاجر العالمية.
اقرأ أيضا:
