تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

لماذا يزداد الهوس حول عملة البيتكوين ؟

ربما يكون قد مر عليك هذا المنشور الهزلي عبر الإنترنت والمقتبس من منصة “Reddit”:

حيث يقدم أحد الأشخاص لعبتين لصديقه للإختيار بين لعبة مغامرة ولعبة تحدي.

فيرد عليه صديقه ويخبره بأن لديه خيار ثالث ويتعلق بلعبة تجعل الأيام وتعدادها يختفي، كما تصبح الوجبات الغذائية المنتظمة شيء من الماضي، ويصبح الأصدقاء من حولك قلقلون عليك، وطوال الوقت لن تكون متأكد إن كنت مستمتع بالأمر.

وطبعا هذه اللعبة هي لعبة البيتكوين.

وتعبر هذه الصورة المضحكة بالفعل عما يعيشه العديد من مجتمع الكريبتو منهم المضاربين الذين يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل، وكذلك صناع المحتوى والصحفيين الذين يعملون ليلا ونهارا لتغطية الأخبار وتقديم شروحات حول العديد من التقنيات الجديدة سريعة النمو والتطور.

في هذا المقال سنتعرف عن الأسباب التي تجعل البيتكوين ساحر ويستحوذ على عقول المستخدمين.

البيتكوين سلاح من أجل السلام:

في أحد الأيام في سبتمبر 2015، شعر “ديفيد بينيت” كبير المسؤولين الإداريين في جامعة تكساس التقنية، بأنه مقيد.

حيث كان يعمل في مقصورته المضاءة بمصباح عادي بدلا من مصابيح “الفلورسنت” العلوية التي لم تضاء أبدا.

كانت المقصوة في أسفل البناية الخرسانية من مكتبة الجامعة ،حيث لم  يستطع “ديفيد بينيت” حتى سماع هطول المطر.

جامعة تكساس

نظر “بينيت” إلى شاشته.

كان على وشك إرسال 0.2 بيتكوين، بقيمة 80 دولار، من حساب “كوين بيس” الخاص به إلى “جاك سبيركو” من بودكاست “Survival Podcast” حتى يصبح عضوا معه في برنامجه الصوتي.

لقد سمع عن البيتكوين عبر الإنترنت منذ بضع سنوات، ولكن فقط من خلال الاستماع إلى هذه التدوينات الصوتية بدأ في تعلم المزيد.

ورأي “بينيت” بعد عملية إرسال مبلغ البيتكوين أن هناك أشياء كثيرة لم يفعلها.

حيث لم يذكر تفاصيل حسابه المصرفي وعنوان منزله ورقم هاتفه.

لم يصرح لشخص ما بتلقي المدفوعات من حسابه.

لن يكون هناك اتصال هاتفي بالبنك للشكوى من أن مدفوعات احتيال أخرى قد تم أخذها من حسابه.

شعر بالتحرر.

قال “بينيت” للمصدر:

بدأ ذلك الرحلة بأكملها أسفل جحر الأرانب.

جلست.

لم أقل شيئا بعد ذلك، لكنني أخبرت زملائي في العمل لاحقا عن البيتكوين.

سرعان ما أصبح “بينيت” مستمعا منتظما للمعلم “أندرياس أنطونوبولوس” بالإضافة إلى بودكاست “Bitcoin Knowledge” الأسبوعي من “ترايس ماير”.

“أندرياس أنطونوبولوس”

بعدها وجد نفسه غير راض من خلال الاستماع لحلقة بودكاست واحدة فقط كل أسبوع، قام بإعداد حلقة خاصة به تسمى “Bitcoin and …” حيث يناقش أخبار البيتكوين بشكل يومي.

حتى يومنا هذا، استمر “بينيت” في التأكيد على أن البيتكوين هو سلاح، ولكن وعلى حد تعبير “روبرت بريدلوف” الرئيس التنفيذي لشركة “Parallax Digital”

سلاح من أجل السلام.

البيتكوين هي أموال لامركزية:

قصة أخرى تحكي عن كيفية تحول حياة الناس بعد إطلاعهم على البيتكوين.

كان يوما باردا في أواخر أكتوبر 2019، عندما عاد “فيل جيبسون” بائع برمجيات، إلى المنزل لحضور وجبة الغداء.

أقنعه صديقه بشراء مجموعة من العملات الرقمية البديلة، مثل عملة “BAT” و “Syscoin” التي تركز على الأعمال التجارية، على منصة تداول العملات الرقمية بينانس.

لكن هذا الصديق حذره زأخبره بضرورة الحصول على VPN أولا.

وقف “جيبسون” على طاولة المطبخ وحاسوبه المحمول أمامه، وحاول دفع ثمن “NordVPN”.

لكن بطاقة الخصم الخاصة به رفضت العمل في الوقت الحالي، وأبلغت عن رسالة خطأ.

لقد جرب بطاقته الائتمانية.

لا تعمل هي أيضا.

اتصل على الهاتف بمصرفه لمعرفة ما الذي يجري.

بينما كان ينتظر، اتضح له أن الأمر ربما يتعلق بما كان يشتريه وهو ما أكده بالفعل عون خدمة العملاء.

كان “جيبسون” غاضبا لأن البنك منعه من إنفاق أمواله بالطريقة التي يريدها.

تجاهل فكرة الاتصال بفرعه المحلي وبحث عن طريقة أخرى.

لقد لاحظ أن مزود VPN يقبل البيتكوين، لذلك قام بإخراج CashApp واشترى البيتكوين ودفع مقابل VPN مباشرة.

صرح “جيسون” بالقول:

بمجرد أن رأيت أنها تعمل، كان الأمر رائعا ووجدت أن البيتكوين هي أموال لامركزية ودواء للجحيم المالي الحالي.

على الرغم من أنه سمع عن البيتكوين في عام 2017 أثناء وصوله الملحمي إلى 20000 دولار، فقد كانت هذه هي اللحظة التي فهم فيها حقا قيمتها.

بعدها قرر المساعدة في انتشار البيتكوين من خلال نشر معلومات حوله مثلما يفعل البودكاست الخاص بـ “غاي سوان”.

وعلق “جيسون” مبديا إعجابا كبيرا بالبيتكوين قائلا:

كان هناك شيء واحد في البيتكوين، على عكس الأموال الورقية التي أمتلكها في حسابي المصرفي، كان له صدى حقيقي.

إنه ملكي.

البيتكوين وتحدي البنوك التقليدية:

ذات مساء في صيف 2012، كان طالب الاقتصاد “مارتي بينت” جالسا بمفرده في مكتبة جامعة “ديبول” في شيكاغو.

بعيدا عن فصوله الدراسية، أمضى يومه في العمل على بحث وتقرير حول البنوك المركزية و السياسة النقدية.

مع ميله المناهض للسلطة، كان من الواضح له أن الحكومات كانت تفهم كل شيء بشكل خاطئ.

صرح “بينت”:

كنت شديد الالتصاق بما كانت تفعله البنوك المركزية لمدة ثلاث إلى أربع سنوات.

في أعماق التيسير الكمي 2، والتيسير الكمي 3، وعملية تويست، علمت بسرعة أن البنوك المركزية ليس لديها أي فكرة حقا عما كانت تفعله.

وأثناء دراسته للإقتصاد كان يدرس أيضا البيتكوين ويستزاد معرفيا حوله وكان مساهما في BitcoinTalk.

قال “بينت”:

كنت أقرأ عن البيتكوين وأحصل على فهم أفضل للتكنولوجيا والسياسات النقدية التي تقف وراءها.

بعدها سرعان ما بدأ “بينت” في تتبع ما يجري.

في شتاء 2013، استخدم “شيك مكافأته” لشراء أول بيتكوين له مقابل 800 دولار.

بعد ذلك بوقت قصير، وصل سعر البيتكوين إلى 1200 دولار، وبسبب الشعور بالنشوة، بدأ فجأة يخبر زملائه في العمل بكل شيء عن البيتكوين.

يكتب بينت الآن رسالة إخبارية يومية تسمى “مارتي بينت” ويستضيف النقاشات حول البيتكوين من خلال بودكاست يتعلق بالكريبتو.

لحظة مضيئة:

في أوائل عام 2017، كان “روبرت بريدلوف” في مكتبه بالمنزل في لاس فيغاس، يقرأ ورقة على جهاز iMac الخاص به.

كان “بريدلوف” ليبراليا لطالما تساءل عن المال وما هيته ولماذا تحتكر الحكومات المال ؟

كان قد قرأ كتابا بعنوان “The Creature from Jekyll Island” الذي يقدم نظرة ثانية على الاحتياطي الفيدرالي.

كما كان “بريدلوف” يقرأ شرح “نيك زابو” للعقود الذكية، وهي تقنية لاتفاقيات الترميز بين الطرفين.

كان “بريدلوف” يعرف عن البيتكوين منذ عدة سنوات ولكنه شعر بالحماس عند الإطلاع على ماهية العقود الذكية وكيف تعمل، حيث أخبر قائلا:

عندما قرأت أعمال “نيك زابو” بشأن العقود الذكية، التي كُتبت بالفعل في أواخر التسعينيات، منحت لي لحظة الإنارة، وقلت:

يا إلهي، هذه الصناعة المالية بأكملها هي في الأساس وظيفة وسيطة يمكن أن تتعطل بسبب العقود الذكية.

“نيك زابو”

تصور “بريدلوف” كيف يمكن أن تلعب البيتكوين أو الايثيريوم دورا في الصناعة المالية وكيف من الممكن أن تلغي الحاجة إلى صناعة التمويل القديمة، كما تنافس العملات الورقية المدعومة من الدولة.

وصرح “بريدلوف” مضيفا:

هذا عندما أدركت أن التكنولوجيا ستكون حقا مشكلة كبيرة.

سرعان ما توصل إلى الاعتقاد بأن البيتكوين هي التي لديها أقوى أساس لتعطيل مفهوم المال الحالي.

بعد قراءة كتاب “معيار البيتكوين” لـ “سيف الدين عموس”، استمر في قراءة كتب الاقتصاديين “لودفيج فون ميزس” و”موراي روثبارد” و”فريدريك حايك”.

بعدها أصبح “بريدلوف” الرئيس التنفيذي لشركة “Parallax Digital” التي تستثمر في المنتجات التي تركز على البتيكوين.

اقرأ أيضا:

ماذا قال “جاك دورسي” مؤسس تويتر حول البيتكوين ؟

هل يمكن أن تصبح عملة البيتكوين عديمة القيمة ؟

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق