تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

خمسة بنوك مركزية كبيرة تتحد لإستكشاف طرق إطلاق عملاتها الرقمية الخاصة

مرّ بما يزيد قليلا عن عقد من الزمن منذ أن قدم “ساتوشي ناكاموتو” العملة بيتكوين التي هي عبارة عن عملة مشفرة تستند للبلوكشين.

والتي تبعها أكثر من ألف عملة من العملات المشفرة المستندة أيضا إلى البلوكشين.

منذ ذلك الحين، تكهن عدد قليل من الناس بأن البيتكوين ستتولى السيطرة على العالم وربما تحل محل العملات الورقية التي تسيطر عليها البنوك المركزية.

في حين أن البنوك المركزية قد اتخذت عملات الكريبتو على نحو أكثر جدية على مر السنين الأخيرة.

حيث تظل هذه البنوك المركزية هي السلطات النهائية التي يجب أن يحسب لها أي شكل جديد من المال قبل أن يتسبب في تدمير النظام المالي.

إذا كان هناك شيء ما يحل محل العملات الورقية فمن المحتمل أن يحتاج إلى دعم من البنك المركزي أو حتى يصدره البنك المركزي.

تحقيقا لهذه الغاية، أعلن كل من:

بنك إنجلترا وبنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي وبنك كندا و بنك “سفيريجز ريكسبانك” (البنك المركزي السويدي).

الوقوف جنبا إلى جنب مع بنك التسويات الدولية مؤخرا للبحث في العملات الرقمية.

المجموعة الجديدة – برئاسة “Benoît Cœuré” وهو رئيس مركز الابتكار التابع لبنك التسويات الدولية (BIS)، و”جون كونليف” نائب حاكم بنك إنجلترا و رئيس لجنة المدفوعات والبنية التحتية للسوق في بنك التسويات الدولية.

حيث يعملون على التبادل العلني ​​للنتائج والخبرات.

كما سيبحثون في التقنيات الناشئة، وحالات الاستخدام، وخيارات تصميم العملات الرقمية بما في ذلك كيفية عمل هذه العملات عبر الحدود الوطنية.

إن تكوين المجموعة ليس معناه لزاما إطلاق عملة رقمية للبنك المركزي، لكن التحالف يوضح مدى تقدم الفكرة ومدى ثقلها لدى البنوك المركزية.

في الواقع وجدت دراسة استقصائية أجراها بنك التسويات الدولية قبل عام أن حوالي 70 في المائة من البنوك المركزية [للإطلاع على الملف بصيغة PDF من هنا] لديها مشروعات عملة رقمية أو أنها قيد التنفيذ.

لماذا الان؟

تقوم البنوك المركزية بالبحث فيما يتطلبه الأمر  لرقمنة العملات الورقية، حتى أن القليل منها بدأ بالفعل بإطلاق عملات رقمية.

بعد إعلان العام الماضي عن العملة المشفرة المدعومة من فيسبوك زاد الضغط من أجل التصرف بشكل سريع.

تمثل عملة البيتكوين نسبة ضئيلة من أموال العالم، حتى مع كل العملات المشفرة الأخرى.

لكنها تحمل تجربة رائعة ومثيرة للجدل، ولكنها ليست منافسة للعملات الورقية.

يمكن لعملة “ليبرا” من ناحية أخرى الوصول إلى حوالي 2.5 مليار مستخدم نشط في فيسبوك، والوصول إلى جزء كبير من سكان العالم أكثر من أي بنك مركزي واحد، بما في ذلك الصين كما ستتميز عملتها بأنها عابرة للحدود.

في حين أن مستقبل عملة “ليبرا ” من فيسبوك غير مؤكد فقد ترك عدد من المؤيدين المشروع ويستمر المنظمون في عمليات التدقيق.

قد تتضمن بعض فوائد العملات الرقمية للبنوك المركزية مدفوعات أسرع وأرخص وأكثر أمانا، لا سيما عبر الحدود.

كما أنها قد تقلل من غسل الأموال والتهرب الضريبي، وتوفر طرقا أكثر دقة لإدارة التضخم، وتمنح البنوك المركزية أدوات أكثر مرونة وسياسات نقدية ومالية مباشرة في الأزمات الاقتصادية.

كيف ستكون العملات الورقية الرقمية في الممارسة العملية لا يزال الأمر غير واضح بعد.

هناك عدد من التصميمات المقترحة للعملات الرقمية للبنك المركزي والتي تتراوح بين عدم الكشف عن الهوية تماما (وهو أمر غير المحتمل) إلى الشفافية تماما (قد تكون درجة الخصوصية مهمة).

ستواصل مجموعة البنوك المركزية الجديدة الفرز من خلال البحث عن الإيجابيات والسلبيات إلى جانب البحوث المستمرة، إلا أن البعض من هذه البنوك أقرب إلى التنفيذ من الآخر.

أكملت الأوروغواي مؤخرا تجربة للعملة الرقمية للبنك المركزي (البيزو الإلكتروني)، وفي السويد حيث 80 في المائة تقريبا من المعاملات رقمية، يقوم البنك المركزي السويدي بإنشاء عملة رقمية تجريبية تُعرف باسم “e-Krona”.

ويبدو أن الصين أيضا في طريق لإطلاق عملة اليوان الرقمي، حيث ستكون غالبية المدفوعات عبر الهاتف المحمول.

هل هي نهاية المعاملات النقدية؟

ربما.

لكن هناك من يتساءل عما إذا كان هذا شيء جيد.

كما يمكن أن تؤدي نهاية العملة الورقية إلى الدخول في مستوى جديد من الرقابة الحكومية، على الرغم من أن هذه المراقبة ليست سرية في البلدان الاستبدادية (وهي في ارتفاع بفضل التقنيات الرقمية)، إلا أنها مثيرة للجدل بشكل متزايد في الديمقراطيات أيضا، حيث تقوم الشركات الكبيرة بجمع البيانات الشخصية بحذر شديد.

في الأخير:

بينما شهد العقد الماضي نشأة العملة المشفرة وارتفاعا كبيرا في الوعي العام حولها، فقد يشهد هذا العقد عددا كبيرا من العملات الرقمية تنمو بشكل متواز بين القطاعين العام والخاص، والمركزي واللامركزي، أو مزيج منها.

من الواضح أن التفاصيل لا تزال قيد العمل.

لكن يبدو أن مستقبل المال سيكون رقمي بشكل متزايد.

اقرأ  أيضا:

بينانس تهدف لإضافة 180 عملة نقدية في سنة 2020… هل الريال السعودي سيكون من ضمن القائمة؟

البنك المركزي الصيني يعلن عن إكتمال المرحلة الكبرى لعملته الرقمية

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق