تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

4 أسباب تدعو الصين إلى إطلاق عملة رقمية خاصة بها

صنعت تقنية البلوكشين والعملات الرقمية المشفرة ثورة في مجال التكنولوجيا المالية وجعلت حتى البنوك المركزية تفكر في طرح عملتها الرقمية الخاصة.

وتتميز العملات الرقمية التابعة للبنك المركزي عن العملات المشفرة بأنها تدار من طرف جهة حكومية

بينما العملات المشفرة تفتقر لذلك وتعمل بشكل لامركزي ودون تحكم أي جهة حكومية.

طيلة السنوات الماضية ظلت الحكومات والبنوك المركزية تدرس وتختبر إمكانية العملات الرقمية وأثارها الايجابية التي يمكن أن تساهم في تحسين مجالات الدفع المالي والنمو الاقتصادي والابتكار التكنولوجي.

يعتبر بنك أنجلترا من أوائل البنوك التي يُشار إليها كواحد من أول البنوك الذي بدأ مناقشة عالمية حول آفاق العملات الرقمية المشفرة.

إلا أن بنك الشعب الصيني في الواقع هو أول بنك مركزي رئيسي يدرس العملات الرقمية في سنة 2014.

إذ وبعد حصوله على موافقة من مجلس الدولة، بدأ البنك المركزي العمل مع مؤسسات مالية لإنشاء عملة رقمية.

بنك الصين ينشر رسوم بيانية تعليمية حول البيتكوين لتعزيز ونشر ثقافة الكريبتو

صرح السيد “مو تشانج شون” نائب مدير وحدة المدفوعات في بنك الشعب الصيني شهر أغسطس الماضي:

بأن باحثي البنك يعملون بجد منذ عام 2018 لاستكمال النظم اللازمة لدعم عرض اليوان الرقمي والذي قريبا سيتم إطلاقه.

ولكن لماذا يندفع البنك المركزي الصيني ويعمل على إطلاق عملة “اليوان الرقمي”؟

من بين أهم الأسباب التي إتفق حولها العديد من المحللين والخبراء الاقتصادين حسب المصدر، مايلي:

الحد من هيمنة عمالقة التقنية:

في دولة الصين يعتبر الدفع بواسطة الهاتف النقال من بين الأشياء الشائعة الكبيرة المنتشرة والتي تبلغ قيمتها 17 تريليون دولار أمريكي يدير هذا المجال عمالقة التقنية مثل شركتي: “Tencent” و “Ant Financial”، التي تبلغ حصتهما السوقية مجتمعة أكثر من 90٪ في هذا المجال، وكلتا الشركتين ليستا من البنوك ويجب أن تكون مدعومة بنسبة 100٪ من الاحتياطيات.

أشار السيد “هنري هي” -رجل أعمال متسلسل، خبير أمني- حول عمالقة التقنية في الصين، قائلا:

النتيجة هي أن هذه المحافظ الرقمية تخزن احتياطيات نقدية هائلة… بما أن “Alipay” و “WeChat Pay” لا تخضعان للبنوك، فإنها تخلق مخاطر مالية كبيرة للمستهلكين”.

وبذلك ومن خلال إطلاق البنك المركزي عملته الرقمية السيادية الخاصة به، يمكن أن يقوم بنك الشعب الصيني بتشديد قبضته على صندوق الودائع في البلاد ومساعدة البنوك على اللحاق بأعمال الدفع بواسطة الهاتف المحمول، وذلك وفقًا لما ذكرته “سيندي وانج” ، المحللة في مجموعة “DBS Group Research”.

السيطرة على رأس المال:

صرح السيد “مو تشانج شون” بأن تطوير “اليوان الرقمي” يمكن أن يساعد في حماية سيادة الصين من النقد الأجنبي حيث تتوسع التطبيقات التجارية للعملات الرقمية بسرعة.

وبما أن شركة فيسبوك أعلنت عن مبادرتها في إطلاق عملتها الرقمية المشفرة فهناك حاجة ملحة لإطلاق عملتنا الرقمية أيضا.

ومما نقلته وكالة “رويترز” عن “مو” تصريحه:

لماذا لا يزال البنك المركزي يقوم بهذه العملة الرقمية اليوم عندما يتم تطوير طرق الدفع الإلكترونية بهذا الشكل؟

إنها حماية سياستنا النقدية ووضعنا القانوني. نحن بحاجة إلى التخطيط للمستقبل والتحضير يوم ممطر “

يوضح تصريح “مو” حجم ما شكلته شركة فيسبوك من ضغط جراء الاعلان عن عملتها الرقمية المشفرة وكيف أنها ستطلق عملة دون الرجوع لأي بنك مركزي الذي سيفقد قيمته إن لم يساير التطورات حسب نفس المتحدث.

 إمكانية تتبع المعاملات المالية:

يرى بعض الخبراء والمحللون أن العملة الرقمية ستسمح للصين بالحصول على إمكانية التتبع التام لجميع المعاملات الاقتصادية، وبالتالي تجنب المشكلات المرتبطة بالنقد.

يرى السيد “إنريكي دان” أستاذ الابتكار في كلية “آي إي” للأعمال، إن هذا “يتماشى إلى حد كبير مع سياسة بكين المتمثلة في السيطرة الصارمة على السكان”.

البقاء في مسار وطليعة الابتكار:

من بين الأسباب التي تدعو الصين إلى إطلاق عملة رقمية خاصة بها هو رغبة بكين في البقاء في طليعة التكنولوجيا.

صرح السيد “مو تشانج شون” في هذا السياق بالقول:

إذا كانت بكين لا تزال لا تسمح لنا بالابتكار (إصدار عملة رقمية)، فإننا سنتخلف بحوالي 200 سنة ونعود إلى حرب الأفيون.

كانت هذه أبرز 4 أسباب تدعو الصين إلى إطلاق عملة رقمية خاصة بها.

اقرأ أيضا:

شركة التيثر تستعد لإطلاق عملة رقمية مستقرة جديدة مربوطة باليوان الصيني

البنك المركزي الصيني يسعى لتسريع العمل على إنشاء “العملة الرقمية القانونية”

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق