قد يجهل البعض تأثير وسلطة منصات تداول العملات المشفرة – المزعومة – على أسواق العملات الرقمية اللامركزية في العالم.
لا سيما بأن غالبية أحجام التداول في صناعة العملات الرقمية المشفرة من صغار المتداولين والمضاربين الذين يستخدمون منصات تداول العملات المشفرة المركزية مثل منصة Binance، وهذه المنصات هي السبب في دفع الأسعار إلى أعلى المتستويات في أواخر عام 2017 عبر جذب المستثمرين المتحمسين.
علماً بأن دور منصات تداول العملات المشفرة يعد مهم جدا كونه إذا لم تكن هناك منصات تداول ولم تقدم خياراً على الإطلاق حيث يمكن للمستخدمين تخطي صعوبات التعامل مع المنصات اللامركزية، أو الدخول إلى السوق باستخدام الأموال النقدية، فسيبقى مجتمع العملات الرقمية بمثابة مجتمع صغير من محترفي تكنولوجيا المعلومات على وجه الحصر.
الحل الوسط واضح: منصات تداول العملات الرقمية المركزية التي تحاكي منصات التداول القياسية هي الدافع وراء عائدات سوق العملات الرقمية، ولكن سوق العملات الرقمية يضحي في نفس الوقت برؤيته الأصلية (مثل اللامركزية).
هذا الأمر يعد واضح بالنسبة للمتداولين، لكن المنظمين لديهم نظرة أخرى. ولفترة طويلة ، كانت هناك منصات تداول العملات المشفرة التي تدعي أنها نظامية بالكامل. ومع ذلك ، فإن السلطات لم تكن متأكدة تقليديا من كيفية تصنيف منصات تداول العملات المشفرة ولم ترغب في المخاطرة بإرساء القواعد التي تثبط الابتكار.
ويتجلى هذا التغير في التسوية الأخيرة بين لجنة الأوراق المالية ,والبورصات الأمريكية (SEC) و “زاكاري كوبيرن” مؤسس “EtherDelta”. وقد وافق “كوبرن” مؤخراً على دفع أكثر من 380،000 دولار إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) كونه المنصة غير مسجلة نظاميا, بالرغم من أنه ترك العمل في منصة EtherDelta قبل عام.
يجب أن يعرف “كوبرن” أنه قد يكون هدفًا، خاصةً في ضوء التعليقات الواردة من لجنة الأوراق المالية والبورصات في وقت سابق من العام بخصوص كيفية تعتزم الوكالة تعريف رموز ERC20 – وهي الأصول الوحيدة المدرجة في منصة EtherDelta.
لم تميز “منصة EtherDelta” من حيث الرموز الرقمية المدرجة، والتي كانت هي الدافع لتدخل لجنة الأوراق المالية والبورصة. في يونيو 2018 ، كان رئيس مجلس إدارة الهيئة, جي كلايتون, أول من قال إن العملات التي تحاكي الأموال الورقية مثل البيتكوين و الايثيريوم ليست أوراق مالية، وأن الرموز الأخرى التي تعمل كأصول رقمية هي أوراق مالية.
إن التحركات العكسية للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ضد منصة EtherDelta هي مجرد لمحة ضمن مجال صناعة منصات تداول العملات المشفرة بأكملها. لكن هل هذا يعني أن الأمر انتهى؟ غير مُرجح.
شهية المستثمر للعملات الرقمية لم تثمر
لطالما كان المشهد التنظيمي قاتما بالنسبة لعشاق البيتكوين والناشطين، وأصبح لدى المتداول الآن درجة عالية من التسامح مع الأخبار السلبية والشائعات حول السوق وما يعرف بـ FUD – الخوف وعدم اليقين والشك.
على الرغم من أن التقلبات قد انخفضت بشكل كبير منذ بداية عام 2018 إلا أن حجم التداول في الـ24 ساعة لا يزال ثابتًا عند حوالي 18 مليار دولار، وقد استقر منذ شهر أبريل.
كفئة أصول ذات حساسية قصوى لوسائل الإعلام الاجتماعية والأخبار، من الحكمة أيضًا البحث في عمليات البحث عن عبارات ذات صلة ببروتوكول التشفير على جوجل.
وبشكل غير مرئي، يعكس مخطط “اتجاهات جوجل” سعر سوق العملات المشفرة جيدًا، ولذلك فمن الجيد أن عمليات البحث عن كلمة “الكريبتو” قد احتفظت بها بقوة خلال النصف الثاني من هذا العام. جزء كبير من الحماسة التي لا يمكن فَهْمها لكشف العملة المشفرة هي أن الاتجاهات الفنية أشارت إلى أن السوق يشكل قاعًا محتملاً.
كما استقرت السلع الأساسية الأخرى في الأسواق التقليدية مثل Stellar و Ethereum و EOS إلى حد كبير، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن التوحيد قد انتهى. هذا يرفع احتمالية حدوث انخفاض حاد في الهبوط قبل بدء التوجه الصعودي، مما يعكس ارتفاعات الماضي أعلى.
هناك المزيد من منصات تداول العملات المشفرة من أي وقت مضى
ارتفاع عدد منصات تداول العملات المشفرة التي يتم إطلاقها يدل أيضًا على عدم اكتراثهم بمواقف هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC).
يتقدم المئات من الوافدين الجدد مثل Liquid و BitForex و HotBit إلى الأمام على الرغم من أنهم يعرفون الآن أن الحواجز التي تعترض الدخول قد ازدادت، بالإضافة إلى العديد من منصات تداول العملات المشفرة اللامركزية. يساعد ذلك على إمكانية تجنب أمثلة مثل EtherDelta بسهولة: إذا قمت بتوفير سوق للأصول الرقمية، قم ببساطة بالتسجيل في (لجنة الاوراق المالية والبورصات الامريكية) أو تابع الإعفاء من خلال التشاور مع الهيئة.
إن منصة “EtherDelta” كانت لامركزية أيضًا وارادت أن تخبر المنصات الجديدة بشيء آخر: لا يهم إذا كانت المنصة تعمل مثل المنظمات المركزية أو كشبكة لامركزية تعتمد على مبدأ الند للند (P2P). يمكن دائمًا مساءلة منشئ المحتوى.
عندما تصبح خدمات العملات الرقمية والتشفير أكثر شيوعًا، من الواضح أيضًا أن تشغيل المنصات يعد مغامرة مربحة للغاية. تعتبر النفقات العامة المرتبطة بـ(البلوكشين) أقل بكثير عند مقارنتها بأماكن تداول الأصول التقليدية، ويمكن للعملاء من جميع أنحاء العالم تقديم الخدمة بسهولة.
يمكن للفرد المغامر (الراغب في الاستثمار) أن يبدأ ويطلق منصة تداول جديدة مقرها في مالطا، اليابان، أو أي بقعة اخرى خاضعة للتنظيم من الخارج. ومع ذلك، إذا كانوا يخدمون عملاء في الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يواجهوا غضب لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC.
ومع ذلك، انظر إلى التسوية التي تم التوصل إليها من قبل كوبيرن بين EtherDelta و SEC. وبسعر 388،000 دولار فقط من العقوبات، سرعان ما أصبح الأمر سهلاً للغاية، لا سيما عند اعتبار أن أغنى الشخصيات في عالم العملات الرقمية هم أصحاب منصات التداول وليسوا مستثمرين موهوبين أو في الوقت المناسب.
حذر المستثمرون
إن عمليات التداول الغير منظمة تشكل تهديدًا ماليًا للتجار في كل مكان، وعلى الرغم من أن الإلمام بالتشفير والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا يعتبران كافيين لتجنب المخاطر، فإن الأمر في بعض الأحيان غير ممكن. لكن لماذا تُعد منصات تداول العملات المشفرة غير المنظمة خطيرة؟
يجب على نظرائهم الخاضعين للتنظيم الحفاظ على ظروف تداول مناسبة واستخدام أدوات تساعد على حماية المستثمرين والأفراد.
قد يحدث الانهيار السريع عندما تختفي السيولة فجأة، وقد حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام على منصة “GDAX” عندما انخفض سهم الايثيريوم من 320 دولارًا إلى 10 سنتات (ثم عمل نسخة احتياطية) في ثوانٍ معدودة.
كما تسمح منصات التداول الغير منظمة بالخداع والإحتيال، وتنسيق مخططات الضخ والتفريغ “Pump and Dump” ورسم الشريط دون التخلي عنه. ويُعد التلاعب بالسوق جريمة ولكن دون وجود منظم لفرض تطبيقه، لا يمكن للمستخدمين الحصول على رأس مالهم.
بالإضافة إلى الطرق الشائعة مثل المصادقة الثنائية، لدى الخبراء وبعض النصائح الأخرى حول كيفية حماية المستثمرين من محافظهم. .
من الواضح أنه في حين أن اختيار منصة تداول آمنة ومنظمة أمر حيوي، لا يزال متداولي العملات الرقمية يجهلون إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بحماية أموالهم.
ومع ذلك، فإن جهود تدخل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) تمثل أخبارًا جيدة لهذا السبب بالتحديد. كونه من المتوقع أن ترتفع معايير الجودة في المنصات المعتمدة مما يعود بالفائدة على المستخدمين.