تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

هل البيتكوين سلعة أم عملة ؟

لقبت عملة البيتكوين بالعديد من الأسماء على مر السنين، مثل:

النقود الرقمية، الذهب الرقمي، عملة الخداع، أصل استثماري، ونهاية الرأسمالية الحديثة كما نعرفها.

ولكن مع ارتفاع سعر البيتكوين لمستويات كبيرة فقد حان الوقت لإعادة النظر مرة أخرى في عملة البيتكوين وكيف يُنظر إليها.

فيما يلي سنتطرق للإجابة عن سؤال مفاده:

هل البيتكوين سلعة أم عملة ؟ وكيف يُنظر إليها ؟

البيتكوين كعملة:

يمكن استخدام عملة البيتكوين لشراء العديد من الأشياء منها ما تطرقنا إليه في مقالة سابقة على بيتكوين العرب كشراء الأعمال الفنية والطعام والسيارات والعقارات…

جاء أحد أقدم إثباتات مفهوم البيتكوين عندما اشترى “لازلو هانياك” اثنين من البيتزا بدفع 10000 بيتكوين مقابلها.

يتم الآن الاحتفال بهذا اليوم باعتباره “يوم بيتزا البيتكوين”.

منذ ذلك الحين، أكثر من 100,000 موقع ومتجر  إلكتروني مختلف يقبل البيتكوين كوسيلة للدفع.

فيما بعد ابتعدت البيتكوين عن كونها عملة في سنة 2018 حيث حلت عملة الايثيريوم محلها بإعتبارها عملة أكثر تحركا بين التجار والمستخدمين.

وقد زاد عدد حاملي البيتكوين وتم الاستدلال على ذلك من خلال زيادة عدد العناوين المحتفظة بالبيتكوين، حيث لاحظت “Grayscale” زيادة ملحوظة في عدد حاملي البيتكوين، خاصة عدد الأشخاص الذين يحتفظون بالبيتكوين لمدة تزيد عن ثلاث سنوات مقابل المضاربين الذين نقلوا البيتكوين في آخر 90 يوما.

أخيرا، وليس آخرا، لكي تكون العملة قابلة للحياة، يجب أن تتمتع بتقلب منخفض.

إذا تذبذت العملة كثيرا، فمن الصعب تقييم السلع والخدمات بشكل مناسب بواسطتها.

خاصة عندما يتعين عليك مراعاة أوقات المعاملات بالبيتكوين.

حيث يمكن تقييم سلعة ما بالبيتكوين، وبعد مدة ترتفع أو تنخفض عملة البيتكوين، فيصبح تقييم السلعة مختلف، خاصة إذا كانت عملية الشراء تأخذ وقتا.

معظم العملات النقدية التقليدية لديها معدل تقلب سنوي يتراوح بين 0.5٪ و 1٪ كل 30-60 يوما.

بينما عملة البيتكوين تتأرجح بين 4-5٪ وأحيانا أكثر من ذلك بكثير.

في وقت كتابة هذا التقرير، ارتفع البيتكوين بنسبة 14.30% في آخر 7 أيام، وعليه فإن البيتكوين بعيد كل البعد عن استقرار العملات النقدية.

البيتكوين كاستثمار:

ماذا يحدث إذا أعتبرنا البيتكوين أصل استثماري، حيث يمكن رؤيته كشيء يمكن شراؤه والإحتفاظ به على أمل ارتفاع سعره.

هنا نجد تيارين ومعسكرين، هما:

تيار يؤمن بعملة البيتكوين وآخر يشكك في البيتكوين.

من جانب المؤمنين بالبيتكوين، فهناك شركات مثل “MicroStrategy” و “Square”

تعتبر هاتان الشركتان من المستثمرين الرواد في البيتكوين، حيث ضخا معا ما يقرب من 600 مليون دولار في البيتكوين.

هذه الشركات تنظر للبيتكوين بأنه أصل مميز له عرض نقدي يتجاوز التيسير الكمي الذي تستخدمه حاليا بعض أكبر الاقتصادات في العالم.

يرى “مايكل سايلور” الرئيس التنفيذي لشركة “MicroStrategy” أنه مع زيادة البنوك المركزية في عملية طباعة الأموال تصبح هذه النقود متضخمة وتفقد قيمتها.

بينما البيتكوين من ناحية أخرى لا يمكن لأي أحد أو أي شيء تغيير ذلك.

حيث أن العرض الإجمالي الخاص بالبيتكوين ثابت وغير متضخم.

نتيجة لذلك، يُنظر إلى البيتكوين من طرف المؤمنين به على أنه أصل استثماري.

وقد شهدت “MicroStrategy” عائد استثماري وصل لغاية 133 مليون دولار  بعد استثمارها بـ 550 مليون دولار.

والميزة الثانية التي يملكها البيتكوين ويتغنى بها المؤمنون بها هو إمكانية وصولها لأولئك الذين لا يملكون حسابات مصرفية

حيث أن هناك 2.5 مليار من البالغين في العالم لا يستخدمون البنوك أو أي مؤسسات تمويلية للادخار أو الاقتراض.

يعود جزء من ذلك إلى وجهة نظر البنوك حول ربحية هذه المجموعة مقابل تكاليف الوصول إليها.

وسبب آخر يجعل البيتكوين مميز هو تماسكه وإرتفاع قيمته في الكثير من الأحيان عكس بعض العملات المنهارة التي تعكس حالة الإقتصاد مثل البوليفار الفنزويلي، الليرة اللبنانية …

عندما تتراجع العملات النقدية المحلية، تميل الحكومات إلى تقييد وصول المواطنين إلى العملات الأجنبية لمنع المزيد من تخفيض قيمة العملة.

بالإضافة إلى ذلك ترى البنوك أن التورط في العمل المصرفي للمواطنين لهذه العملات المتقلبة أمر محفوف بالمخاطر، مما يبقيهم خارج تلك الأسواق.

بينما تتمتع عملة البيتكوين بمميزات تجعلها بمثابة أصل إستثماري مثالي للعديد من سكان العالم الثالث.

لكن لا يرى الجميع الأمر بهذه الطريقة.

يعتبر البعض الآخر عملة البيتكوين وسيلة استثمار خطيرة، لأنها لا تلتزم وتتوافق مع الهياكل والمؤسسات.

في منشور لمؤسسة IPE موجه للمستثمرين المؤسسات في أوروبا، يوضح ويوصي بضرورة الابتعاد عن البيتكوين، وعدم النظر إليه كاستثمار، على أساس أنه ليس لديه لوائح واضحة بشأن أشياء مثل الوساطة الائتمانية والتنظيم.

وجادل المنشور أيضا بعدم وجود سوق موثوق به لتداول العملات المشفرة للمؤسسات فقط، وغياب البنوك الكبيرة التي توفر السيولة للمتداولين.

البيتكوين كسلعة؟

في الشق الأول من المقال تناولنا البيتكوين كعملة وكإستثمار وناقشنا البيتكوين من تلك الزاويا.

ماذا عن النظر من منظور أن البيتكوين سلعة.

للتذكير، فإن السلع الأساسية هي سلعة يمكن استبدالها بسلع أخرى من نفس النوع.

بشكل أساسي يمكن القول أن السلعة التي ينتجها منتج واحد هي في الأساس نفس تلك التي ينتجها منتج آخر.

أمثلة على السلع في العالم الحقيقي:

  • بقوليات
  • ذهب
  • لحم بقري
  • نفط
  • غاز طبيعي
  • عملات أجنبية

في السنوات الأخيرة، تمت إضافة المزيد من المنتجات المالية إلى قائمة السلع من بينها عملة البيتكوين.

في أمريكا، حددت لجنة تداول السلع الآجلة البيتكوين كسلعة في عام 2015.

ولكن ماذا يعني ذلك عمليا؟

تتمتع السلع تقليديا بتقلبات السعر مقابل الأصول مثل الممتلكات، أو الإمدادات النقدية مثل العملات، مما يجعلها بيئة خصبة للمضاربين الذين يحاولون توقع صعود وهبوط أحد الأصول والمراهنة وفقا لذلك.

هذا هو المكان الذي تجد فيه تداول العقود الآجلة، وهو سوق يحاول الناس فيه التنبؤ بأي اتجاه ستتأرجح السلعة نحوه.

منذ إطلاق أول عقد آجل للبيتكوين في ديسمبر 2017 من قبل بورصة شيكاغو (CBOE)، انتشرت بعدها العقود الآجلة بشكل كبير، وأصبحت تمثل الآن أكثر من 75٪ من إجمالي حجم تداول البيتكوين.

صرح متحدث بإسم منصة التداول “AAX” التي تعد أول منصة في العالم تدعمها بورصة لندن للأوراق المالية، بالقول:

تقلب عملة البيتكوين يفسح المجال لتداول العقود الآجلة.

بعض من أكبر النمو المسجل في منصتنا كان حول تداول العقود الآجلة للبيتكوين، حيث يبحث المستثمرون بشكل متزايد عن طرق لتنويع المحافظ وحماية ثرواتهم من التضخم.

يبدو أن البيتكوين كسلعة يعمل على أفقين استثماريين مختلفين.

تقلبات قصيرة الأجل بشكل يومي ومضاربة طويلة الأجل.

بالإضافة إلى ذلك فإن البيتكوين يعتبر كسلعة أكثر تنظيما من كونه عملة أو استثمار.

وذلك بفضل بورصة شيكاغو، حيث وضعت معيار للتنظيم والذي أثر على المنصات الغير متوافقة.

وأحدث مثال على ذلك منصة BitMEX، التي تم وصفها بكونها منصة تداول غير مسجلة.

نظرا لأن أسواق العقود الآجلة تسمح للمستثمرين بالمضاربة دون الحاجة إلى الاحتفاظ بالأصل الأساسي، فقد جلبت اهتمام المؤسسات بعملة البيتكوين مما ساعد على اعتبار البيتكوين كسلعة أكثر منها أي شيء آخر.

في الختام:

يمكن القول أن النظر للبيتكوين يختلف بإختلاف الجهة التي تقدم رأيها.

لكن وبشكل عام وفي ضوء ما تم التطرق إليه أعلاه يمكن القول أن البيتكوين قريب من كونه سلعة أكثر من أي شيء آخر، حيث يمكن تشبيه البيتكوين كسلعة بالنفط، هذا الأخير الذي يمكن الاستثمار فيه والمضارية عليه أو تداوله كعقد آجل.

اقرأ أيضا:

حجم تداول البيتكوين يسجل انخفاضا في شهر أكتوبر …إليكم أبرز الأسباب

كل ما تحتاج معرفته حول انقسام البيتكوين كاش وأهم التغييرات القادمة

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق