بيتكوين العرب

ما هو تأثير كمبيوتر جوجل “كوانتوم” على عالم الكريبتو؟

قبل التطرق لمدى تأثير كمبيوتر جوجل “كوانتوم” على عالم الكريبتو؟

نعرج بجولة بسيطة حول ماهية حاسوب الكوانتوم:

حسب موقع ويكيبديا فإن الحاسوب “كوانتوم” أو الكمومي هو  آلة تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم وظواهرها، مثل حالة التراكب الكمي والتشابك الكمي، للقيام بمعالجة البيانات.

في الحواسيب التقليدية، تكون كمية البيانات مقاسة بالبت.

أما في الحاسوب الكمي فتقاس كمية البيانات بالكيوبت qubit (اختصارا ل Quantum bits).

المبدأ الأساسي للحوسبة الكمية هي القدرة على الاستفادة من الخواص الكمية للجسيمات لتمثيل البيانات ومعالجتها، إضافة لاستخدام قواعد ميكانيكا الكم لبناء وتنفيذ التعليمات والعمليات على هذه البيانات.

مايميز حاسوب “كوانتوم” على الحاسوب العادي الذي نستخدمه هو قدرة المعالجة الهائلة والتي تتفوق بملايين أضعاف الحاسوب العادي.

وقد صور العديد من المحللين التقنيين حاسوب “كوانتوم” بأن له القدرة على حساب حبيبات الرمل على كل شاطئ على كوكب الأرض في ظرف وجيز.

دارت العديد من التكهنات حول ما تحضر له شركة “قوقل” من بناء حاسوب كمومي خارق

لتقوم في الأيام القليلة الماضية  بالإعلان عن حاسوب يسمى “Sycamore” مع صور له والتي ظهر فيها بشكل غريب مغطى بالعديد من الأسلاك وموضوع في غرفة ذات درجة برودة مخصصة ليقوم بأداء حسابات جد مقعدة في ظرف 200 ثانية والتي في العادة تستغرق 10 آلاف سنة بالحواسيب العادية حسب ماجاء في المصدر.

ومثلما أشرنا في بداية الموضوع فإن معالجات الكم تستخدم التراكب والتشابك، حيث تسمح هذه السلوكيات الفردية للرقاقة الكمومية بمعالجة كميات هائلة من البيانات في وقت واحد.

هذه الآلات ليست جديدة، حيث تتيح خدمات مثل “D-Wave’s Leap” لأي شخص أن يكتب برامج لجهاز كمبيوتر كمّي قائم على التخزين السحابي في “بايثون”.

لكن ومن شدة القدرة الهائلة التي يوفرها هذا الحاسوب يبدو وكأنه خيال علمي.

وبحسب المصدر المذكور سابقا فإن قوقل حققت قفزة في مجال صناعة الحواسيب الكمية وتفوقت من الناحية النظرية على أي حاسوب موجود تقريبا، لكن من الناجية العملية فإنه قليل جدا.

أي أن تفوق قوقل بحاسوبها الجديد الذي تمكن من إجراء عملية حسابية مستحيلة الأداء على أجهزة الحوسبة التقليدية.

وبحسب الباحثون فإنه ومع أول حاسوب كمّي لا يمكن محاكاته بشكل معقول على جهاز كمبيوتر كلاسيكي، فتحنا مجالا جديدا للحوسبة لاستكشافها.

لكن مازالت العمليات الحسابية التي يقوم بها كمبيوتر الكم ليست عملية تماما.

النقلة النوعيـة:

بعد كشف قوقل عن جـهازها ذو الحوسبة الكمومية ظهرت العديد من الأصوات والآراء حول مدى تأثير كمبيوتر جوجل “كوانتوم” على عالم الكريبتو؟

ومدى قدرة الجهاز على كسر عمليات التشفير التقليدية والتي من بين التطبيقات المهددة العملات الرقمية المشفرة.

حيث أغلب التشفير الحالي يعتمد على خوارزمية SHA-256 والتي هي خوارزمية تجزئة شائعة تنشئ “تجزئات” لكلمة مرور مكونة من 32 بايت، وتحولها إلى كود غير قابل للقراءة (كلمه السر).

صرح في هذا الشأن السيد “باتريك داي” مؤسس ورئيس مجلس إدارة Qtum، قائلا:

تؤثر الحوسبة الكمية على العديد من أشكال التشفير، بما في ذلك SHA-256، والذي يتم استخدامه بواسطة البيتكوين.

نظرا لأن البيتكوين لها قيمة، فسيكون لدى الناس المزيد من الحوافز لمهاجمتها.

ومع ذلك، أعتقد أن العديد من خوارزميات التشفير الأسهل سيتم كسرها أولاً وتنبيه المجتمع إلى أن الوقت قد حان للتغيير.

كسر SHA-256 ليس شيئا يحدث بين عشية وضحاها.

حيث سيكون لدينا العديد من التحذيرات.

في النهاية، سيدفع عمال المناجم الثمن عند حدوث التبديل، لأنهم عالقون بأجهزة غير متوافقة، لكن بيتكوين سيستمر في التقدم.

في النهاية ، يعتقد الباحثون أننا نسير على الطريق الصحيح لكسر خوارزميات التجزئة وحتى أنظمة التشفير غير المتماثلة التي تشغل مفاتيحنا العامة والخاصة الحالية.

بينما يرى “يوهان بولساك” مدير تقني لشركة QAN في هذا الصدد ويعبر مصرحا بمايلي:

إن الحوسبة الكمية ستجبر جميع العملات المشفرة على تبني خوارزميات توقيع جديدة، حيث أن الخوارزميات الحالية (تلك المستخدمة من قبل البيتكوين و الايثيريوم) معرضة لتزوير التوقيع.

بينما تفاعل “فيتاليك بوترين” مؤسس الايثيريوم حول الحوسبة الكمومية، مصرحا:

 إن انطباعي عن التفوق الكمومي الحديث حتى الآن يمكن تلخيصه في جملة واحدة هي أن الحوسبة الكمومية الحقيقية ما هي إلا قنابل هيدروجينية للإنصهار النووي.

حيث أنها موجودة ويمكن استخراج الطاقة منها لكنها مازالت بعيدة عن الإستخدام الموجه نحو أشياء مفيدة.

من جهة أخرى يعتقد “دافيد شوم”، مؤسس شركة “Praxxis”، أن أنظمة إثبات العمل ستكون أكثر مقاومة للهجمات الكمومية، وقال في هذا الصدد:

إن خوارزميات التجزئة في بروتوكولات إثبات العمل (PoW) التي تتطلب التعدين تقاوم عموما الحوسبة الكمومية.

إن زاوية الهجوم الأكثر احتمالا للعدو باستخدام كمبيوتر الكم هي كسر أمان محافظ في بروتوكولات إثبات العمل وإثبات المشاركة.

يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمومية استخدام شيء يسمى خوارزمية “Shor” لعامل الأعداد الصحيحة الطويلة التي تستخدمها العملات المشفرة لتأمين المحافظ.

وأضاف “شوم”:

بالنظر إلى عدم إمكانية التنبؤ بالتقدم العلمي والسرية المحيطة به، فإن التنبؤ بدقة بالوقت الذي ستكسر فيه أجهزة الكمبيوتر الكمومية تشفير البلوكشين هو مهمة حمقاء.

مع ذلك من الصعب التغلب على العوائق التي تحول دون تطوير الكمبيوتر الكمومي،و لا يوجد دليل على أنه لا يمكن التغلب عليها.

مضيفا في تفسيره:

في يوم من الأيام القريبة، سيتم إنتاج كمبيوتر كمومي قادر على استخدام خوارزمية “Shor” لهزيمة العديد من أنظمة التشفير.

سيكون مجتمع البلوكشين غبي إن تجاهل هذا التهديد.

وجهت وكالة الأمن القومي الوكالات الحكومية إلى وقف العمل على أنظمة التشفير الكميّة الحساسة قبل أربع سنوات مضت.

ما يعني أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تأخذ الحوسبة الكمية على محمل الجد، لذلك يجب علينا نحن كذلك فعل المثل

خلاصة القول وببساطة أنه وبمجرد أن يبدأ التفوق الكمي في لمس تطبيقات العالم الحقيقي – بما في ذلك الخاصة بالعملات المشفرة- فإن كل شيء سوف ينهار.

الطريقة الوحيدة لتقليل الضرر هي الاستعداد لذلك.

قال “أدريان سكوت”  الرئيس التنفيذي لشركة “Freedom Stack”:

في حالة البيتكوين، إذا كان لدى شخص ما القدرة على الحوسبة الكمومية قبل الآخرين، فقد يتمكن من البدء في نقل بعض أرصدة البيتكوين الكبيرة قبل ترقية الشبكة.

في الأخير يمكن القول أنه وبالرغم أن التطوير مستمر على الحواسب الكمومية ومازال أمامها بعض الوقت لتقوم بتطبيق هجوم على تشفير البيتكوين إلا أنه لا يمكن التغاضي عن ذلك ويجب البدء في البحث عن تحديثات للشبكة قبل أن تحصل الكارثة.

اقرأ أيضا:

ما هي علاقة عملة البيتكوين الرقمية بـ الحاسوب الكمي (Quantum Computer)؟

ما هو السبب الرئيسي حول عدم تبني عملة البيتكوين الرقمية على نطاق واسع؟

كيفية ربح المال من البيتكوين عبر ثلاث طرق مضمونة

Exit mobile version