بيتكوين العرب

تاريخ المال في مقالة … من السلع إلى العملات الرقمية

مرّ على سوق البيتكوين 10 سنوات منذ بدء عمله.

وبالنظر لما يعانيه سوق الكريبتو في الوقت الحالي من نزول وتراجع كبير عمّا كان عليه في نهاية سنة 2017 وتراجع قيمة العديد من العملات المشفرة بشكل كبير جعل العديد من النقاد يرون أن العملات المشفرة قد ماتت وأنها ليست سوى مخططات هرمية.

ما يجعل التساؤل الذي يُطرح:

هل العملات المشفرة هنا لتبقى أما أنها ستختفي وتزول تماما خاصة إذا نظرنا من منظور تاريخي للتطورات النقدية على مر العصور.

دعونا نفصل في الأمر أكثر.

يتطور اقتصادنا وتجارتنا بشكل مستمر ويتكيف مع أسلوب عيشنا بصفة مستمرة.

في هذا المقال سنتعرف على تاريخ المال واتجاهاته الرئيسية ولماذا قد يتطور مستقبلا نحو الأموال الرقمية المشفرة.

موجز حول تاريخ المال:

يشير المؤرخون بأن البشر شرعوا في استخدام المال منذ فترة ما قبل التاريخ أي قبل حتى أن تكتب السجلات.

لا يوجد دقة كبيرة في تحديد الفترة التي بدأت فيها النقود، حيث حدثت عدة تطورات متزامنة تاريخيا وفي أماكن جغرافية مختلفة من العالم، والبشر بطبيعتهم يتنقلون من مجتمعات الصيد للجمع وغيرها من الأنشطة البدائية.

إلا أنه يمكن القول أنه داخل المجتمعات الصغيرة لم تكن هناك حاجة للتبادل حيث كانوا ينسقون جهودهم نحو أهداف محددة ويعملون على تحقيقها وبذلك لم يكن هناك تنوع في المنتجات بشكل كبير وكان الجميع يملكون نفس السلعة.

لكن عند النظر للمجتمعات الكبيرة فهناك اختلافات متباينة في الحاجات ما جعل الاستيراد والتصدير ما بين المجتمعات ضرورة حتمية، ومن ثمة أصبح هناك ضرورة للمال واستخدامه.

الظهور الأول للنقود:

كان المال في أبسط استخدام له عبارة عن سلعة يجري الاتفاق الجماعي حولها وحول قيمتها.

حيث اعتمدت بعض المجتمعات في كل من الصين والهند وافريقيا على “cowrie” (أرجل السرطانات) كعملة لهم.

كما شاع استخدام الذهب والفضة كأموال أساسية، فبالاضافة إلى كونها قيمة من ناحية أنها مجوهرات فهي كذلك نادرة وقابلة للتقسيم ومحمولة ومتينة وهي خصائص المال.

ويعتبر القفز من اقتصاد المقايضة والمبادلة لاقتصاد استخدام السلع كأموال أحد أكبر الاختراعات الاقتصادية لدينا.

كانت التجارة ثنائية وتبادل نوعا واحد من السلع مقابل نوع آخر ليتطور الأمر أكثر بتوفر أكثر من 10 أنواع للتداول ما يعني ضرورة معرفة القيمة النسبية لكل سلعة.

العملات المعدنية:

العملات المعدنية تم اختراعها أول الأمر في مناطق شرق آسيا (الهند، الصين)، في الفترة ما بين 700-500 قبل الميلاد.

وكانت تصك هاته العملات بصور ملوك تلك المناطق وتصنع من معادن مميزة مثل الالكتروم (مزيج طبيعي بين الذهب والفضة).

كان الالكتروم في ذلك الوقت نادرا ومتينا ما يجعله قيما كعملة للاستخدام.

الأموال المعدنية جعلت عمليات التبادل والتجارة أسهل وأسرع ولم يعد من الضروري وزن الأموال (السلع)

وأصبح بإمكان المرء أن يقرأ على ظهر العملة ليعرف قيمتها وفئتها.

مختصر القول أن العملات المعدنية جعلت الاقتصاد ينمو بشكل أكبر وأسرع.

العملات الورقية:

يمكن القول أن العملات الورقية كانت تطويرا للعملات المعدنية وكانت أسرة “سونغ” في الصين أول العائلات الملكية التي استخدمتها في القرن 11 ميلادي.

حيث كان الهدف من ذلك تقليل نقل العملات النحاسية اللازمة في الصفقات الكبيرة والتي ستشكل عبء وثقلا عند عملية التنقل.

لذا تم تطوير العملات الورقية.

في سنة 1661 قدم البنك السويدي أوراق نقدية تعوض اللوحات النحاسية.

بذلك فإن العملات الورقية جاءت لتسهل أمر التعامل بشكل أسهل وأكبر، ويمكن اعتبار العملات الورقية أحد أهم الأسباب التي ساعدت الأمريكيتين في نقل الأموال عبر المحيط الأطلسي.

العملات البلاستيكية:

العنوان كناية على أن الأموال أصبحت تخزن في شريحة بلاستيكية.

في سنة 1958 تم تقديم أول بطاقة ائتمانية “BankAmericard” ليتم بعدها الترخيص للبنوك الأخرى الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية باستخدامها.

بعدها ظهرت علامة فيزا، ماستر كارد لتعقد شراكات مختلفة مع البنوك المالية وتتيح لها إمكانية الاستفادة من خصائص البطاقة الائتمانية.

بذلك فهناك تحسن واضح عما كانت عليه الأموال في السابق (معدنية، ورقية) وأصبح بالامكان إجراء معاملات كبيرة وصغيرة دون الحاجة للقلق عن النقد المتوفر.

قدمت البطاقات الائتمانية وظائف مالية مبتكرة من إمكانية الدفع عن بعد ما يعني قفزة أخرى في عالم المال.

العملات الرقمية المشفرة:

تعتبر العملات الرقمية المشفرة حديثة النشأة ومرت بفترة قصيرة للغاية مقارنة بالعملات التقليدية الأخرى إذ أن لها 10 سنوات فقط من الوجود.

كانت عملة البيتكوين هي العملة الوحيدة المتوفرة لينبثق فيما بعد أكثر من 2000 عملة رقمية مشفرة باستخدامات ومشاريع مختلفة مبنية جميعها على تقنية البلوكشين.

ويمكن تشبيه الانفجار في عدد العملات الرقمية المشفرة بمثل ما حدث سنة 1913 في الولايات المتحدة الأمريكية حينما لم يكن البنك الاحتياطلي الفيدرالي هو الوحيد الذي له الحق في توزيع وصك العملات، لينبثق عن ذلك أكثر من 5000 عملة مختلفة من الأوراق النقدية والصادرة من مختلف البنوك الخاصة في جميع أنحاء البلاد.

النمو الاقتصادي والتطورات المالية:

بالنظر لعملية تطور المال اجمالا نرى أنه يتغير بتغير النمو الاقتصادي بل إن تطور المال يهدف لمساعدة النمو الاقتصادي وتسريعه.

المنحنى الموضح أعلاه يوضح الحجم الاقتصادي ونموه وتسارع الآليات والوسائل المالية والتي تساهم بشكل عام في زيادة الانتاج الاقتصادي.

وإن كنا نريد فهم المال وكيف سيكون عليه الحال مستقبلا فعلينا دراسة الاتجاه المشكل للاتجاه الاقتصادي الحالي لفهم إن كانت العملات الرقمية المشفرة ستبقى لأمد طويل لغاية ظهور فكرة وآلية جديدة؟

 

اقرأ أيضا:

الأسواق المالية التقليدية تعاني من الاحتيال أكثر من سوق العملات الرقمية المشفرة

ما هي التكنولوجيا المالية (FinTech)؟

دليل المبتدئين: ما هي العملات الرقمية ؟ وكيف يمكنني كسب المال من العملات المشفرة؟

Exit mobile version