تشغيل / ايقاف القراءة الليلية
مواضيع العملات الرقمية

أرقام ومحطات 2020: رحلة البيتكوين من 3800 دولار إلى ما يقرب 30 ألف دولار

سنة 2020 سنة مثيرة للاهتمام وليست كباقي السنوات.

حيث اجتاح فيروس كورونا العالم بأسره وبسببه تغيرت حياة ملايين من البشر.

كان لهذا الفيروس تأثير مباشر على جميع الصناعات والأسواق.

ولم تكن العملات الرقمية المشفرة استثناء.

حيث ومع بداية 2020 ومنذ إعلان فيروس كورونا كجائحة عالمية أنهارت كافة الأسواق المالية وسوق الكريبتو معها إلا أن نهاية السنة لم تكن مثل بدايتها على الإطلاق.

فيما يلي سنتطرق لأهم الأحداث والمحطات التي مرت على سوق الكريبتو في 2020 وسنقسمها على أربعة أرباع سنوية، والبداية:

يناير – مارس: العالم قبل فيروس كورونا والموجة الأولى

ببعض الدقة يمكن القول أنه تم اكتشاف فيروس كورونا الجديد في الصين قبل بداية عام 2020، ولكن في شهر مارس 2020 اتخذت معظم الدول إجراءات جادة مع تفشي الفيروس الجديد.

مع ذلك كانت الأشهر الأولى هادئة نسبيا.

كانت قيمة البيتكوين تزداد فيما بدا وكأنه تقدم صحي للغاية.

في بداية شهر يناير، أطلقت بورصة شيكاغو التجارية (CME) المزيد من خيارات البيتكوين، لتزويد مستثمريها المؤسسات بمزيد من الأدوات لتلقي التعرض الغير مباشر للعملات الرقمية المشفرة.

وجاءت المزيد من الأخبار الإيجابية للصناعة بأكملها حيث قام اثنان من أكبر البنوك في العالم، وهما “Goldman Sachs” و “Citigroup” بتنفيذ مقايضة للأسهم على شبكة بلوكشين مشابهة للايثيريوم.

كانت هناك إشارات تدل على أن شيئا سيئا كان يتخمر ويحضر في نقسه، ومن السهل رؤيته في وقت لاحق.

ومن بين المؤشرات الدالة على ذلك بدء البنوك في إدخال أسعار فائدة سلبية، مما يسلط الضوء على بعض الفوائد الكامنة في عملة البيتكوين.

في فبراير، أجلت الصين تطوير عملتها الوطنية الرقمية مع استمرار الوباء في الانتشار، على الرغم من أن الانتشار في هذه المرحلة كان مقصورا إلى حد ما على الصين.

بحلول نهاية شهر فبراير، بدأت الأمور تتجه نحو الأسوأ.

سجلت وول ستريت أسرع تصحيح بنسبة 10 ٪ في التاريخ حيث بدأ  فيروس كورونا ينتشر في العالم بأسره.

انتقل هذا سريعا إلى سوق العملات الرقمية المشفرة.

في منتصف شهر مارس، شهدت البيتكوين أسوأ أسبوع لها منذ عام 2013.

كان الذعر منتشرا في جميع أنحاء السوق حيث اندفع العديد من المستثمرين للتخلص من ممتلكاتهم، مما أدى إلى انخفاض البيتكوين بنسبة تزيد عن 40 ٪ في يوم واحد.

لم يقتصر هذا على البيتكوين حيث عانت جميع العملات الرقمية المشفرة الأخرى بشكل كبير.

لكن بمجرد أن هدأ الغبار المصاحب للإعلان الأول عن جائحة فيروس كورونا، أدرك الكثيرون أن الأسوأ قد مضى وأن الأفضل لم يأت بعد.

خاصة مع ما فعلته الحكومات الكبرى بعد ذلك لمواجهة الأزمة الاقتصادية والذي كان في صالح سوق العملات الرقمية.

أبريل – يوليو: فترة طباعة النقود والنمو اللانهائي

ضربت الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا الأسواق بشدة لدرجة أن الحكومات في جميع أنحاء العالم اضطرت لطباعة النقود وإنقاذ العديد من الشركات من خطر الإفلاس.

وكان في صدارة من طبع الأموال الولايات المتحدة الأمريكية.

سيكون هذا لاحقا بمثابة دفعة كبيرة للمؤسسات لإدراك الفرصة التي تقدمها البيتكوين.

ومع ذلك، في هذه المرحلة، بدأ المؤيدون للعملات الرقمية في تسليط الضوء على حقيقة أنه على عكس الدولار الأمريكي، تعتبر عملة البيتكوين عملة صعبة لا يمكن التحكم فيها وزيادة حجمها بسك المزيد منها مثلما فعلت الحكومة الأمريكية مع الدولار.

وظهر البيتكوين بمثابة مخزن للقيمة ويمكن أن تنمو الاستثمارات فيه بدلا من خسارة القيمة.

توصل الكثير من الناس إلى هذا الاستنتاج، حيث استمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في طباعة النقود وضخه الأموال للاقتصاد المتضرر بشدة من الإغلاق الناجحم عن فيروس كورونا.

في هذا  الوقت بالذات، بدأت عملة البيتكوين مرحلة التعافي، وبحلول مايو، كانت التأثيرات تظهر بالفعل لما حدث بعد ذلك.

وكان شهر مايو على موعد مع حدث يحدث مرة كل أربعة سنوات وهو انقسام مكافأة تعدين البيتكوين التي حدثت في 11 مايو 2020.

في هذا الحدث انقسمت المكافأة المقدمة للمعدنين للنصف، ما يعني تقليص حجم البيتكوين القادم من عملية التعدين.

بالنظر إلى مجريات الأمور والاختلاف الظاهر بين البيتكوين والدولار، حيث أن الدولار يجري طباعة المزيد منه بينما يتم تقليص حجم البيتكوين القادم من التعدين، أقبلت شركة Grayscale بقوة وأصبحت تشتري البيتكوين بحجم أكثر مما يتم تعدينه.

في يونيو، تم الانتهاء من الإنخفاض وأصبح الرسم البياني للبيتكوين على شكل حرف “V”، معلنا بداية الموجة الصعودية.

في يوليو، احتفلت الايثيريوم بعيد ميلادها الخامس، في ذلك الوقت ارتفع سوق العملات الرقمية إلى أعلى مستوى جديد له على الإطلاق في 5 أشهر حيث تجاوز إجمالي القيمة لسوق الكريبتو ككل 300 مليار دولار.

مع استمرار ازدهار صناعة الكريبتو، كان المنظمين في الولايات المتحدة المريكية بالمرصاد لمشاريع الكريبتو، حيث قامت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC بتغريم شركة “التيليجرام” مما أضطرها لدفع غرامة مالية بقيمة 18.5 مليون دولار.

ويمكن القول أنها بداية حرب هيئة “SEC” على مشاريع الكريبتو.

أغسطس – أكتوبر: انفجار وازدهار سوق التمويل اللامركزي

يعتقد الكثيرون أن مجال التمويل اللامركزي هو مستقبل العملات الرقمية المشفرة.

وكان عام 2020 عام بداية سوق التمويل اللامركزي.

ارتفعت حجم التمويل في هذه الصناعة بأكثر من 2500٪. في أغسطس، وبدأت الأمور تسير بشكل متسارع نحو الإرتفاع.

كان YFI أو مشروع Yearn Finance أحد أكثر المشاريع البارزة التي سلطت الضوء على النمو غير المسبوق لمشروع تمويل لامركزي DeFi.

المشروع المؤسس من طرف “أندري كرونج” ارتفعت قيمة عملته الرقمية “YFI” من 0 دولار إلى 44000 دولار، وهو أمر لم يكن أشد المتفائلين يتوقعه.

على الرغم من انخفاض سعر العملة الرقمية المشفرة إلى النصف، إلا أنها لا تزال من الناحية الفنية ثاني أغلى عملة رقمية مشفرة في السوق.

بعد ذلك، رأينا الكثير من المشاريع تغمر مساحة التمويل اللامركزي.

ومن بين المشاريع البارزة والتي أنتشر صيتها بشكل سريع مشروع SUSHI الذي جاء بهدف منافسة منصة uniswap، لكنه تعرض لعدة مشاكل وأبرزها ذهاب مؤسس المشروع بأموال المستخدمين، ليعدل عن قراره بعد ذلك ويعيد الأموال للمشروع الذي ما زال في ساحة DeFi لغاية اللحظة.

في مكان آخر، أعلنت شركة “بايبال”، عن خططها للبدء في تقديم خدمات العملات الرقمية المشفرة لمستخدميها.

وهو ما يعد صفقة ضخمة لصناعة الكريبتو بأكملها، نظرا للعديد الضخم من مستخدمي بايبال.

في أكتوبر، وجهت لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية صفعة لمنصة “BitMEX” وأصحابها، بمن فيهم “آرثر هايز”.

وزعمت الدعوى القضائية أن المنصة تدير عملتها بشكل غير قانوني، بعدها تم اتهام اسم مشهور آخر في صناعة الكريبتو وهو “جون مكافي” واتهامه بالترويج لعروض عملات أولية احتيالية، ليتم سجنه في أحد السجون الاسبانية، ومازال هناك لغاية اللحظة.

نوفمبر – ديسمبر: تألق البيتكوين

كان الشهرين الأخيرين من هذا العام مذهلين بالنسبة للبيتكوين.

الجزء الأكثر إثارة للإعجاب هو أن هذه ليست دورة ضجيج يحركها مستثمرو التجزئة بل ارتفاع البيتكوين هذه المرة كان مدفوع بالمؤسسات الاستثمارية.

والذي بدأته شركة “MicroStrategy” المدرجة في بورصة ناسداك والتي قررت تحويل خزينتها الاحتياطية للبيتكوين مما مهد الطريق للعديد من المؤسسات الأخرى للمتابعة.

تبعت شركة  “MicroStrategy”  شركة “جاك دورسي” بالإضافة إلى بعض من أكبر صناديق التحوط، بمخصصات مختلفة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في قيمة البيتكوين.

في نوفمبر تعافت البيتكوين منذ فترة طويلة من أدنى مستوياتها، والأكثر من ذلك، حطمت الرقم القياسي المسجل في 2017.

وما تبع ذلك كان أكثر إثارة للإعجاب.

في ديسمبر، الشهر الأخير من عام 2020، كسرت عملة البيتكوين جميع التوقعات وارتفعت إلى ما وراء المستويات النفسية الرئيسية على طول الطريق وصولا لـ 29000 دولار.

ويبدو أن عملة البيتكوين في طريقها لأخذ لقطة عند 30 ألف دولار، الذي يعد الهدف الرئيسي التالي للبيتكوين.

ومع ذلك، كان هناك خبر آخر اقتحم سوق العملات المشفرة مؤخرا، وهو أمر ربما يلقي بظلاله على أداء البيتكوين الرائع إلى حد ما.

هذا الأمر يتمثل في رفع لجنة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات رسمية ضد أحد أكبر شركات الكريبتو وهي شركة الريبل.

حيث تزعم الهيئة التنظيمية أن شركة الريبل  قدمت عرضا للأوراق المالية بطريقة غير مسجلة بقيمة 1.3 مليار دولار، مما يعني أتهام عملة XRP بأنها عملة أمان وضمان.

نتيجة لذلك، حذفت العديد من منصات التداول الرئيسية العملة من قوائمها، وانخفضت سعر عملة الريبل من 65٪ نتيجة لذلك في غضون أيام قليلة ماضية.

في الختام:

يمكن القول أن عام 2020 هو العام الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لصناعة العملات الرقمية بالكامل.

الحقيقة الوحيدة والأكثر أهمية التي يجب على الجميع إدراكها الآن هي أنها صمدت أمام اختبار أحد أسوأ التحديات التي واجهها العالم بأسره في العقود الماضية وهو فيروس كورونا.

ويمكن القول أيضا أن هذه شهادة واضحة على أن البلوكشين والعملات الرقمية المشفرة موجودة لتبقى.

اقرأ أيضا:

هل ستنخفض عملة البيتكوين لما دون 1000 دولار ؟ أو تصبح بلا قيمة ؟

كيفية حماية جهاز الكمبيوتر المستعمل في تداول العملات الرقمية المشفرة

شوقي دليمي

صانع محتوى | مختص في التسويق بالمحتوى مهتم بالعملات الرقمية المشفرة وبتقنية البلوكشين أؤمن بأنها يوما ما ستكون لها الكلمة الأعلى في اقتصاد الغد.
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق